5-السماوات السبع.
للأسف الشديد فان مجال الاعجاز العلمى قد فتح معه بابا من الشر بجانب ابواب الخير الكثير
لقد حاول البعض تأويل المصطلح القرأنى"السماوات السبع"بعدة اشياء:
قالوا هى طبقات الغلاف الجوى.
وقالوا هى مدارات الافلاك:مدار المجموعة الشمسية حول الشمس ومدار الشمس حول مركز المجرة وهكذا حتى نهاية الكون.
وقالوا:السماء الدنيا هى الغلاف الجوى والفضاء الكونى القريب هو السماء الاولى.
وقالوا لا بل السماء الدنيا هى المجموعة الشمسية والسماء الاولى هى بقية الكون.
وطبعا للأسف الشديد كل هذا تهريج وسأناقش هذا الهزل باذن الله جل وعلا فى البحث القادم عن خلق الوجود بين القرأن والسنة وفهم سلف الامة ولكن سأكتفى بالرد على الاقاويل السابقة من خلال النصوص والنصوص فقط.
أولا تاريخ خلق السماوات السبعة بأجماع السلف هو فى اليومين الاخيرين من الايام الستة بعد خلق الارض وهذا يعنى انها لا تصلح أن تكون تعبيرا عن مصطلحات فلكية ما لأننا جميعا نعلم أن الفضاء الكونى قد خُلق قبل الارض بكثير فلا علاقة له بالسماوات السبع فقال الله جل وعلا مُخبرا عن قصة خلق السماوات السبع بعد الارض:
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)"
الاية السابقة من سورة البقرة.وقال جل وعلا فى سورة طه: تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) وقال الله جل وعلا فى سورة فصلت بعد أن ذكر خلق الارض بتمامها" ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)"
ثانيا هذه السماوات السبع فى كل منها خلق وامر وليست طبقات هوائية بل عوالم حقيقية
قال الله جل وعلا فى خاتمة سورة الطلاق: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)
ومما يدل على ان السماوات السبع هى عوالم تعيش فيها الملائكة والارواح العديد من الاحاديث الشريفة والاثار عن السلف رضى الله تعالى عنهم وسأكتفى فى هذا المبحث بحديث الاسراء والمعراج فقط وهو الحديث الذى اجتمعت عليه كل كتب السنة والحديث بلفظ مسلم:
وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي ، أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك ، قال : كان أبو ذر ، يحدث ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " فرج سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل صلى الله عليه وسلم ، ففرج صدري ، ثم غسله من ماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ، ثم أطبقه ، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء ، فلما جئنا السماء الدنيا قال جبريل عليه السلام لخازن السماء الدنيا : افتح ، قال : من هذا ؟ قال : هذا جبريل ، قال : هل معك أحد ؟ قال : نعم ، معي محمد صلى الله عليه وسلم " ، قال : فأرسل إليه ؟ قال : نعم ، ففتح ، قال : فلما علونا السماء الدنيا ، فإذا رجل عن يمينه أسودة ، وعن يساره أسودة ، قال : فإذا نظر قبل يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل شماله بكى ، قال : فقال مرحبا بالنبي الصالح ، والابن الصالح " ، قال : " قلت : يا جبريل ، من هذا ؟ قال : هذا آدم صلى الله عليه وسلم ، وهذه الأسودة عن يمينه ، وعن شماله نسم بنيه ، فأهل اليمين أهل الجنة ، والأسودة التي عن شماله أهل النار ، فإذا نظر قبل يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل شماله بكى " ، قال : " ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية ، فقال لخازنها : افتح ، قال : فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا : ففتح " ، فقال أنس بن مالك ، فذكر أنه وجد في السماوات آدم ، وإدريس ، وعيسى ، وموسى ، وإبراهيم صلوات الله عليهم أجمعين ، ولم يثبت كيف منازلهم ، غير أنه ذكر أنه قد وجد آدم عليه السلام في السماء الدنيا ، وإبراهيم في السماء السادسة
هناك عدة نقاط فى الحديث السابق:
اولا السماء الدنيا احتاجت فترة زمنية للوصول اليها وطبعا منطقيا أنها ليست قصيرة على الاطلاق لعلمنا بأن جبريل عليه السلام أسرع من سرعة الضوء فنقرء من الحديث
فعرج بي إلى السماء ، فلما جئنا السماء الدنيا
ثانيا السماوات عوالم لها ابواب ومنطقى أننا بحكم عدم رؤيتنا لأبوابها فلن نراها!واذا كنا لن نراها فلا يمكننا تحديد اماكنها!لماذا يصمم البعض على ربط الغيب بالشهادة؟
قال جبريل عليه السلام لخازن السماء الدنيا : افتح ، قال : من هذا ؟ قال : هذا جبريل ، قال : هل معك أحد ؟ قال : نعم ، معي محمد صلى الله عليه وسلم " ، قال : فأرسل إليه ؟ قال : نعم ، ففتح ،
ثالثا واخيراهناك فى السماوات ارواح وملائكة فاذا كنا نعلم أن هذا غيب فكيف سنرى مساكنهم بمعنى أنا وأنت وكل الناس عندنا بيوت فمن يستطيع رؤيتنا بالمنطق يستطيع رؤية البيوت والعكس صحيح من لا يستطيع رؤيتنا لا يستطيع رؤية البيوت!عظيم فلماذا يصمم البعض أنه يستطيع رؤية السماوات السبع وهو متأكد أنه لن يرى ملائكة ولا ارواح!نقرء من النص النبوى:فلما علونا السماء الدنيا ، فإذا رجل عن يمينه أسودة ، وعن يساره أسودة ، قال : فإذا نظر قبل يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل شماله بكى ، قال : فقال مرحبا بالنبي الصالح ، والابن الصالح " ، قال : " قلت : يا جبريل ، من هذا ؟ قال : هذا آدم صلى الله عليه وسلم ،
الرجاء من اساتذتى الكرام عدم الخوض فى الغيبيات من اجل الاسلام فقط.انتهى