صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 41
 
  1. #11
    الإشراف العام
    الهزبر غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 7,445
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : أرض مسلمة
    الاهتمام : كل مافيه الخير لي ولامتي
    الوظيفة : مدرّس لغة عربية
    معدل تقييم المستوى : 24

    افتراضي رد: الدولة الاموية.


    [frame="5 10"]
    السلام عليكم.


    نختم اليوم بفضل الله زمن معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه.

    الإنجازات في عهد معاوية رضي الله عنه:


    1ــ من المحدثات الجميلة التي حدثت في عهد معاوية البريد ومعنى ذلك أن تقسم الطرق منازل في كل منزل دواب مهيأة معدة لحمل كتب الخليفة إلى البلدان المختلفة، فتسلم الكتب بالحاضرة فيأخذها صاحب البريد ويمر مسرعاً حتى إذا وصل إلى أول منزلة سلمها لصاحب البريد فيها فيفعل بها كالأول وبذلك كانت تصل الكتب إلى الأمراء والعمال في أسرع وقت يمكن.

    2ــ معاوية أول من اتخذ الحرس ولم يكن شيء من ذلك في عهد الخلفاء الراشدين وإنما اتخذه بعد أن كان من إرادة الخارجي قتله.

    3ــ اتخذ معاوية ديوان الخاتم. وكان سبب ذلك أنه أمر لعمرو بن الزبير بمائة ألف درهم وكتب له بذلك إلى زياد. ففتح عمرو الكتاب وصير المائة مائتين فلما رفع زياد حسابه أنكرها معاوية وطلبها من عمرو وحبسه فقضاها عنه أخوه عبد اللَّه بن الزبير فأحدث معاوية عند ذلك ديوان الخاتم وحزم الكتب وكانت قبل لا تحزم.

    4ــ كان كاتب معاوية سرجون الرومي لأن ديوان الشام كان لعهده بالرومية ويظهر أنه كاتب الخوارج، وكان سرجون صاحب أمره ومدبره ومشيره.

    وكان حاجبه سعد مولاه.

    وقاضيه فضالة بن عبيد الأنصاري ثم أبو إدريس الخولاني ومعنى ذلك أنه كان قاضي الشام وكان لكل ولاية قاض خاص.


    وفاته رضي الله عنه.



    مرض معاوية بدمشق في جمادي الثانية وكان يزيد ابنه غائباً، فأحضر معاوية الضحاك بن قيس ومسلم بن عقبة المري وأدى إليهما وصيته إلى يزيد وكان فيها: يا بني إني قد كفيتك الشد والترحال ووطأت لك الأمور وذللت لك الأعداء وأخضعت رقاب العرب وجمعت لك ما لم يجمعه أحد، فانظر أهل الحجاز فإنه أصلك وأكرم من قدم عليك منهم وتعاهد من غاب وانظر أهل العراق فإن سألوك أن تعزل عنهم كل يوم عاملاً فافعل فإن عزل عامل أسهل من أن يشهر عليك مائة ألف سيف، وانظر أهل الشام فليكونوا بطانتك وغيبتك فإن رابك من عدوك شيء فانتصر بهم فإذا أصبتهم فأردد أهل الشام إلى بلادك فإنهم إن قاموا بغير بلادهم تغيرت أخلاقهم. وإني لست أخاف أن ينازعك في هذا الأمر إلا أربعة من قريش الحسين بن علي وعبد اللَّه بن عمر وعبد اللَّه بن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر.

    فأما ابن عمر فإنه رجل قد وقدته العبادة فإذا لم يبق أحد غيره بايعك.

    وأما الحسين بن علي فهو رجل خفيف ولن يتركه أهل العراق حتى يخرجوه فإن خرج وظفرت به فأصفح عنه فإن له رحماً ماسة وحقاً عظيماً وقرابة من محمد .

    وأما ابن أبي بكر فإن رأى أصحابه صنعوا شيئاً صنع مثله ليس له همة إلا في النساء واللهو.

    وأما الذي يجثم لك جثوم الأسد ويراوغك مراوغة الثعلب فذاك ابن الزبير فإن هو فعلها فظفرت به فقطعه إرباً أرباً، واحقن دماء قومك ما استطعت.

    ثم مات بدمشق لهلال رجب سنة 60 هـ أبريل سنة 980 م. فخرج الضحاك بن قيس حتى صعد المنبر وأكفان معاوية على يديه فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال إن معاوية كان عود العرب وحد العرب وجد العرب قطع اللَّه به الفتنة وملكه على العباد وفتح البلاد إلا أنه قد مات وهذه أكفانه ونحن مدرجوه فيها ومدخلوه قبره ومخلون بينه وبين عمله ثم هو الهرج إلى يوم القيامة، فمن كان يريد أن يشهده فعنده الأولى وصلى عليه الضحاك وكان قد أرسل الخبر إلى يزيد ثم أقبل يزيد وقد دفن معاوية فأتى قبره فصلى عليه.


    يتبع...


    تحياتي
    [/frame]





  2. #12
    الإشراف العام
    الهزبر غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 7,445
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : أرض مسلمة
    الاهتمام : كل مافيه الخير لي ولامتي
    الوظيفة : مدرّس لغة عربية
    معدل تقييم المستوى : 24

    افتراضي رد: الدولة الاموية.


    [frame="5 10"]
    السلام عليكم.

    نواصل في موضوع التاريخ الاسلامي. مع الدولة الاموية من وفاة مؤسسها معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما الى سقوطها.

    يزيد بن معاوية.


    هو يزيد بن أبي سفيان، وأمه ميسون بنت بحدل ولد سنة 26 هـ وأبوه أمير الشام لعثمان بن عفان فتربى في حجر الإمارة ولما شب في خلافة أبيه كان يرشحه للإمارة فولاه الحج مرتين وولاه الصائفة وأرسله في الجيش الذي غزا القسطنطينية لأول مرة وكان مغرماً بالصيد وهذا مما أخذه عليه الناس إذ ذاك لأنهم لم يكونوا فارقوا البداوة العربية والجد الإسلامي بعد.

    وصوله للحكم:

    عهد إليه أبوه بالخلافة من بعده بعد أن استشار في ذلك وفود الأمصار فبايعه الناس ولم يتخلف عن البيعة إلا نفر قليل من أهل المدينة وهم الحسين بن علي وعبد اللَّه بن الزبير وعبد اللَّه بن عمر.

    فلما توفي معاوية لم يكن ليزيد إلا مبايعتهم له فأرسل إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان أمير المدينة يقول له أما بعد فخذ حسيناً وعبد اللَّه بن عمر وابن الزبير أخذاً ليس فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام فلما أتاه نعى معاوية فظع به وكبر عليه فأرسل إلى هؤلاء النفر فأما حسين فجاءه فلما عرض عليه البيعة وأخبره بموت معاوية استرجع وترحم على معاوية وقال أما البيعة فإن مثلي لا يبايع سراً ولا يجتزي بها مني سراً فإذا خرجت إلى الناس ودعوتهم إلى البيعة ودعوتنا معهم كان الأمر واحداً. فقال له الوليد وكان يحب العافية انصرف. وأما ابن الزبير فترك المدينة وذهب إلى مكة وقال إني عائذ بالبيت ولم يكن يصلي بصلاتهم ولا يفيض في الحج بإفاضتهم وكان يقف هو وأصحابه ناحية وخرج من المدينة بعده الحسين بن علي وأخذ معه بنيه وإخوته وبني أخيه إلا محمد بن الحنفية فإنه أبى الخروج معه ونصحه فلم يقبل نصحه.

    أما ابن عمر فإنه قال إذا بايع الناس بايعت فتركوه وكانوا لا يتخوفونه ولما بايع الناس بايع هو وابن عباس.

    الفتوح في عهد يزيد:

    استعمل يزيد عقبة بن نافع على إفريقية كما وعده معاوية بذلك، فسار إليها ولما وصل إلى القيروان قبض على أبي المهاجر وأوثقه في الحديد وترك بالقيروان جنداً مع الذراري والأموال ثم سار في عسكر حتى دخل مدينة باغاية وقد اجتمع بها كثير من الروم فقاتلوه قتالاً شديداً وانهزموا عنه ودخل المنهزمون المدينة.

    فحاصرهم عقبة ثم كره المقام عليهم فسار إلى بلاد الزاب وهي بلاد واسعة فيها عدة مدن وقرى كثيرة فقصد مدينتها العظمى واسمهاأربعة فامتنع من بها من الروم فقاتلتهم الجنود الإسلامية حتى هزمتهم ثم رحل إلى تاهرت، فلما بلغ الروم خبره استعانوا بالبربر فأجابوهم ونصروهم فاجتمعوا في جمع كثير واشتد الأمر على المسلمين لكثرة العدو ولكن العاقبة كانت لهم فانهزمت الروم والبربر وغنم المسلمون أموالهم وسلاحهم.

    ثم سار حتى نزل على طنجة فلقيه بطريق رومي اسمه يليان فأهدى له هدية حسنة ونزل على حكمه ثم سار نحو السوس الأدنى وهو مغرب طنجة فلقيته البربر في جموع كثيرة فقاتلهم وهزمهم هزيمة منكرة.

    ثم سار نحو السوس الأقصى وقد اجتمع له جمع عظيم من البربر فقاتلهم وهزمهم.
    [/frame]




    [SIZE=6]
    [FONT=Traditional Arabic]كل العداوات ترجى مودتها*إلا عداوة من عاداك في الدين
    /*/*/*/
    لا يستقل العقل دون هداية*بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا
    كالطّرف دون النور ليس بمدرك*حتى يراه بكرة واصيلا





  3. #13
    الإشراف العام
    الهزبر غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 7,445
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : أرض مسلمة
    الاهتمام : كل مافيه الخير لي ولامتي
    الوظيفة : مدرّس لغة عربية
    معدل تقييم المستوى : 24

    افتراضي رد: الدولة الاموية.


    [frame="5 80"]
    السلام عليكم.

    معاوية الثاني:

    بعد موت يزيد كانت هناك بيعتان إحداهما بالشام لمعاوية بن يزيد، والثانية بمكة والحجاز لعبد اللَّه بن الزبير.

    فأما معاوية فكانت سنه إحدى وعشرين سنة اختاره أهل الشام للخلافة بعد موت أبيه إلا أنه بعد قليل من خلافته نادى الصلاة جامعة فاجتمع الناس فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني قد ضعفت عن أمركم فابتغيت لكم مثل عمر بن الخطاب حين استخلفه أبو بكر فلم أجده فابتغيت ستة مثل ستة الشورى فلم أجدهم فأنتم أولى بأمركم فاختاروا له من أحببتم ثم دخل منزله وتغيب حتى مات بعد ثلاثة أشهر من خلافته.

    هكذا فعل الشاب الضعيف حينما رأى عصا المسلمين منشقة ولم ير من نفسه القدرة على لَم شعثها وإصلاح أمرها.


    عبد اللَّه بن الزبير:

    أما ابن الزبير فإن يزيد مات وحصين بن نمير محاصر له وقد اشتد الحصار عليه فجاءه الخبر قبل أن يصل لرئيس الجند المحاصر فناداه علام تقاتلون وقد هلك طاغيتكم فلم يصدقوه لما وصل الخبر الحصين بعث إلى ابن الزبير يريد محادثته فجاءه فكان فيما قال له أنت أحق بهذا الأمر هلم فلنبايعك ثم أخرج معنا إلى الشام فإن هذا الجند الذين معي هم وجوه الشام وفرسانه فواللَّه لا يختلف عليك اثنان وتؤمن الناس وتهدر هذه الدماء التي كانت بيننا وبينك وبين أهل الحرم فقال له أنا لا أهدر الدماء واللَّه لا أرضى أن أقتل بكل رجل منهم عشرة منكم وأخذ الحصين يكلمه سراً وهو يجهر ويقول واللَّه لا أفعل فقال له الحصين قد كنت أظن لك رأياً وأنا أكلمك سراً وتكلمني جهراً وأدعوك إلى الخلافة، وأنت لا تريد إلا القتل والهلكة. ثم فارقه ورحل إلى المدينة فالشام فوصلوها وقد بويع لمعاوية بن يزيد.

    هذا حال الشام لا إمام فيه والحجاز فيه ابن الزبير. أما العراق فإن عبيد اللَّه بن زياد لم بلغه نعي يزيد نادى الصلاة جامعة فلما اجتمع الناس قال يا أهل البصرة إن مهاجرنا إليكم ودارنا فيكم ومولدي فيكم وليتكم... الخ ثم دعا لنفسه بالبيعة. فقالوا له قد سمعنا مقالتك وما نعلم أحداً أقوى عليها منك فهلم فلنبايعك فأبى عليهم ذلك ثلاثاً ثم بسط يده فبايعوه ثم انصرفوا عنه يمسحون أيديهم بالحيطان ويقولون أيظن ابن مرجانة أنا ننقاد له في الجماعة والفرقة ثم أرسل إلى أهل الكوفة من يطلب بيعتهم له فأبوا عليه. ولما علم أهل البصرة بآبائهم أظهروا النفرة منه وخلعوه ودعا بعضهم إلى بيعة ابن الزبير فأجابه إلى ذلك أكثرهم وضعف أمر ابن زياد وخاف أهل البصرة على نفسه فاستجار بالحارث بن قيس الأزدي ثم بمسعود بن عمر سيد الأزد فأجاره حتى هرب إلى الشام. واختار أهل البصرة والياً عليهم عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل الملقب ببية فبايعوه وأقبلوا به إلى دار الإمارة وذلك أول جمادى الآخرة سنة 64 وكذلك اختار أهل الكوفة لهم أميراً وكتب أهل المصرين إلى ابن الزبير بالبيعة فأرسل لهم العمال من عنده. وكذلك دخل في بيعة ابن الزبير أهل مصر ولم يبق إلا الشام.


    حال الشام:

    كان رأس بني أمية بالشام مروان بن الحكم، وكان أمير دمشق الضحاك بن قيس وكان هواه في ابن الزبير يدعو له وأمير حمص النعمان بن بشير وأمير قنسرين زفر بن الحارث الكلابي وهواهم كلهم في ابن الزبير يدعون له وكان أمير فلسطين حسان بن مالك الكلبي وهواه في بني أمية وقد بايعه على الدعوة لهم أهل الأردن على شرط أن يجنبهم هذين الغلامين عبد اللَّه وخالداً ابني يزيد لأنهم قالوا إنا نكره أن يأتينا الناس بشيخ نأتيهم بغلام فكتب حسان إلى الضحاك بن قيس كتاباً يعظم فيه حق بني أمية وحسن بلائهم عنده ويذم ابن الزبير وأنه خلع خليفتين وأمره أن يقرأ كتابه على الناس وكتب كتاباً آخر سلمه لرسوله وقال له إن قرأ الضحاك كتابي على الناس وإلا ففم واقرأه عليهم فلما ورد كتابه على الضحاك لم يقرأه على الناس فقام رسول حسان وقرأ عليهم الكتاب فقال الوليد بن عتبة بن أبي سفيان صدق حسان وقام غيره فقالوا مثل مقاله فأمر بهم الضحاك فحبسوا ولكن عشائرهم أخرجوهم من الحبس وكان الذين في دمشق فريقين فقيس تدعوا إلى ابن الزبير وكلب تدعو إلى بني أمية.


    يتبع

    تحياتي
    [/frame]





  4. #14
    الإشراف العام
    الهزبر غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 7,445
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : أرض مسلمة
    الاهتمام : كل مافيه الخير لي ولامتي
    الوظيفة : مدرّس لغة عربية
    معدل تقييم المستوى : 24

    افتراضي رد: الدولة الاموية.


    [frame="5 10"]
    السلام عليكم.

    نواصل مع خلفاء بني امية.

    مروان بن الحكم:

    خرج الضحاك بمجموعة فنزل مرج راهط بيده واجتمع بنو أمية بالجابية فتشاورا فيمن يلي أمر المسلمين واتفق رأيهم أخيراً على تولية مروان ابن الحكم فبايعوه لثلاث خلون من ذي القعدة سنة 64 هـ.

    ولما تمت بيعته بالناس من الجابية إلى مرج راهط وبه الضحاك بن قيس ومن على رأيه واجتمع على مروان كلب وغسان والسكاسك والكون وكانت بين الفريقين مواقع هائلة عشرين ليلة في مرج راهط وكانت الغلبة أخيراً لمروان.

    ولما تم الأمر لمروان بالشام سار إلى مصر فافتتحها وبايعه أهلها ثم عاد إلى دمشق فأقام بها.

    لم تطل مدة مروان في سلطانه فإنه توفي في رمضان سنة 65 هـ وكان قد عهد بالخلافة لأبنيه عبد الملك ثم عبد العزيز.

    تعريف مروان بن الحكم.


    هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية وأمه آمنة بنت علقمة بن صفوان الكناني ولد في السنة الثانية من الهجرة وأسلم أبوه الحكم يوم الفتح فنشأ مروان مسلماً وكان في عهد عثمان بن عفان كاتباً له ومدبراً وولي لمعاوية المدينة جملة مرات ولما مات يزيد أوشك أن يذهب إلى ابن الزبير فبايعه لولا عبد اللَّه بن زياد فإنه أشار عليه أن يطلب الخلافة لنفسه لأنه شيخ بني أمية فاستشرف لها ووجد من ينصره على ذلك وتم له الأمر بعد وقعة مرج راهط وكان أمره في الشام ومصر لم يتجاوزهما حتى مات وولي أمر الأمة من بعده ابنه.


    يتبع



    تحياتي
    [/frame]





  5. #15
    الإشراف العام
    الهزبر غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 7,445
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : أرض مسلمة
    الاهتمام : كل مافيه الخير لي ولامتي
    الوظيفة : مدرّس لغة عربية
    معدل تقييم المستوى : 24

    افتراضي رد: الدولة الاموية.


    [frame="5 10"]
    السلام عليكم.

    عبد الملك بن مروان:

    من هو


    هو عبد الملك بن مروان بن الحكم ولد سنة 26 هـ بالمدينة وأمه عائشة بنت معاوية بن الوليد بن المغيرة بن العاص بن أمية. ولما شب كان عاقلاً حازماً أديباً لبيباً وكان معدوداً من فقهاء المدينة يقرن بسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وقال الشعبي ما ذاكرت أحداً إلا وجدت لي الفضل عليه إلا عبد الملك فإني ما ذاكرته حديثاً إلا زادني فيه، ولا شعراً إلا زادني فيه.

    توليه الحكم:

    ولي الخلافة بعد أبيه بعهد منه. وكانت الحال في البلاد الإسلامية على غاية الاضطراب. فإن الحجاز به عبد اللَّه بن الزبير. وقد بايعه أهله وبلاد العراق أهلها ثلاث فرق زبيرية قد بايعوا ابن الزبير ودخلوا في طاعته، وشيعة تدعوا إلى آل البيت، وخوارج وهم من عرفتم حديثهم قبل. فتلقى الأمر بقلب ثابت وعزيمة صادقة حتى دان الناس واجتمعت الكلمة عليه.


    المعركة مع التوابين:

    كان مروان قبل وفاته قد جهز جيشاً يقوده عبد اللَّه بن زياد إلى الجزيرة ومحاربة زفر بن الحارث بقرقيسيا واستعمله على كل ما يفتحه فإذا فرغ من الجزيرة توجه إلى العراق وأخذه من ابن الزبير فلما كان بالجزيرة بلغه موت مروان وأتاه كتاب عبد الملك يستعمله على ما استعمله عليه أبوه ويحثه على المسير إلى العراق فسار حتى إذا كان بعين الوردة قابلته جنود مقبلة من العراق لم يبعثهم أمير ولكنهم خرجوا للمطالبة بدم الحسين وسموا أنفسهم التوابين وهم جماعة الشيعة ندموا على خذلانهم الحسين بن علي ولم يروا أنهم يخرجون من هذا الذنب إلا إذا قاموا للمطالبة بثأره وقتلوا قتلته وكان رئيسهم كبير الشيعة بالكوفة سليمان بن صرد الخزاعي فما زالوا يجمعون آلة الحرب ويدعون الناس سراً إلى ما عزموا عليه حتى تم لهم ما أرادوا سنة 65 فخرجوا حتى إذا كانوا بعين الوردة قابلتهم جنود الشام فكان بين الفريقين موقعة عظيمة قتل فيها سليمان بن صرد رئيس الشيعة ومعظم من معه ونجا قليل منهم وكانوا نحواً من ستة آلاف ولما بلغ عبد الملك قتل سليمان قام خطيباً في أهل الشام فقال إن اللَّه قد أهلك من رؤوس أهل العراق ملقح فتنه ورأس ضلالة سليمان بن صرد ألا وإن السيوف قد تركت رأس المسيب خذاريف وقد قتل اللَّه منهم رأسين عظيمين ضالين مضلين عبد اللَّه بن سعد الأزدي وعبد اللَّه بن وال البكري. ولم يبق بعدهم من عنده امتناع.

    بعد مقتل هؤلاء ثار بالكوفة رجل الفتنة الكبير المختار بن أبي عبيد الثقفي وكان وثوبه بها رابع عشر ربيع الأول سنة 66 فأخرج منها عامل ابن الزبير وهو عبد اللَّه بن مطيع وكان وثوبه باسم محمد بن الحنفية. زاعماً أنه هو الذي أرسله للأخذ بثأر الحسين ولقبه بالإمام المهدي.

    ثم إن المختار تخير الجند لمحاربة ابن زياد وجعل قائدهم إبراهيم بن الأشتر فسار حتى التقى بجنود الشام على نهر الخارز فكان بين الفريقين موقعة هائلة انتصر فيها ابن الأشتر وقتل عبيد اللَّه بن زياد بعد أن ذهب من جند الشام عدد وافر قتلاً وغرقاً في نهر الخازر ولما انتهت الموقعة أرسل ابن الأشتر العمال إلى البلاد الجزرية.

    وبذلك عاد أمر العراق لابن الزبير وكان الأمر بالشام ومصر لعبد الملكبن مروان أن يجمع كلمة الناس عليه فتجهز لقصد العراق.

    ثم سار عبد الملك إلى العراق فبلغ خبره مصعباً فتجهز له وجعل على مقدمته إبراهيم بن الأشتر فتقابل الجيشان بمسكن، وكان كثير من أهل العراق كاتبوا عبد الملك وكاتبهم فكانت نياتهم فاسدة فلما حصلت الموقعة انهزم أهل العراق وبقي مصعب مع قليل من المخلصين له.

    بذلك لم يبق خارجاً عن سلطان عبد الملك إلا الحجاز فوجه وهو بالكوفة جنداً إلى مكة بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي لقتال عبد اللَّه بن الزبير فسار إليه في جمادي الأولى سنة 72 هـ فلما وصل مكة حصر ابن الزبير بها ورماها بالمجانيق ولم يزل الأمر على ذلك حتى اشتدت الحال على أهل مكة من الحصار فتفرقوا عن ابن الزبير وخرجوا بالأمان إلى الحجاج وكان ممن فارقه ابناه حمزة وحبيب ولما رأى ابن الزبير أنه لم يبق معه إلا قليل لا يغنون عنه شيئاً.

    فقاتل ابن الزبير حتى قتل وكانت سنه ثلاثاً وسبعين سنة وبعد قتله صلبت جثته ثم أنزلت بأمر من عبد الملك.

    مكث ابن الزبير خليفة بالحجاز تسع سنين لأنه بويع له سنة 64 وبقتل ابن الزبير صفا الأمر لعبد الملك في جميع الأمصار الإسلامية، واجتمعت عليه الكلمة وبقي الحجاج والياً على مكة والمدينة حتى سنة 75 وفيها عزله عبد الملك عنهما وولاه العراقين فسار إلى الكوفة في اثني عشر راكباً على النجائب حتى دخلها فبدأ بالمسجد فصعد المنبر وهو متلثم بعمامة خز حمراء فاجتمع إليه الناس. وهو ساكت قد أطال السكوت حتى أراد بعضهم أن يحصبه ثم كشف اللثام عن وجهه.

    وفي سنة 89 ولى الحجاج عبيد اللَّه بن أبي بكرة سجستان فغزا رتبيل وقد كان يفعل مصالحاً وقد كانت العرب قبل ذلك تأخذ منه خراجاً وربما امتنع فلم يفعل فبعث الحجاج إلى ابن أبي بكرة يأمره بغزوه فتوغلوا في بلاده فأصيبوا وهلك معظمهم ونجا أقلهم فرأى الحجاج أن يجهز إليهم جنداً فجهز عشرين ألفاً من البصرة ومثلهم من الكوفة.

    وجد في ذلك وشمر وأعطى الناس أعطياتهم كملاً وأخذهم بالخيول الروائع والسلاح الكامل واستعرض ولا يرى رجلاً تذكر منه شجاعة إلا أحسن معوفته ولما استتب أمر ذينك الجندين ولى عليهم عبد الرحمن بن الأشعث فسار حتى قدم سجستان فصعد منبرها وقال أيها الناس إن الأمير الحجاج ولاني ثغركم وأمرني بجهاد عدوكم الذي استباح بلادكم وأباد أخياركم فإياكم أن يتخلف منكم رجل فيحل بنفسه العقوبة اخرجوا إلى معسكركم فعسكروا به مع الناس.

    ولما دخل الناس فارس قال بعضهم لبعض إذا خلعنا الحجاج فقد خلعنا عبد الملك فخلعوه وبايعوا عبد الرحمن على كتاب اللَّه وسنه ورسوله وخلع أئمة الضلالة وجهاد المحلين، ولما بلغ الحجاج خبره بعث إلى عبد الملك يخبره ويسأله أن يوجه الجنود إليه فهاله الأمر وبادر بإرسال الجنود الشامية إليه والحجاج مقيم بالبصرة فلما اجتمعت الجنود إليه سار بها حتى نزل تستر وقدم بين يديه مقدمته فقابلتها جنود ابن الأشعث فهزمت مقدمة الحجاج يوم الأضحى سنة 81 وأتت الحجاج الهزيمة فانصرف راجعاً حتى نزل الزاوية وجاءت جنود ابن الأشعث حتى نزلت البصرة فبايعه أهلها وكان دخوله إليها في آخر ذي الحجة ثم تقابل الجندان بالزاوية فهزمت جنود الحجاج.

    أما ابن الأشعث، فقد تقلبت به الأحوال؛ وانتهى أمره إلى أن توجه إلى رتبيل مستغيثاً به، فكتب الحجاج إلى رتبيل يأمره أن يرسل إليه ابن الأشعث ويتوعده إن لم يفعل، فأراد رتبيل أن يرسله، فقتل ابن الأشعث نفسه بأن ألقى نفسه من فوق قصر فمات ثم ضرب رتبيل عنق بضعة عشر رجلاً من أقاربه، وأرسل بالرؤوس إلى الحجاج.


    وفاة عبد الملك:

    في يوم الخميس منتصف شوال سنة 86 هـ (أكتوبر سنة 705 م) توفي عبد الملك بدمشق فكانت مدة خلافته منذ بويع بالشام إحدى وعشرين سنة وشهراً ونصفاً من مستهل رمضان سنة 65 هـ إلى منتصف شوال سنة 86 هـ وكانت خلافته منذ قتل ابن الزبير واجتمعت عليه الكلمة ثلاث عشرة سنة وخمسة أشهر بناء على أن ابن الزبير قتل في 17 جمادي الأولى سنة 73 وكان عمر عبد الملك ستين سنة لأنه ولد سنة 26 هـ.

    يتبع


    تحياتي
    [/frame]





  6. #16
    الإشراف العام
    الهزبر غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 7,445
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : أرض مسلمة
    الاهتمام : كل مافيه الخير لي ولامتي
    الوظيفة : مدرّس لغة عربية
    معدل تقييم المستوى : 24

    افتراضي رد: الدولة الاموية.


    [frame="5 10"]
    السلام عليكم.

    الوليد بن عبد الملك

    ترجمته:

    هو الوليد بن عبد الملك بن مروان وأمه ولادة بنت العباس بن جزء العبسي. ولد سنة 50 من الهجرة ولم تكن له ولاية العهد إلا بعد وفاة عمه عبد العزيز بن مروان ولما توفي أبوه عبد الملك بويع بالخلافة في اليوم الذي مات فيه. لما رجع من دفنه بدمشق لم يدخل منزله حتى صعد على منبر دمشق، فحمد اللَّه وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أيها الناس إنه لا مقدم لما أخر اللَّه، ولا مؤخر لما قدم اللَّه، وقد كان من قضايا اللَّه وسابق علمه، وما كتب على أنبيائه وحملة عرشه الموت وقد صار إلى منازل الأبرار ولي هذه الأمة بالذي يحق عليه للَّه من الشدة على المريب واللين لأهل الحق والفضل وإقامة ما أقام اللَّه من منار الإسلام وأعلامه من حج البيت وغزو هذه الثغور وشن هذه الغارة على أعداء اللَّه فلم يكن عاجزاً ولا مفرطاً. أيها الناس عليكم بالطاعة ولزوج الجماعة فإن الشيطان مع الفرد. أيها الناس من أبدى لنا ذات نفسه ضربنا الذي فيه عيناه ومن سكت مات بدائه. ثم قام إليه الناس فبايعوه.

    الحال في عهد الوليد:

    كانت مدة الوليد غرّة في جبين الدولة الأموية ففيها قام بإصلاح داخلي عظيم، واشتهر في الأمة قواد عظام فتحوا الفتوح العظيمة وأضافوا إلى المملكة الإسلامية بلاداً واسعة واستردوا هيبتها في أنفس الأمم المجاورة لها. وسبب ذلك أن الوليد تولى بعد أن وطأ عبد الملك الأمور ومهدها فاستلمها الوليد والأمة هادئة مطمئنة مجتمعة الكلمة وخبت نار الأهواء فإن الخوارج ذهبت حدتهم وشوكتهم وقلت جموعهم وشيعة آل البيت نالهم ما جعلهم يهتمون بأنفسهم، فلم يحركوا ساكناً، ولم يوقظوا فتنة.

    الفتوح في عهد الوليد:

    اشتهر في زمن الوليدأربعة قواد عظام كان لهم أجمل الأثر في الفتح الإسلامي وهم:

    1ــ محمد بن القاسم بن محمد الثقفي.

    2ــ قتيبة بن مسلم الباهلي.

    3ــموسى بن نصير.

    4ــ مسلمة بن عبد الملك بن مروان.


    فأما القاسم بن محمد: فإنه كان أميراً على ثغر السند من قبل الحجاج بن يوسف وكان الحجاج قد ضم إليه ستة آلاف من جند أهل الشام وجهزه بكل مااحتاج إليه فسار القاسم إلى بلاد السند حتى أتى الديبل فنزل عليه وكان به بد عظيم والبد منارة عظيمة تتخذ في بناء لهم فيه صنم أو أصنام لهم وكان كل شيء أعظموه من طريق العبادة فهو عندهم بد وكانت كتب الحجاج ترد على محمد وكتب محمد ترد على الحجاج بصفة ما قبله واستطلاع رأيه فيما يعمل به كل ثلاثة. ولم يزل القاسم حاصراً للديبل حتى خرج العدو إليه مرة فهزمهم ثم أمر بالسلاليم فوضعت وصعد عليها الرجال ففتحت عنوة وقتل عامل داهر عليها ثم بنى مسجداً وأنزلها أربعة آلاف، ثم أتى البيرون فأقام أهله العلوفة للقاسم وأدخلوه مدينتهم وكانوا قد بعثوا سمينين إلى الحجاج فصالحوه فوفى لهم محمد بن القاسم بالصلح ثم جعل لا يمر بمدينة إلا فتحها حتى عبر نهر دون مهران فأتاه سمين سريبدس فصالحوه على من خلفهم ووظف عليهم الخراج وسار إلى سهبان ففتحها ثم إلى مهران فبلغ ذلك داهر ملك السند فاستعد لمحاربته ثم إن محمد عبر مهران وهو نهر السند على جسر عقد فالتقى بداهر في جنوده الكثيرة؛ وهو على فيل وحوله الفيلة فاقتتلوا قتالاً شديداً لم يسمع وترجل داهر وقاتل فقتل عند المساء وانهزم المشركون.

    ولما قتل داهر غلب محمد على بلاد السند، ثم فتحوا راور عنوة ثم أتى برهمناباذ العتيقة فقاتله بها فل داهر ولكنهم انهزموا فخلف بها عاملاً، ثم سار فتلقاه أهل ساوندرى وسألوه الأمان فأعطاهم الأمان فأعطاهم إياه واشترط عليهم ضيافة المسلمين، ودولتهم ثم تقدم إلى يسمد فصالح أهلها على مثل صلح مثل صلح ساوندرى.

    ثم انتهى إلى الرور وهي من مدائن السند فحصر أهلها ثم فتحها صلحاً على أن يقتلهم ولا يعرض لبدهم؛ وقال ما البد إلا ككنائس النصارى، واليهود، وبيوت نيران المجوس، ووضع عليهم الخراج وبنى بالرور مسجداً، ثم سار حتى قطع نهر بباس إلى الملتان فقاتله أهل الملتان فهزمهم حتى أدخلهم المدينة وحصرهم ثم نزلوا على حكمه فقتل كثيراً منهم وأصاب فيها مغانم كثيرة وافرة وكان بد الملتان تهدي إليه الأموال وتنذر له لنذور ويحج ويحلقون رؤوسهم ولحاهم عنده فحاز محمد ذلك كله.

    وفي ذلك الوقت بلغته وفاة الحجاج فرجع عن الملتان إلى الرور وبغرور وكان قد فتحها فأعطى الناس ووجه إلى البيلمان جيشاً فلم يقاتلوه وأعطوا الطاعة وسالمه أهل سرست ثم أتى الكرج فخرج إليه دوهر فقاتله فانهزم العدو وهرب دوهر. بعد هذه الفتوح العظيمة التي نشرت ظل الإسلام على جميع بلاد السند مات الوليد بن عبد الملك فوقف أمر محمد وسنتكلم بعد على خاتمة حياته.

    وأما قتيبة بن مسلم: فكان أميراً على خراسان للحجاج بن يوسف ولاه عليها بعد المفضل بن المهلب سنة 86.

    ثم عرض الجند في السلاح والكراع وسار واستخلف على مرو. فلما كان بالطالقان تلقاه دهاقين بلخ وعظماؤهم فساروا معه ولما قطع النهر تلقاه ملك الصغانيان بهدايا ومفتاح من ذهب فدعاه إلى بلاد فأتاه وأتى ملك مفتان بهدايا وأموال، ودعاه إلى بلاده فمضى مع الصغانيان فسلم إليه بلاده وكان ملك آخرون وشومان قد أساءه جواره وضيق عليه فسار قتيبة إلى آخرون وشومان وهما من طخستان فجاءه الملك فصالحه على فدية أداها فقبلها قتيبة ورضي ثم عاد إلى مرو واستخلف على الجند ولما علم بذلك الحجاج كتب إليه يلومه ويعجز رأيه في تخليفه الجند وكتب إليه إذا غزوت فكن في مقدم الناس وإذا قفلت فكن في أخرياتهم وساقتهم.

    وفي سنة 87 قدم على قتيبة نيزك وصالحه وكان سبب ذلك أنه كان في يد نيزك أسرى من المسلمين، فكتب إليه قتيبة يأمره بإطلاقهم ويتهدده، فخالفه نيزك فأطلق الأسرى فوجه إليه قتيبة يطلب منه القدوم عليه وحلف باللَّه لئن لم يفعل ليغزونه وليطلبنه حيث كان لا يقلع عنه حتى يظفر به أو يموت قبل ذلك. فقدم عليه نيزك وصالحه على أهل بادغيس على أن لا يدخلها.

    وبعد ذلك غزا قتيبة بيكند وهي أدنى مدائن بخارى إلى النهر فلما نزل بهم استنصر الصغد واستمدوا من حولهم فأتوهم في جمع كثير وأخذوا بالطريق فلم ينفذ لقتيبة رسول ولم يصل إليه رسول ولم يجز له خبر شهرين وأبطأ خبره على الحجاج فأشفق على الجند والقتال دائر بين قتيبة وعدوه وذات يوم لقي المسلمون عدوهم بجد أنزل اللَّه عليهم نصرهم فانهزم العدو عنهم يريدون دخول المدينة فحال المسلمون بينهم وبينها فتفرقوا وركب المسلمون أكنافهم واعتصم بالمدينة عدد قليل دخلها ولما رأوا قتيبة ابتدأ بهدمها سألوه الصلح فصالحهم وولى عليهم أميراً وسار عنهم فلما كان على خمسة فراسخ بلغه أن أهل بيكند غدروا بالعامل فقتلوه وأصحابه فرجع إليهم وفتح المدينة عنوة فقتل مقاتلها وأصاب فيها مغانم كثيرة ثم عاد إلى مرو.

    ولما كان الربيع سار عن مرو في عدة حسنة من الدواب السلاح وعبر النهر حتى أتى نومشكث وهي من بخارى فصالحه أهلها ثم سار إلى رامثينة فصالحه أهلها فانصرف عنهم وزحف إليه الترك معهم الصغد وأهل فرغانة فاعترضوا المسلمين في طريقهم فقاتلهم المسلمون قتالاً شديداً أبلى فيه نيزك بلاء حسناً وهو مع قتيبة حتى انهزم الترك وفض جمعهم ثم رجع إلى مرو فقطع النهر من ترمذ يريد بلخ ثم أتى مرو.

    ثم أراد أن يفتح بخارى فعبر النهر ومضى إلى بخارى فنزل خرقانة السفلى فلقيته جموع كثيرة فقاتلهم وهزمهم ولما وصل بخارى استعد له ملكها فلم يظفر من البلد بشيء فرجع إلى مرو وكتب إلى الحجاج فكتب إليه الحجاج أن صورها لي فبعث إليه بصورتها فكتب إليه الحجاج أن ارجع إلى مراغتك فتب إلى اللَّه مما كان منك وائتها من مكان كذا فخرج قتيبة من مرور سنة 90 فانتصر ملك بخارى بالصغد والترك من حولهم، ولكن قتيبة سبقهم إلى بخارى فحصروها وفي أثناء الحصار جاء أهل بخارى المدد فخرجوا لقتال المسلمين فصبروا لهم ثم جال المسلمون وركبهم المشركون فحطموهم حتى دخلوا عسكر قتيبة في القلب وجاوزه حتى ضرب النساء وجوه الخيل وبكين فكر الناس راجعين وانطوت مجنبتا المسلمين على الترك فقاتلوهم حتى ردهم إلى مواقفهم فوقف الترك على نشر فقال قتيبة من يزيلهم لنا من هذا الموضع فلم يجبه أحد فمشى إلى بني تميم وقال لهم يوم كأيامكم أبي لكم الفداء فأخذ وكيع وهو رأسهم اللواء بيده وقال يا بني تميم أتسلمونني اليوم قالوا لا يا أبا مطرف وكان هزيم بن أبي طلحة المجاشعي على خيل بني تميم فقال وكيع اقدم يا هزيم ودفع إليه الراية وقال قدم خيلك فتقدم هزيم ودب وكيع في الرجال فانتهى هزيم إلى نهر بينه وبين العدو فقال له وكيع أقحم يا هزيم فنظر إليه هزيم نظر الجمل الصؤول وقال أنا أقحم خيلي هذا النهر فإن انكشفت كان هلاكها واللَّه إنك لأحمق فقال وكيع مغضباً أتخالفني وحذفه بعمود كان معه فضرب هزيم فأقحمه قال ما بعد أشد منه وعبر هزيم في الخيل وانتهى وكيع إلى النهر فدعا بخشب فقنطر النهر وقال لأصحابه من وطن منكم نفسه على الموت فليعبر ومن لا فليثبت مكانه فعبر معه 800 راجل فدب فيهم حتى إذا أعيوا أقعدهم فأراحوا ثم دنا العدو فجعل الخيل مجنبتيه وقال هزيم إني مطاعن القوم فأشغلهم عنا بالخيل وقال للناس شدوا فحملوا فما تثنوا حتى خالطوهم وحمل هزيم خيله عليهم فطاعنونهم بالرماح فما كفوا عنهم حتى حدروهم عن موقفهم وهزموهم وجرح في هذا اليوم خاقان ملك الترك وابنه. ولما تم الفتح كتب به قتيبة إلى الحجاج ولما تم لقتيبة ما أراد من بخارى هابه أهل الصغد فطلبوا صلحه فصالحهم على فدية يؤدونها.

    وفي سنة 93 فتح قتيبة مدائن خوارزم صلحاً وكانت مدينة الفيل أحصنهم ثم غزا سمرقند وهي مدينة الصغد ففتحها بعد قتال شديد وبنى بها مسجداً وصلى فيه وكان معه في هذه الغزوة أهل بخارى وخوارزم.

    ولاية العهد:

    كان عبد الملك قد ولي عهده ابنيه الوليد ثم سليمان ولم يعتبر بما كان منه في حق أخيه عبد العزيز وقد أعاد الوليد عمل أبيه فأراد عزل سليمان وتولية عبد العزيز بن الوليد ودعا الناس إلى ذلك فلم يجبه إلا الحجاج بن يوسف وقتيبة بن مسلم وخواص من الناس فأشار على الوليد بعض خاصته أن يستقدم سليمان ويريده على خلع نفسه وبيعة عبد العزيز فكتب إليه فاعتل فأراد الوليد أن يسير إليه فأمر الناس بالتأهب ولكن منيته حالت دون ذلك. ومن هذا كان الجفاء الشديد بين سليمان والحجاج ومن على رأيه.

    وفاة الوليد بن عبد الملك:

    في منتصف جمادى الآخرة سنة 96 هـ توفي بدير مران الوليد بن عبد الملك (25 فبراير سنة 715 م) بعد أن مكث في الخلافة تسع سنين وثمانية أشهر من منتصف شوال سنة 86 إلى منتصف جمادى الثانية سنة 96.وكانت سنه إذ توفي ستاً وأربعين سنة وكان له من الأولاد تسعة عشر ابناً.

    يتبع
    [/frame]





  7. #17

    عضو مؤسس للمنتدى

    الصورة الرمزية صفاء
    صفاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 74
    تاريخ التسجيل : 22 - 11 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,654
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : المغرب الأقصى
    الاهتمام : التاريخ
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي رد: الدولة الاموية.


    [frame="7 80"]

    سليمان بن عبد الملك

    حياته

    في سنة 54 هجرية ولد سليمان بن عبد الملك ،وكان ابيض وكبير الوجه ،مقرون الحاجب جميلا .

    زوجاته : تزوج بنت عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان،فولدت له يحي ،وعبيد الله ،وتزوج ام يزيد بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية فانجبت له ،يزيد والقاسم ،وتزوج بنت عبد الله بن خالد بن اسيد بن ابي العيص بن امية فولدت له عبد الواحد ،ومن اولاده من نساء اخر ومن امهات الاولاد هم : ايوب ،وداود،والحارث وسعيد،وابراهيم ،وعبد الرحمن ،وعمر ،ومحمد.
    كان واليا على الرملة من ارض فلسطين عندما توفي اخوه الوليد ،وتولى الخلافة بعد ان اخذ البيعة من بني امية وعلية القوم ومن الناس كلهم ،،ثم انتقل الى دمشق بعد ذلك ، وعزل الحجاج وولاته ،وكان سليمان يستعين بابن عمه عمر بن عبد العزيز في الكثير من الامور ،وكان ينهى عن الغناء ،وحج عام 97 هجرية ايام خلافته .
    كان عدد جيشه مائة وعشرين الف حينما غزا القسطنطينة برا باهل الشام ،والجزيرة والموصل ،وبحرا باهل مصر وافريقية وكان عليهم عمرو بن هبيرة بن معاوية بن السكين ( امير العراقيين ،والد يزيد ،تولى امر العراق عام 103 هجرية ،وتوفي عام 107 هجرية ) وعلى المقاتلين جميعا اخوه مسلمة بن عبد الملك ،,ابنه داود بن سليمان .

    الولايات


    في عهده لم يكن هناك مايثير الاهتمام الا القتال ضد الولاة السابقين الذين تمت على ايديهم الفتوحات ،اما الغزوكان على نطاق ضيق بالنسبة الى ما حدث ايام الوليد بن عبد الملك ،اما الخوارج فقد استمر هدوؤهم كما كان في عهد الوليد .

    المدينة : عزل عثمان بن حيان عن المدينة من طرف سليمان ،وولى عليها ابا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم .

    مكة المكرمة : عزل سليمان بن عبد الملك خالد بن عبد الله القسري ،وولى عليها طلحة بن داود الحضرمي ،ثم استبدله بعبد العزيز بن خالد بن اسيد بن ابي العيص بن امية .

    العراق: عزل سليمان بن عبد الملك عن العراق يزيد بن ابي مسلم ،واعطى الولاية المصرين فيها الى يزيد بن المهلب بن ابي صفرة ،وبعد تسعة اشهر من ولاية سليمان ضمت االى يزيد بن المهلب خراسان فانتقل اليها واستخلف على واسط الجراح بن عبد الله الحكمي ،واستخلف على البصرة عبد الله بن هلال الكلابي ،اما اخاه مروان بن المهلب جعله على اموره وامواله بالبصرة ،واستخلف على الكوفة حرملة بن عمير اللخمي اشهرا ،ثم قام بعزله وولى عليها بشير بن حسان النهدي .

    خراسان: كان قتيبة بن مسلم اميرا على خراسان ،فلما مات الوليد خاف قتيبة على نفسه لانه كان قد وافق الوليد على خلع اخيه سليمان وتولية ابنه عبد العزيز بن الوليد ،فلما بلغ نبأ تولية سليمان بن عبد الملك الى قتيبة ،ارسل كتابا الى سليمان يعزيه بوفاة الوليد ،ويهنئه بالخلافة التي آلت اليه ،ويذكره بالفتوحات التي تمت على يديه ، ويذم آل المهلب والمهلب ويطلب منه ان يبقيه اميرا وله السمع والطاعة فان لم يفعل فانه سيخلعه .
    ويبدوا ان قتيبة قد خاف على نفسه ،ففكر في الامر فغرته نفسه بما كان تحت يده من جند وبما يسيطر عليه من ارض فلما وصلت كتب قتيبة الى سليمان بن عبد الملك رغب بعدم حدوث فتنة فارسل اليه بكتاب ليستخلفه على خراسان ولكن الرسول لم يصل حتى كان قتيبة سبق الى الامر ،فجمع الجند ليعلن خلع الخليفة وذكرهم بما قام به من جهد في سبيل الفتح ونشرالاسلام ،ولما لم يجبه الجند شتمهم قتيبة ،فقاموا عليه وقتله وكيع بن ابي سود ،وارسل راسه الى سليمان ،وتولى وكيع امر خرسان لتسعة اشهر ،ثم اعطيت خراسان الى يزيد بن المهلب وضمت اليه فارسل امامه ابنه مخلد بن يزيد ،فسجن وكيعا وعذبه .

    بلاد السند :عزل سليمان بن عبد الملك عندما تولى الخلافة محمد بن القاسم الثقيفي احد اقرباء الحجاج وفاتح بلاد السند ،وعندما حطت به الايام ادعت ابنة الملك داهر انه ارادها لنفسه ولم تمكنه من نفسها فاخذها بالقوة ،لذا فقد سجن في واسط وعذب ،وفي السجن كتب شعرا لطيفا يعتب به على بني مروان ،فاطلق سراحه ،ثم قتل من طرف معاوية بن المهلب بن ابي صفرة ،ويقال والله اعلم انه مات بسبب التعذيب في السجن ،وكانت وفاته عام 98هجرية ،الا ان (صيتا ) بنت داهر قد اعترفت بعد ذلك بانها كانت كاذبة في ادعائها ،وتولى امر بلاد السند يزيد بن اي كبشة.
    يتبع ان شاء الله.
    تحياتي.
    [/frame]








  8. #18

    عضو مؤسس للمنتدى

    الصورة الرمزية صفاء
    صفاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 74
    تاريخ التسجيل : 22 - 11 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,654
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : المغرب الأقصى
    الاهتمام : التاريخ
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي رد: الدولة الاموية.


    [frame="7 80"]

    السلام عليكم .


    افريقيا :توجه موسى بن نصير وطارق بن زياد الى الشام وقد خلف موسى ابنه عبد الله واليا على القيروان منذ عام 93 هجرية حينما خرج من الاندلس ،واثناء عودته من الاندلس ترك موسى ابنه عبد العزيز عليها فنظم الحكومة ،والف مجلس الشورى من العلماء لاستنباط الاحكام الشرعية ، ،وقام بتخفيف الضرائب عن الناس ،وشجع المسلمين من العرب والبربر(الامازيغ) على الاختلاط بالسكان والتزاوج معهم ، وتزوج من ارملة (لذريق) ، وتقرب من النصارى بغية تعريفهم وادخالهم لدين الاسلامي .
    ولما ادبرت ايام موسى بن نصير وانحطت مع ابنه عبد العزيزايضا فطمع به اعداؤه ،ووشوا به الى سليمان ،ثم لم يلبثوا ان ثاروا عليه وقتلوه وارسل راسه الى سليمان ،وكان معه ابوه موسى فقال :هنيئا له بالشهادة وقد قتلتموه صواما قواما ،وذلك في سنة 97 هجرية ،وتولى امر الاندلس بعد عبد العزيز امير الجند ابو ايوب بن حبيب اللخمي وهو ابن اخت موسى بن نصير، وحمل راس عبد العزيز حبيب بن ابي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري الا ان ولا يته لم تطل اذ خلفه الحر بن عبد الرحمن الثقفي في العام نفسه .
    اما في القيروان فقد تولاى امرها نيابة عن موسى بن نصير ابنه عبد الله في سنة 93 هجرية كما ذكرنا سابقا ،ولما عاد موسى الى الشام عام 96 هجرية بقي عبد الله اميرا على القيروان حتى عزله سليمان سنة 97 هجرية ،وولى مكانه محمد بن يزيد مولى قريش فسجن عبد الله بن موسى وعذبه وقتله ،وكان محمد بن يزيد قيسيا متعصبا لقومه .


    اما بالنسبة للفتوحات في ايام سليمان بن عبد الملك كانت ضعيفة ولعل ذلك راجع الى قصر مدة خلافته ،والى استبدال الولاة الذين هم على الثغور ،فلابد للامير من مدة حتى يتعرف على او ضاع المنطقة لذا فان الامراء الذين بقوا في مناطقهم قد استمر فيها الغزو والجهاد والفتح مثل مسلمة بن عبد الملك الذي استمر على الجزيرة وارمينية ،او الامراء الذين عرفوا المنطقة جيدا لوجودهم فيها سابقا مثل يزيد بن المهلب الذي عاد الى خراسان وكان قد نشا فيها لذا فقد كانت في تلك الجبهة فتوحات ،وكذلك في المدة التي كان عبد العزيز بن موسى في الاندلس ،اما في بلاد السند توقف الجهاد بغياب محمد بن القاسم بن موسى بن نصير .
    الجبهة الغربية :
    في بلاد الروم: استمر الغزو في بلاد الروم فقد غزاها مسلمة بن عبد الملك سنة 96 هجرية وداود بن سليمان بن عبد الملك عام 97 هجرية ،وعاد اليها مسلمة في العام نفسه ،وفي عام 97 هجرية وجه سليمان اخاه مسلمة الى القسطنطينية وامره ان يقيم عليها حتى يفتحها او ياتيه .
    ثم جاء الى المسلمين (اليون ) من ارمينيا ووعده الروم بان يملكوه امرهم ان صرف عنهم المسلمين ،فاظهر النصح للمسلمين ،فقال لمسلمة :ان الروم مقتنعين بان حربكم لهم بغير جد ما دام الطعام عندكم متوفرا ،فان احرقته وحملت عليهم حملة صادقة قنعوا بعدم امكانية بقائهم محاصرين ،ففعل مسلمة واحرق المواد الغذاء فقوي العدو وضاق المسلمون حتى كادوا يهلكون وسليمان بن عبد الملك مقيم بمرج دابق ينتظر الفتح ، وجاء الشتاء ولم يتمكن من امدادهم ومات وهم للروم محاصرين .
    وفتح داود بن سليمان عام 98 حصن المراة بالقرب من ملاطية.

    الجبهة الشرقية : صالح يزيد بن المهلب اهل جرجان بعد ان غزاها سنة 98 الا ان اهل جرجان لم يلبثوا ان نقضوا العهد ،وغدروا بجند يزيد فغزاهم ثانية وفتح جرجان .
    ولاية العهد :

    اراد سليمان بن عبد الملك باستخلاف ابنه ايوب من بعده ولكنه توفي قبل ابيه ،وكان عبد الملك بن مروان قد عهد لولديه الوليد وسليمان من بعده ،واخذ عليهما عهدا بمبايعة ابن عاتكة يزيد ومروان ابنه الاخر من بعدهما ،فمات مروان قبل اخيه سليمان وتخطى يزيد واراد البيعة لاحد بنيه وهو ايوب ،ولكنه مات هو ايضا ،وخطر على باله تولية ابنه داوود الا ان رجاء بن حيوة بن جرول (ابو نصر الكندي ،ولد في بيسان من ارض فلسطين عام 36 هجرية في اواخر خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ،وكان مستشارا لعبد الملك بن مروان وولديه الوليد وسليمان ثم لعمر بن عبد العزيز فكان ناصحا لهم ،وهو من اعلام التابعين واهل العلم في ذلك العصر توفي سنة 112 هجرية في خلافة هشام بن عبد الملك ) قد نصحه في تولية عمر بن عبد العزيز ففعل ، قال رجاء " فلما ثقل عهد في كتاب كتبه لبعض بنيه وهو غلام ولم يبلغ ،فقلت : ما تصنع يا امير المؤمنين انه مما يحفظ الخليفة في قبره ان يستخلف على المسلمين الرجل الصالح ،فقال سليمان انا استخير الله وانظر فيه ،ولم اعزم عليه ،قال :فمكث يوما او يومين ،ثم خرقه ،فدعاني ،فقال :ما ترى في داود بن سليمان ؟فقلت :هو غائب عنك في القسطنطينية وانت لا تدري احي هو ام ميت فقال لي : فمن ترى ؟ قلت :رايك يا امير المؤمنين ،وانا اريد ان انظر من يذكر ،قال : كيف ترى في عمر بن عبد العزيز ؟فقلت :اعلمه والله خيرا فاضلا مسلما ،فقال :هو والله على ذلك ،ثم قال :والله لئن وليته ولم اول احدا سواه لتكونن فتنة ،ولا يتركونه ابدا يلي عليهم الا ان يجعل احدهم بعده ،ويزيد بن عبد الملك غائب على الموسم ،قال :فيزيد بن عبد الملك اجعله بعده ،فان ذلك مما يسكنهم ويرضون به ،قلت :رايك قال ،فكتب .
    بسم الله الرحمن الرحيم ،هذا كتاب من عبد الله سليمان امير المؤمنين لعمر بن عبد العزيز ،اني قد وليتك الخلافة من بعدي ،ومن بعده يزيد بن عبد الملك ،فاسمعوا له واطيعوا ،واتقوا الله ولا تختلفوا فيطمع فيكم .
    وختم الكتاب ،وارسل الى كعب بن حامد العبسي (قائد من غزاة البحر ولاه عبد الملك شرطته بعد روح بن زنباع واقره الوليد وسليمان وتوفي سنة 100هجرية ) فقال :مر اهل بيتي فليجتمعوا ،فارسل كعب اليهم فاخبرهم ان هذا كتابي ،وامرهم فليبايعوا من وليت فيه ،ففعل رجاء ،فلما قال رجاء ذلك لهم قالوا: ندخل فنسلم على امير المؤمنين ؟قال :نعم فدخلوا ،فقال لهم سليمان في هذا الكتاب وهو يشير لهم اليه وهم ينظرون اليه في يد رجاء بن حيوة عهدي ،فاسمعوا واطيعوا وبايعوا لمن سميت في هذا الكتاب ،فبايعوه رجلا رجلا ،ثم خرج بالكتاب مختوما في يد رجاء بن حيوة (تاريخ الطبري )

    وفاته :

    لما انتقل سليمان الى مرج دابق (ارض من ولا ية قنسرين في بلاد الشام ) للرباط اقسم الا يعود حتى تفتح القسطنطينية او يتوفاه الموت ،فوافته منيته وهو هناك ينتظر الفتح ،وقد مات محموما وذلك في سنة 99هجرية وقد صلى عليه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه .

    يتبع.
    [/frame]








  9. #19

    عضو مؤسس للمنتدى

    الصورة الرمزية صفاء
    صفاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 74
    تاريخ التسجيل : 22 - 11 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,654
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : المغرب الأقصى
    الاهتمام : التاريخ
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي رد: الدولة الاموية.


    [frame="7 80"]

    عمر بن عبد العزيز(رضي الله عنه)


    من هو:

    ولد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بالمدينة المنورة ،ولايعرف على وجه اليقين في اي سنة ولد فاغلبية المؤرخون يرجحون ولادته سنة61هجرية .

    امه هي ام عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ،وانتقل مع بني امية الى الشام عندما رحلوا بعد وقعة الحرة ووفاة يزيد بن معاوية ،وكان مع ابيه في مصر عندما تولى امرتها الا انه لم يلبث ان طلب من ابيه ترحيله الى المدينة ليقعد الى فقهائها ،فوافق والده وسيره الى المدينة وجعله عند صالح بن كيسان
    (الامام الحافظ الثقة ،ابو محمد ،يقال :ابو الحارث المدني ،يقال : مولى بني غفار ،ويقال :مولى بني عامر ،ويقال :مولى آل معيقيب الدوسي كان جامعا من الحديث ،والفقه ،والمروءة ،ولد حوالي 54هجرية،وتوفي بعد 140 هجرية ،وعاش نيفا وثمانين عاما ولم يبلغ التسعين ) ليؤدبه،وعندما توفي والده عبد العزيز عام 85 هجرية بعث اليه عبد الملك ،وضمه الى اولاده ،وفضله على كثير منهم ،وزوجه ابنته فاطمة ،وولاه امرة خناصرة (تعرف الان باسم خناصر ،وعمرها الشركس حديثا بعد ان كانت اطلالا ) ،وبقي فيها حتى مات عبد الملك ،ولما اصبح الوليد خليفة بعد ان تمت مبايعته اعطاه امرة المدينة ،وبقي عليه حتى عام 93 هجريه ،وقد قرب اليه العلماء ،,جعل منهم رجال مشورته ،وانتقل بعد ذلك الى دمشق فعاش فيها .
    كان يقال له اشج بني امية ،لان بجبهته اثر شجة دابة ،شجته عندما كان صغيرا ،ويكنى بابي حفص نسبة الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
    وكان له من الاخوة ،ابو بكر ،ومحمد ،وعاصم ،وهم اشقاء له : والاصبغ ،وسهل ،وسهيل ،والريان ،وهم من ام عبد الله بنت عبد الله بن عمرو بن العاص ،وام ولد رومية اسمها مارية ،وله اختان وهما :ام الحكم ،وام البنين التي تزوجها الوليد بن عبد الملك .
    وكان له عدد من الاولاد ومنهم :عبد العزيز ،وعبد الله ،وعبد الملك .


    الولايات

    قام بعزل بعض الولاة الذين يرى انهم ظلموا.
    الشام :وقف عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في وجه الامراء واعطياتهم التي كانوا ياخذونها من الخلفاء وطلب منهم ان يؤدوا مافي ايديهم من حقوق .
    فوقفوا معا ضده ، ولم يبقى بجانبه سوى ابن عمه مسلمة بن عبد الملك.
    الحجاز
    المدينة المنورة :ابو بكر بن محمد بن عمروا بن حزم كان عامل عمر بن عبد العزيز على المدينة ،وقد كان منذ ايام سليمان ،وابقاه عمر بن عبد العزيز عليها .
    مكة المكرمة: وقد ولى عليها عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن اسيد .
    العراق :تم عزل يزيد بن المهلب بن ابي صفرة وصالح بن عبد الرحمن عن العراق وخراسان من طرف عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ، وولى على الكوفة عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ،وعلى البصرة عدي بن ارطأة الفزاري ،وعلى خراسان الجراح بن عبد الله الحكمي ،وقبض على يزيد بن المهلب ،وارسله الى دمشق فسجنه عمر حتى يؤدي ماعليه من اموال اخذها وليس له بها حق ،وكان يريد ان ينفيه الى جزيرة دهلك (التابعة لدولة إريتريا حالياً والواقعة على الساحل الجنوبي الغربي للبحر الأحمر) الا انه نصح بابقائه في السجن فابقاه ،ثم هرب من السجن لما شعر بمرض عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ،لانه كان يخشى يزيد بن عبد الملك حيث كانت عند يزيد ام الحجاج بنت محمد بن يوسف الثقفي اي بنت اخي الحجاج ،ويزيد بن المهلب قد عذب آل الحجاج.
    ونفى عمربن عبد العزيز رضي الله عنه آل الحجاج بن يوسف الثقفي الى اليمن .
    خراسان : كان مخلد بن يزيد بن المهلب واليا على خراسان فعزل بعزل ابيه فجاء الى دمشق وقابل عمر ،ولكن مخلد لم يلبث ان توفي في دمشق ،وتولى امر خراسان الجراح بن عبد الله الحكمي فلبث سنة وخمسة اشهر ،ثم عزله عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لانه يبدوا ان الجزية لم ترجع الى من دخل في الاسلام من اهل جرجان ،وطلب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه من الجراح ان يأتيه الى دمشق وان يترك على حرب خراسان عبد الرحمن بن نعيم الغامدي ،وعلى خراجها عبد الرحمن بن عبد الله القشيري ثم عقبة بن زرعة الطائي وبقيا فيها حتى مات عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه .

    يتبع ان شاء الله .
    [/frame]








  10. #20

    عضو مؤسس للمنتدى

    الصورة الرمزية صفاء
    صفاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 74
    تاريخ التسجيل : 22 - 11 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,654
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : المغرب الأقصى
    الاهتمام : التاريخ
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي رد: الدولة الاموية.


    [frame="7 80"]
    مصر:عزل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عن مصر عبد الملك بن رفاعة وولى ايوب بن شرحبيل ( بن ابرهة الاصبحي ،ولي مصر لعمر بن عبد العزيز فحسنت احوالها في ايامه وبقي فيها الى ان توفي عام 101 هجرية ،واستمرت امرته سنتان ونصف ) كما عزل اسامة بن زيد التنوخي عن صدقات مصر.

    افريقيا: عزل محمد بن يزيد بن مسلم عن صدقات افريقيا ،وكان اسماعيل بن عبيد الله بن ابي المهاجر الانصاري (الامام الكبير ،ابو عبد الحميد الدمشقي ،مولى بني مخزوم ،مفقه اولاد عبد الملك ،بقي سنتين في المغرب واليا عليها ،وقد اسلم عامة البربر (الامازيغ) في ايامه ،توفي عام 132 هجرية قبل دخول بني العباس دمشق بثلاثة اشهر ) واليا على امر افريقيا ،وقد سر عندما تولى القضاء فيها عبد الله بن المغيرة ،وقد ارسل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه مع اسماعيل عشرة من الفقهاء للدعوة الى الاسلام ،وقد استجاب البربر (الامازيغ) لذلك ،ثم ولي امر افريقية يزيد بن ابي مسلم .

    اما السمح بن مالك الخولاني (تولى امر الاندلس لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ،اتخذ قرطبة قاعدة له ،وبنى فيها قنطرتها ،واستشهد غازيا في ارض فرنسا سنة 102هجرية)فقد ولاه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه على امر الاندلس لما عرف عنه من التقوى والاستقامة وذلك سنة 101 هجرية ،وقد عزل الحر بن عبد الرحمن الثقفي عن امارة الاندلس وكان قد تولاها سنة 97هجرية كما عزل اخاه الحارث بن عبد الرحمن الثقفي عن صدقات الاندلس .


    الفتوحات :

    لما تولى الخلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قام بارسال المعونة والطعام والجندالى الجند الذين يحاصرون القسطنطينية بامرة مسلمة بن عبد الملك ،ثم امر مسلمة بالعودة مع المسلمين وفك الحصار خوفا على الجند الذين معه من الهلاك .
    واغارالترك على اذربيجان فقتلوا جماعة من المسلمين ،فبعث اليهم عمر بن عبد العزيز حاتم بن النعمان الباهلي فقتل الترك ،ولم ينجوا منهم الا القليل ،وجاء بخمسين اسيرا منهم الى الخليفة وهو بخناصرة .
    وغزا الوليد بن هشام المعيطي ،وعمرو بن قيس الكندي باهل حمص بلاد الروم على راس صائفة .
    وقد غازا السمح بن مالك الخولاني فرنسا ،فاخترق جبال البرنس ،وزحف على مقاطعتي سبتمانيا وبروفانس (احدى المناطق الساحلية في جنوب فرنسا) ،ثم اغار على اكيتانيا وحاصر طلوشة (طولوز) ،فخرج له دوق اكيتانيا بجيش كبير ،ونشبت معركة عظيمة بين الطرفين استشهد فيها السمح بن مالك الخولاني سنة 102هجرية وتولى امرة جيش المسلمين عبد الرحمن الغافقي فانسحب بفلول الجيش الى ناربونه (قاعدة سبتمانيا)

    لو طالت مدة خلافة الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لكثرت الفتوحات ولا انتشر الاسلام على نطاق واسع اذ لم تكن هناك فتن او احداث داخلية تشغل الناس عن الجهاد في سبيل الله ،ولم يكن هناك عوز يجعلهم بحاجة الى التفكير في تامين حاجات اهلهم والعمل لسد حاجاتهم الضرورية للحياة


    وفاته
    قيل ان بني امية تخلصوا منه بالسم لان سياسة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه تعارض بني امية وايضا اراد خلع يزيد بن عبد الملك واعادة الحكم كما كان في عهد الخلفاء الراشدين والله اعلم
    توفي الخليفة عمر بن عبد العزيز في دير سمعان عام 101 هجرية وقد حكم مدة سنتين (99و101هجرية) وخمسة اشهر تقريبا
    يتبع ان شاء الله

    [/frame]








 

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ما هي الدولة المدنية يا شباب ؟
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 2011-02-18, 03:29 PM
  2. الدولة الزيانية
    بواسطة صفاء في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 2010-03-18, 11:26 PM
  3. حكم التجنس بجنسية الدولة الغير مسلمة
    بواسطة محمد أمين المصري في المنتدى ركن الفتاوي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2010-01-09, 04:43 AM
  4. الدولة الفاطمية وخياناتها في محو السنة و نشر التشيع
    بواسطة من دار الارقم في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 2009-08-12, 03:55 PM
  5. تقسيم املاك الدولة العثمانية
    بواسطة الهزبر في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2008-03-06, 12:29 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML