السبب الثاني : الأخطاء الطبيعية :-
يتباهى كثير من المؤمنين بدقة تصميم الطبيعة وعدم وجود أية أخطاء بها ، الأمر الذي يدعوهم إلى التأكيد على أنّ هناك خالقاً حكيماً يقف وراء هذا الكون الدقيق ..
فهل يا تُرَى لو بحثنا بعين الإنصاف في هذه الطبيعة سنجدها فعلاً خالية من الأخطاء ؟؟
سآتي هنا ببعض النماذج لأخطاء في تصميم الكائنات الحية :وسأنقل كلام الأطباء والعلماء بالنص دون تحيز :ولن أتعرض هنا للأمراض الطارئة التي تصيب الجسم ثم تزول ، بل سأتعرض للمشاكل المزمنة في تصميم أجسام الكائنات الحية نفسها :
أولا : شبكية العين :
شبكية العين عكس العديد من الأعضاء في الجسم ، حيث تكون الطبقة الوظيفية في الداخل وتأتيها من الخارج الطبقات المغذية ( الأوعية الدموية ) ، لكن في شبكية العين نلاحظ أن التركيب مختلف ، فالطبقة الحساسة للضوء ( العصيات والمخاريط ) هي في الخارج ، وأما الأوعية الدموية فهي في الداخل .
ما هي فوائد هذا التصميم بالمقارنة مع التصميم الأكثر منطقية ، وهو كون الشبكية في الداخل وتأتيها الأوعية من المحيط ؟: الجواب لاشيء .
أما ما هي مضار هذا التصميم ، فهي وجود البقعة العمياء في العين ، وهي بقعة غير حساسة للضوء ، ولكن هذه المشكلة يمكن تجاوزها ، أما المشكلة الأكبر فهي ارتباط العصب البصري بالشبكية من داخل العين فقط وليس من جزءها الخلفي أن يجعل الارتباط ضعيف بين الشبكية ومؤخرة العين ، مما يؤدي عند كثير من البشر إلى حدوث انفصال الشبكية والعمى !!!
يقول العالِم البريطاني الكبير "ريتشارد دوكنـز" ساخراً في كتابه "صانع الساعات الأعمى" :"إنه من الكفر أن نقول أنّ الله هو مَنْ خَلَقَ العين بهذا التصميم الأخرق" !!!
ثانيا: وضع مجرى البول في البروستاتا :
نلاحظ عند الرجال أن الاحليل وهو القناة التي تنقل البول إلى الخارج تمر في وسط البروستات، هذا التصميم بالمقارنة مع تصميم بديل يجعل الاحليل يمر أمام البروستات وليس عبرها يؤدي إلى كثير من المشاكل وخاصةً عند الكهول فحوالي 50% من الكهول
يصاب بضخامة بروستات مما يعيق تدفق البول وإذا ظننت أن هذه المشكلة بسيطة فأسأل أحد أقربائك المسنين وقل له هل ما هو رايه في الاستيقاظ عدة مرات ليلاً للتبول .
ثالثا : الأقراص الفقرية في الظهر ... مشلكة آخرى :
فألم الظهر يعاني منه أكثر من نصف البالغين ، وهو ينجم عن الأقراص الفقرية الرقيقة ووجود التحدب الخاص في أسفل الظهر ، وفي الحقيقة فإن تصميماً بديلاً مع زيادة ثخانة الأقراص وانحناء بسيط مع أعلى الجذع للأمام سيخفف الضغط على الفقرات ويقلل خطر الانفتاق !
رابعا : مشكلة دوالي الأطراف السفلية :
من المشاكل الشائعة في الكهولة هي دوالي الأطراف السفلية التي تسبب توسع الأوردة الدموية وانتفاخ أحياناً جلطات دموية مميتة ، هذا الخلل الخطير يمكن إصلاحه بوجود عدد أكبر من الصمامات في أوردة الساق مما يقلل خطر الدوالي !
خامسا: الفيتامينات المعطلة :
الإنسان والقرود العليا تحتاج إلى فيتامين "سي" بصفة يومية ، الغريب هو أنّ أغلب الكائنات تملك خاصية الإنتاج الذاتي له في تركيبها ومن بينها الإنسان والقرد . المفروض أنهم يملكون خاصية الإنتاج الذاتي لهذا الفيتامين في تركيبهم الجيني . وهو موجود ولكنه في نفس الوقت "معطل عن العمل" لسببٍ ما !
سادسا : دعني أصمم الفك نيابة عنك يا الهي :
فك الإنسان "مصمم" أصغر من الحجم المناسب لعدد الأسنان الموجودة فيه ، وهذا هو السبب في وجود "ضروس العقل" التي تتسبب في حدوث مشاكل عند أغلب الأشخاص !
سابعا : الأعين المعطلة عند الأسماك ( يخلق أعيناً لا تعمل !! ) :
الكائنات المائية التي لا تعيش إلا في أعماق الماء والكهوف ، بحيث تكون الرؤية منعدمة تماماً ، لماذا لها أعين معطلة عمياء لا فائدة منها كسمكة السمندل مثلاً ؟!!!لماذا يضع في تركيب الجسم أعين إذا كانت عمياء ولا فائدة منها ؟!!
ثامنا : الرئة المعطلة لبعض الثعابين :
ولا ننسى بعض الثعابين التي تمتلك رئتين إحداهما تعمل والأخرى معطلة !!لماذا هذا التصميم السيء وتضييع مكان دون فائدة من أجل الرئة المعطلة ؟!!ولا ننسى البقايا الضامرة لعظام الرجل وعظام الحوض الضامرة والغير مستخدمة في الثعابين والحيتان !!
تاسعا – الأجنحة موجودة ، والطيران غير موجود ( عجباً!!) : لماذا خلق الخالق أجنحة للطيور التي لا تطير كالدجاج مثلاً ؟؟ والأجنحة الضامرة لطيور لا تطير إطلاقاً كالكيوي ؟ ألم يكن من الأولى أن يحذفهما طالما يؤديان وظيفة في جسم الطائر ؟ طبعاً التفسير التطوري يحل هذه المشكلة بأن يقول أنّ الأجنحة في تلك الطيور تمثل أعضاء ضامرة ، أما المؤمنين بالخالق ، فحلهم للموضوع هو "لله في خلقه شئون" !!!
عاشرا : الـ dna المعطل : الدي إن إيه المعطل أو "المهمل" ..98% - 99 % من "الدي إن إيه" في جسم الإنسان معطل وليس له وظيفة في بناء الجسم !!
حادي عشر : العجب العجاب في لخبطة خلق الميتوكوندريا :
من المعروف أن الميتوكوندريا ( إحدى عضيات الخلايا والمختصة بإمداد الخلية بالطاقة ) تحتوي على جينات البروتينات الخاصة بها في داخلها ، وفي هذا تعتبر الميتوكوندريا "خلية" مستقلة داخل الخلية الأم ، فمن المعروف أنّ النواة فقط هي التي تحوي على جينات صنع البروتينات ، ولكن الميتوكوندريا كسرت هذه القاعدة .
طبعاً من يرون أن هناك "خالقاً" صنع هذه الخلية لن ستطيعوا أن يفسروا لماذا وضع الخالق هذه الجينات داخل الميتوكوندريا بهذه الطريقة الشاذة ؟ ماذا كان يحسب نفسه يصنع ؟ وللعلم فقد وُجِدَت الجينات الميتوكوندرية المسئولة عن صنع البروتينات الميتوكوندرية ، وُجِدَتْ مكررة مرة أخرى في النواة ! ( مثالنا هنا هو سيتوكروم سي ) الذي توجد الجينات المكونة له مرتين في الخلية ، مرة في النواة ، ومرة أخرى في الميتوكوندريا !
ثاني عشر : كائن البق :
البق يلقح أنثاه ، وبعد أن يلقحها ، تقوم الأنثى بغلق الفتحة بسدادة لتجنب النكاح من ذكر آخر ، ولكن بعض الأنواع من البق تطورت بحيث تستطيع ذكورها أن "تتخطى" هذه السدادة ..هناك نوع من البق اسمه "زايلوكاريس ماكوليبنس"يسلك سلوكاً عجيباً في أثناء تكاثره ، فالذكر لا يستطيع فقط "تخطي" السدادة ، بل إنه يستطيع "اغتصاب" ذكر آخر ، ويحمل هذا الذكر الضحية مَنِيّ المغتصِب ، ليضعه في أول أنثى ينكحها ..سلوك عجيب هو هذا السلوك ، يدل تماماً على وجود خالق يقصد ما يصنعه ..
ثالث عشر الأحصنة :
في الأحصنة الحديثة توجد الجينات المسببة للخطوط ، والتي تدل على تطور هذا الحيوان من سلف مخطط مثل "الزيبرا" ، لو كان الخالق خلق الحصان بطريقة هوكس بوكس لماذا نسي هذه الجينات في المخزن ؟؟ الحقيقة أن الجينات تدل على "سلوك" تطور الحيوانات ، فمثلاً اكتشف العلماء بعد زراعتهم لجزء من فك جنين طير بجوار جزء من فك جنين "فأر" ، اكتشفوا أن للطيور جينات تكون الأسنان ، هذه الأسنان كانت موجودة في أسلاف تلك الطيور في العصور القديمة ( في العصر الجوراسيكي ) ..
خلاصة :هذه الأخطاء ما هي إلا أدلة دامغة على حدوث التطور للكائنات الحية فلقد قرأت ان بعد عدة ملايين من السنين سوف تتصلح هذه الأخطاء الموجودة في الإنسان
فلنستيقظ ، فلا وجود لخالق ولا لبطيخ !!