مرحبا بالضيف المحترم بيننا مجددا ...

انا اتفق معاك تماما ان الاسلام به ايات محبة ورحمة وعدل
جميل جدا

ولاكن في ايات اخري عكس هذا
ولا توجد رحمة ولا محبة ولا عدل ولا مساواة
اقرا معي بعض اجزاء بحثي في هذا الموضوع
وقولي رأيك ..
وأنا بدوري سأناقشك فيما ذكرته نقطة نقطة ، فنبدأ بأول نقطة ، وهي المتعلقة بسورة الفاتحة :

احساسك ايه يا مسلم لما تلاقي دين تاني بيصلي كل يوم وعمال يزم فيك في صلاته
احساسك ايه يا مسلم لو لقيت الاية دي مثلا يعني في الانجيل وبنقول
اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم من( المسيحيين ) غير المغضوب عليهم ( السنة ) ولا الضالين ( الشيعة ) ايه بقي شعورك يا مسلم لما تلاقي دين تاني بيزم فيك كل يوم في الصلاة؟؟
ايه بقي شعورك يا مسلم لما تلاقي كلام زي دة بيحرض علي الكره في الانجيل لكل ما هوة مسلم ؟؟

احساس عادي وطبيعي ما دام أنا فاهم اللغة العربية وأفهم الاسلام !!!

والرد عليك من عدة وجوه :

أولا : قال الراغب الأصفهاني : " الضَّلَالُ : العدولُ عن الطّريق المستقيم ، ويضادّه الهداية " [1]
فالضلال صفة أو وصف حال لواقع .

ثانيا : اليهود والنصارى في حكم الاسلام كفار ، وهذا بحسب النصوص الشرعية وأقوال العلماء :

لعدم ايمانكم بالنبي صلى الله عليه وسلم : : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا (150)أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا) [النساء : 150 -151]
وكذلك عدم دخولكم الاسلام ، : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران : 85]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " والذي نفس محمد بيده ، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ، ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به ، إلا كان من أصحاب النار " [2]

لاعتقادكم بألوهية المسيح عليه السلام ، : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) [المائدة : 72]

لاعتقادكم بعقيدة الثالوث ، : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [المائدة : 73] ، وهي تعني أي ثالوث ، سواء كان نصراني أو فرعوني حتى .

قال القاضي عياض : " ولهذا نكفِّر كل من دان بغير ملة المسلمين من الملل ، أو وقف فيهم ، أو شك ، أو صحَّح مذهبهم ، وإن أظهر مع ذلك الإسلام ، واعتقده ، واعتقد إبطال كل مذهب سواه ، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك" . " [3]


ثالثا : ما دام ثبت لغير المسلم حكم الكفر ، فالحكم بالضلال عليه لازم له ، لأن من البديهي أن كل كافر ضال ، وليس كل ضال كافر ، فقد يكون المسلم ضالا مثلا لابتداعه في الدين ، أو لارتكابه المعاصي ، قال موسى عليه السلام لفرعون عن حادثة القتل التي فعلها قبل رسالته بدون قصد : (فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) [الشعراء : 20] ، قال العلامة السعدي رحمه الله : " أي : عن غير كفر ، وإنما كان عن ضلال وسفه ، فاستغفرت ربي فغفر لي " . [4]

وقول الله تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم يعدد نعمائه عليه : ( وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ) [الضحى : 7]
قال العلامة محمد الطاهر بن عاشور في "تفسيره" : "والضلال : عدم الاهتداء إلى الطريق الموصل إلى المكان المقصود سواء سلك السائر طريقا آخر يبلغ إلى غير المقصود أم وقف حائرا لا يعرف أي طريق يسلك ، وهو المقصود هنا ; لأن المعنى : أنك كنت في حيرة من حال أهل الشرك من قومك ، فأراكه الله غير محمود وكرهه إليك ولا تدري ماذا تتبع من الحق ، فإن الله لما أنشأ رسوله - صلى الله عليه وسلم - على ما أراد من إعداده لتلقي الرسالة في الإبان ، ألهمه أن ما عليه قومه من الشرك خطأ وألقى في نفسه طلب الوصول إلى الحق ليتهيأ بذلك لقبول الرسالة عن الله تعالى . وليس المراد بالضلال هنا اتباع الباطل ، فإن الأنبياء معصومون من الإشراك قبل النبوءة باتفاق علمائنا " [5]

وقال البغوي : " قال الحسن والضحاك وابن كيسان : ( وَوَجَدَكَ ضَالًّا ) عن معالم النبوة وأحكام الشريعة غافلا عنها ، فهداك إليها ، كما قال : ( وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ) [يوسف : 3] ، وقال : ( مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ ) [ الشورى : 52] . [6]


لذا قلت لك في مشاركتي السابقة [رقم 25]، لو كنت دققت في قراءتها :

( لذا المسلم يكره الكفر والشرك الذي في الآخرين ، ويتبرأ منه لأنه سبب ضلالهم ، واستحقاقهم لعذاب النار ، ويعلن لهم صراحة أنهم على باطل ولا يرضى بكفرهم ، حتى لا يظنوا أنهم على حق ، وأن عقيدتهم سليمة لا فرق بينهم وبين المسلمين ، فالاسلام واضح ولا يقبل المجاملات ... )
----------------------------------
الهوامش :
[1] "المفردات في غريب القرآن" (ص 509) .
[2] حديث صحيح : أخرجه مسلم في "صحيحه" (153) .
[3] "الشفا بتعريف حقوق المصطفى " ( 2 / 1071 ) .
[4] "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" (ص 590) .
[5] "التحرير والتنوير" (30 / 400) .
[6] "معالم التنزيل في تفسير القرآن" (5 / 268) .