القلب في السنة النبوية

1364546554.jpg





الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد ورد ت نصوص كثيرة في السنة النبوية، تُبيْن أهمية القلب، وأسباب مرضه، وعلاجه، ومن هذه النصوص :
أولاً: ما ورد في صحيح ابن حبان عن زيد بن ثابت قال :قال النبي صلى الله عليه وسلم "ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة" .
فهذا الحديث أورد لنا أسباب نفي الغل من قلب المسلم ، وهو فساد القلب وسخائمه ، فالمخلص لله عز وجل يمنع الغل ويجليه من القلب ، وكذلك مناصحة الولاة، فهي تنفي الغلّ من القلب؛ لأن النصيحة مع الولاة فيها صدق وإخلاص وسلامة للقلب من الغش، وكذلك لزوم الجماعة يطهر القلب من الغل؛ لأنه سيكون معهم صادقاً ومشفقاً، ومحباً لهم ما يحبه لنفسه وكارهاً لهم ما يكرهه لنفسه .
ثانياً: في صحيح مسلم عن أبي هريرة يقول: قال رسول الله "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم" وأشار بأصابعه إلى صدره
قال القرطبي: (وهذا حديث عظيم يترتب عليه ألا يُقطع بعيب أحد لما يُرى عليه من صور أعمال الطاعة، أو المخالفةِ؛ فلعل من يحافظ على الأعمال الظاهرة يعلم الله من قلبه وصفاً مذموماً لا تصح معه تلك الأعمال، ولعل من رأينا عليه تفريطاً، أو معصيةً، يعلم الله من قلبه وصفاً محموداً يغفر له بسببه؛ فالأعمال أماراتٌ ظنية، لا أدلة قطعية)
ثالثاً: وفي سنن الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب" .
وهنا أوضح الحديث سبباً من أسباب موت القلب وغفلته، وهو كثرة الضحك، قال صاحب تحفة الأحوذي (أي تصيره مغموراً في الظلمات بمنزلة الميت الذي لا ينفع نفسه بنافعة ولا يدفع عنها مكروهاً) .
رابعاً: وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل رجل الجنة لا يأمن جاره بوائقه"
قال ابن رجب(فمتى استقام القلب على معرفة الله وخشيته، وإجلاله، ومهابته، ومحبته، وإرادته، ورجائه، ودعائه، والتوكل عليه، والإعراض عما سواه، استقامت الجوارح كلها على طاعته، فإن القلب ملك الأعضاء، وهي جنوده، فإذا استقام الملك استقامت جنوده ورعاياه)
خامساً: ورد في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن قلوب بنى آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء".
قال الشوكاني(والحاصل أن تثبيت قلب العبد على الدين وانصرافه إلى الحق من أعظم أسباب النجاة والفلاح والعصمة عن كثير من الذنوب).
أسأل الله أن يمن علينا بقلب سليم، ويرزقنا الثبات على دينه
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


منقول من موقع


http://www.kootalkoloob.com

hgrgf td hgskm hgkf,dm