ثقافة التفاهة!!

ثقافة التفاهة!!

الإنسان عبارة عن أفكار ذهنية تحكمها قوانين عقلية، قد تقود إلى أحكام صائبة وتجنب الخطأ؛
لذا أتى الإسلام العظيم ليحكم هذه القوانين ويضبطها بضابط الشريعة، بدلاً من هوى النفس واستكبار
الشيطان - لعنه الله - لذا فإن نتائج الأنظمة الفكرية للمجتمعات الإسلامية - والتي نشاهدها حاليًّا،
والتي سوف نلمسها مستقبلاً - تحدث من خلال تفاعلات الأساليب الفكرية المتغيرة، والمتمثلة في
أجزاء هذه المجتمعات المختلفة بكل أطيافها، ويصاحب إظهار هذه الأفكار سلوكيات معينة تعكس
نوعية هذا التفاعل وطبيعته، وتحدد نتيجة هذه العلاقات المجتمعية المعقدة.

ونتائج هذه العلاقات بعد فترة من الزمن تصبح ممارساتٍ يومية، ومن ثم تتحول إلى عادات مجتمعية
حتى تصبح ثقافة جديدة يمارسها المجتمع ويرفضها في آن واحد، ما ينتج عن ذلك تناقضات سلوكية
مجتمعية تهمل عن عمد - أو غير ذلك - الخلق الإسلامي الرفيع؛ لذلك حرص الشارع - سبحانه - على
تنظيم العلاقات الإنسانية وتهذيبها من خلال تبيان الرباط الوثيق ما بين العقيدة الإسلامية والأخلاق،
وكلما كان هذا الرباط قويًّا ووثيقًا في المجتمع، أصبح المجتمع الإسلامي أكثرَ رقيًّا وانضباطًا، ما يجعلنا
ننظر إلى الاختلاف بصورة أخرى مغايرة، لا تؤثر سلبًا على النسيج الذي يربط فئات المجتمع المختلفة،
ما يُكوِّن لنا ثقافة مجتمعية قوية لا يهزُّها أمر تافه، أو

رويبضة (وهو الرجل "التافه"، الذي يتكلم في أمر العامة).

ثقافة التفاهة!!

العجيب في الأمر أن الثقافة في اللغة تعني الحذق والمهارة، أو الفطنة وسرعة الإدراك، وأيضًا تعني
العلوم والمعارف والفنون التي يدركها الفرد؛ لذا فإن أرادت المجتمعات أن ترتقي، فعليها بالفكر
وأصحابه بمختلف تخصصاتهم، وعلى الإعلام دور كبير تجاه المجتمع، ومسؤولية يحاسب الله عليها؛
لأن أثرها عظيم.

ويبدو لي حاليًّا أن بعض الإعلام وأهله وبكل أنواعه - إلا ما رحم ربي - يُرسِّخ ثقافة التفاهة التي تعني
رقة العقل وضعفه، وقلة قيمة أعماله، سواء كان ذلك على شكل برامج تلفزيونية سخيفة، لا تنمِّي الجانب
الثقافي والأخلاقي والديني، أو برامج إذاعية ضعيفة، لا تفيد ولكنها تضر، أو مقالات ركيكة تمدح تارة،
وتقدح تارة أخرى - حسب الحاجة - لذا فالقرآن عظيم، وهو منهج حياة هذا الإنسان، والسنة النبوية عظيمة،
وأحكامها الشرعية أيضًا عظيمة؛ لذا فالعظمة تحيط بالإنسان المسلم أينما نظر وذهب، فما بال هؤلاء
يرسخون التفاهة في مجتمعاتنا - هداهم الله - حتى أصبحت في بعض جوانبها أمرًا طبيعيًّا يقبلها العامة.

أعتقد جازمًا أن التغيير المجتمعي أصبح ضرورة قصوى نحو ترسيخ المعارف المفيدة والعلوم المباركة؛
حتى يرتقي الفرد والمجتمع، وإلا تغيير الله - سبحانه وتعالى - قادم لمن يجحف بنعمه،
ويحوِّل الشكر والحمد إلى آثام ومعاصٍ، والله المستعان.

ثقافة التفاهة!!

منقول

erhtm hgjthim!!