السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كان في قديم الزمان رجل كان قوياً جداً فأعجبته قوته وشبابه وكان يمشي مفتخراً بنفسه بين الناس حتى أصابه الغرور فوقف بين الجميع منادياً : يا شباب الحي وأهلها هل هناك من هو أقوى مني وأذكى مني

وكان من ضمن الموجودين شيخ كبير فقال له
لم أرى من هو في دهاءك ولا قوتك ولا جبروتك ولا حنكتك إلا رجل يعيش في أعلى الجبل لم أرى في قوته أحد ولم أعرف فتى أمامه قد صمد فإن نلت وأتيتنا بأمارة منه كنت أقوانا فلا ينزعك قوتك أحد

غضب الرجل القوي من قول الشيخ الذي نفى أمام الحضور أنه أقوى من في القرية فقال متكبراً : أذهب إليه باكراً ولا أعود إلا وقد أتيت منه بأمارة ...

وعزم الرحيل إلى قمة الجبل وكله إصرار على مقابلة ذلك الرجل ..
انطلق الرجل باكراً نحو الجبل الذي كانت تحفه المخاطر ويبعد عن القرية بمسيرة أشهر طويلة ووصل إلى قمة الجبل بعد رحلة عسيرة ولم يجد أحداً في الجبل فظن ان الرجل قد رحل لغاية فمكث في القمة ينتظره شهورا عديدة فلما يأس من عودة الرجل وعزم الرجوع إلى القرية وجد رجلاً كبيراً يقترب من كوخ صغير فذهب إليه قائلاً :يا شيخ هل رأيت رجلاً قوياً يسكن في هذه القمة ؟

قال له الشيخ : ماذا تريد منه فقال الرجل : لقد جئت لأرى من أقوى أنا من هو وأعود لقومي بأمارة أني الأقوى فقال له الشيخ : ها هو ماثل أمامك ولم تعد به قوة فقد أخذها منه الزمن وأظنك أنت الأقوى وسوف أعطيك الأمارة تعود بها إلى قومك

ونزع بضع شعيرات بيضاء من رأسه وقال : عد بها إلى قومك وأبلغ سلامي للشيخ الذي أرشدك إلى هنا ..

أخذ الرجل الأمارة وبدأ رحلة الرجوع الشاقة والتي استمرت لشهور عديدة حتى وصل إلى قومه فجمعهم ووجد الشيخ وقد صار كهلاً كبيراً فقال له :أن ذلك الشيخ على رأس الجبل يبلغك السلام وهذه أمارتي منه فاقترب منه الكهل ومد يده إلى رأس الرجل وقال له : وماذا عن هذه ؟
وانتزع شعرة بيضاء من رأس الرجل فما رآها الرجل حتى فهم أن الحال قد تغير وأن علامات الكبر قد بدأت في الظهور وأن القوة لا تدوم فما نفعت قوته في منع الشيب من الظهور ..

فيا متغطياً بثياب الشباب اعلم أن الشباب باب الكبر فلا تغرنك القوة واستفد منها في طاعة الله قبل أن تذهب ريحها في عصيانه ..

بقلم .. ذو الفقار

ig ikh; lk i, Hr,n ?>>