وضح لي هل هذا خطاء في القران ؟ ام انه سؤ فهم مني ؟ ام ان الموضوع يمكن تفسيره بطريقه مختلفه

الحمد لله و كفى و سلام على عباده الذين أصطفى لا سيما عبده المصطفى و آله المستكملين شرفا و بعد ...

يقول ربنا تبارك و تعالى فى محكم التنزيل :
﴿وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ﴾[يس: 37]



بالطبع فهمك الخاطئ للامر هو ما ادى الى هذه النظره المغلوطه عن آية " يغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ "

, فالقرآن فى جل آياته التى تحدث فيها عن الليل و النهار ذكر الليل اولاً سابقاً للنهار , بل و فى هذه الايه التى ذكرتها فى مطلع مشاركتى تؤكد على حقيقة ان الليل هو الاساس و هو العام فى الكون كله و هو ما تؤكده انت فى هذا الموضوع , عكس الموضوع الاخر الذى اكدت فيه ان الكون منير خارج اطار غلاف الارض ( و هذا ليس موضعنا الان ) , إذاً فالقرآن يقول و يؤكد ان الليل هو الاساس و ان النهار انما هو عارض عليه و هنا تأتى الايه محل النقاش " يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ " فلو ربطت ربطاً دقيقاً بين الايتين لتبين لك مدى دقة القرآن فى وصف الامر ففى الاولى قال " نسلخ منه النهار " اى ننزع منه النهار و فى الاخرى يقول " يغشى الليل النهار "


, فإذا تخيلنا معاً تلك الظلمه الخارجيه التى تحيط بالكون من كل جانب و ان الضوء لا يمثل الا الجانب المواجه فقط من الارض للشمس فإنك ترى كيف يذهب هذا الضوء يومياً بدوران الارض حول محورها و من ثم يقوم الظلام الرهيب المحيط بتلك الطبقه الرقيقه من النهار تغطيتها .





تأمل معي طبقة النهار الرقيقة التي تحيط بالأرض، ومن فوقها الليل وعلى يمينها الليل وعلى يسارها الليل، وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله
(يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ) فالليل هو الذي يغشى النهار من كل جانب، وطبقة النهار هي طبقة رقيقة جداً مقارنة بقطر الأرض (واحد من مئة من قطر الأرض). ولذلك فإن هذه الطبقة من النهار تبدو مثل قشرة رقيقة تنسلخ من الظلام الذي يغلفها من كل جانب! وهذا ما حدثنا عنه القرآن: (وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ) [يس: 37].

أتمنى ان اكون اوصلت الفكره ببساطه هذه المره . تحياتى .