الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على سيدنا محمد و على أله و أصحابه أجمعين و بعد :

أخي صقر الإسلام أهلاً بك في منتديات البشارة الإسلامية

بالنسبة لموضوع التجسد أقول بالله تعالى مستعيناً و عليه متكلاً :

أولاً : هذا الكلام المنقول من الموقع هو كلام القمص الكذاب زكريا بطرس و أذكر أنني قرأته أو سمعته .

ثانياً : الكلام المنقول ملئ بالكذب فهذا ديدن القمص الكذاب الذي ينطبق عليه قول الشاعر

لي حيلة فيمن ينمّ و ليس لي في الكذّاب حيلة

من كان يخلق ما يقول فحيلتي فيه قليلة

كذبه هذا سأكتفي بالإشارة لبعضه في ثنايا الرد

ثالثاً : هناك قاعدة عامة في التعامل مع جميع النصوص الشرعية حتى يتم فهمها فهماً صحيحاً بعيداً عن طريقة أهل الزيغ و الضلال و هذه القاعدة هي قاعدة ( رد النصوص المتشابهة إلى النصوص المحكمة ) فمن يرد المتشابه إلى المحكم ينجلي عنه الكثير و الكثير من ضباب أهل الضلال .

و تأسيساً لما تقدم فإن فهم النصوص التي اقتبسها القمص الكذاب يجب أن لا تخرج عن النصوص المحكمة التي دلت دلالة صريحة واضحة أن الله تعالى عالٍ على عرشه فوق السماوات السبع بائن من خلقه لا يحل بهم و لا يحلون به و هذا النصوص كثيرة جداً لا يمكن فهم النصوص التي يتشبث بها أهل الضلال بعيداً عنها .

رابعاً : إذا علمت قاعدة رد المتشابه إلى المحكم تفهم الآيات دون تدليسات و كذبات القمص الكذاب الذي يزعم ظهور الله لموسى في الشجرة و ذلك بقوله (( عندما نقرأ قصة موسى النبي في سورة القصص وفى سورة طه وفي سورة النمل يتضح لنا أن الله قد ظهر له في شجرة )) فأين هذا الكذب فقد قرأنا الآيات و لم نجد فيها أن الله ظهر لموسى في الشجرة ؟؟؟ أين نجد هذا النص المزعوم ؟؟؟ موسى عليه السلام إنما سمع صوتاً يناديه من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن: يا موسى إني أنا الله رب العالمين . فأين ظهور الله هنا ؟؟؟

طبعاً القمص يكذب و يكذب فيقول مجدداً (( من كل ما تقدم ندرك أن الله قد ظهر لموسى في شجرة مادية وتكلم إليه منها )) و هذا كذب فاضح فأين هو هذا الظهور المزعوم ؟؟؟

موسى عليه السلام سمي كليم الله لأن الله كلمه في تلك البقعة المباركة و النصوص الأخرى دلت أن موسى لن يرى الله تعالى عندما تجلى سبحانه و تعالى للجبل فكيف يوفق القمص الكذاب بين النصين ؟؟؟ نص يؤكد استحالة رؤية موسى لله و نص يزعم القمص الكذاب أن الله ظهر لموسى فيه .

خامساً : مما يجب أن نعلمه أن إرادة الله تعالى لا تتعلق بالممتنعات و المستحيلات بل هي متعلقة بالممكنات فحلول ذات الرب في ذوات المخلوقين ممتنعة لأن هذا الحلول سيجعل الخالق مخلوقاً و المخلوق خالقاً و يفتح باب السفسطات و الكفريات التي لا تنتهي إذ لو شاهدنا أحد الأشخاص يسجد لشجرة أو لحجر لما أمكننا الانكار عليه لجواز حلول الإله في هذه المخلوقات و لو عبد الناس الأشجار و الأحجار لما أنكرنا عليهم ذلك لأنهم يعبدون الإله الحال فيها . و لا شك أن تصور كل هذه الأمور الكفرية يؤدي بالعقل ليحكم ببداهة بطلانها و امتناعها و استحالتها .

سادساً : الفرق التي استعان بها القمص لينسب هذا المعتقد الكفري للإسلام إنما هي فرق كافرة أجمع العلماء على كفرها و زيف معتقداتها فكيف به ينسبها لأمة الإسلام فالطائفة النصيرية طائفة مارقة خارجة عن تعاليم الإسلام .

سابعاً : القمص يزعم أن علماء الإسلام يقرون بهذه العقيدة و هذا من أبطل الباطل و أفحش الكذب فمن هم هؤلاء العلماء و ما هو نصيبهم من الإسلام و هو مع زعمه هذا عجز عن نسبة هذا القول لأحد منهم إلا لشخص يسمى بأبي الفضل القرشي و نحن نسأله من هو هذا الشخص و ما هو الذي يمثله بالنسبة لعلماء الإسلام ؟؟؟ ثم ما أدرانا أن القمص نقل كلامه كما هو فهو عندنا كذاب لا نثق به و لا بنقولاته . و على فرض صحة هذه النسبة لهذا الرجل فنحن لا نتعبد إلى إلى بأقوال العلماء فأقوالهم يحتج لها لا يحتج بها .

هذا ما أحببت بيانه بإختصار

وفق الله الجميع لطاعته و رزقنا الإخلاص في القول و العمل