التلاميذ تتكبر على خدمة الموائد


أع 6:2

{فدعا الإثنا عشر جمهور التلاميذ وقالوا: لا يرضى أن نترك نحن كلمة اللَّه ونخدم موائد}



يقول القمص تادرس ملطي وصفا لهذا الحدث :- شعر التلاميذ أنه ليس حسنًا لهم أن يرتبكوا بالأمور المادية، حتى وإن كانت لخدمة الأرامل والفقراء، فإن مسرتهم هي في نشر الكلمة والصلاة…… انتهى



فهل إنتخاب الشماسة حل الفجوة وأوجد البديل الكفئ الذي حل محل التلاميذ ؟ أظن بأن الشماسة كانوا في حاجة لتعاليم التلاميذ لتأهيلهم للعمل مع الشعب المسيحي وحل المشاكل طبقاً للعقيدة المسيحية التي نشأت على أيدي التلاميذ بما فيها من حقوق وتشريعات لم يعلم المسيح عنها ولم يؤسسها المسيح على يديه بل أسسها التلاميذ ثم إدعوا بأنها تعاليم المسيح والمسيح برئ منهم ومنها … فالمسيح كان يعتنق دين اليهود ونشئ على تعاليمهم وتشريعاتهم وتقاليدهم وعادتهم … فهل الشماسة الجدد كانوا على علم بتعاليم يسوع بأكملها ؟




الغريب والمضحك والمؤسف هو أن التلاميذ بعد أن نهبوا الناس واستولوا على أموالهم وممتلكاتهم هربوا وقالوا نحن في خدمة الكلمة ولسنا في خدمة الموائد …(ابتسامة ساخرة)



لكن السؤال :- طالما أن التلاميذ انحرفوا لخدمة الكلمة وتكبروا على خدمة الموائد ، فهل للشماسة حق الخدمة بالكلمة بجانب خدمة الموائد ؟



أظن بأن رئيس الشمامسة استفانوس أحد السبعة المختارين لخدمة الموائد كان يكرز بالكلمة ويحاور في مجامع اليهود، ولم يكف عن الكرازة بالكلمة حتى لحظات رجمه.



سؤالي للتلاميذ الذين هربوا من خدمة الموائدة :- أيهما الأفضل ، خدمة الكلمة فقط أم خدمة الكلمة والموائد معاً ؟ وهل الكرازة بالكلمة منعت رئيس الشمامسة استفانوس من خدمة الموائد أو شعر الناس منه بالتقصير؟



الرد على سؤالي سيكشف إن كان رئيس الشمامسة استفانوس أفضل من التلاميذ أم أن التلاميذ أفضل منه وأيهما كان دوره أفضل من الآخر .



فلو كنت من اهل القرون الأولى لقلت للتلاميذ الذين تكبروا على خدمة الموائد:- المصباح لا يضيء لذاته بل للجالسين في الظلمة. فإن كنت ترى بأنك مصباح ، فلا لتتمتع وحدك، إنما لترد إنسانًا ضل … فالملح لا يُصلح نفسه بل يُصلح الطعام لئلا يفسد ويهلك….. فهروبكم من إصلاح المفسدين والمختلفين والمتكاسلين يكشف نواياكم .. ففاقد الشيء لا يُعطيه .