السلام عليكم ورحمة الله ..

فان مازالت هناك اشكالات أو نحوها ، فاطرحها ، وسنجيبك ان شاء الله تعالى ...
لقد اطلعت على هذه الروابط ووجدت أن أغلبها تركز على مسألة (سجود الشمس) كسجود بحد ذاته أو على مركزية الشمس تحت العرش وما إلى ذلك.. وأنا كمؤمن ليس لي اعتراض على سجود الشمس وأسلّم بذلك كما في الآية الكريمة وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ .. فلا داعي لأن أرى الشجرة تخر على وجهها لأؤمن بصحة هذه الآية ..

فالمشكلة عندي ليس في شطر الحديث الأول (وهو سجود الشمس) ولكن في شطره الآخر الذي يجعل القارئ له يتخيل أن الشمس تذهب من الغرب وترجع من الشرق في حركة دائمة إلى أن يأتي يوم طلوعها من المغرب ...

فلنراجع الحديث سوياً :

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأبي ذرٍّ حينَ غَرَبَتِ الشمسُ : تدري أينَ تَذْهَبُ . قلتُ : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال : فإنها تَذْهَبُ حتى تَسْجُدَ تحتَ العرشِ ، فتَسْتَأْذِنَ فيُؤْذَنَ لها ، ويُوشِكُ أن تَسْجُدَ فلا يُقْبَلَ منها ، وتُسْتَأْذَنَ فلا يُؤْذَنَ لها ، يُقالُ لها : ارجعي مِن حيث جِئْتِ . فتَطْلُعُ مِن مَغْربِها ، فذلك قولُه تعالى : والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم

فكما أسلفت ليست المشكلة بسجود الشمس ، بل بالعبارة التي لونتها (يُقالُ لها : ارجعي مِن حيث جِئْتِ . فتَطْلُعُ مِن مَغْربِها)

فهل يجوز لنا أن نقول إن عصمة النبي من الخطأ كانت في العلوم الشرعية فقط .. وعليه فإنه إن أخطأ في العلوم الكونية فذلك لكونه بشر .. فكما ورد في صحيح مسلم :


أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مرَّ بقومٍ يُلقِّحون . فقال " لو لم تفعلوا لصلَح " قال فخرج شِيصًا . فمرَّ بهم فقال " ما لنخلِكم ؟ " قالوا : قلتَ كذا وكذا . قال " أنتم أعلمُ بأمرِ دنياكم ".

وعليه فإن هذا لا يعد نقصاً في نبوته، فهو بشر كالآخرين بالنسبة للعلوم الدنيوية .. وهو نبي معصوم عن الخطأ بالنسبة لأمور الرسالة والتبليغ والأحكام الشرعية ...

فهل يجوز لنا قياس حديث سجود الشمس على حديث تلقيح النخل، وبالتالي تزول الشبهة نهائياً...