2-الغلاف الجوى فى القرأن والسنة
اولا الاشارة الى الخلاف بين طبيعة الغلاف الجوى والفضاء الكونى
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)البقرة
أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)النحل
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)طه
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16)سورة الانبياء
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38)سورة الدخان
وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9)الجن
وقال صلى الله عليه واله وسلم فيما رواه البخارى وغيره وصححه الالبانى"إن الملائكةَ تنزلُ في العَنانِ وهو السحابُ ، فتذكرُ الأمرَ قُضِيَ في السماءِ ، فتسْتَرِقُ الشياطينُ السمعَ فتسمعُه ، فتوحِيه إلى الكُهَّانِ ، فيكذبون معها مائةَكَذْبةٍ من عندأنفسِهم"
يتضح مما سبق أن السحاب(العنان)والهواء هو بين السماء والارض ونلاحظ بأن الجن كانوا يقعدون من السماء مقاعد للسمع وليس فى السماء فكان التعبير عن السماء ومابين السماء والارض كخلق اخر هو اشارة معجزة الى مخلوق وسيط هو الغلاف الجوى وقد اشار اليه القرأن المجيد بأسم"جوالسماء"وهو فى مواضع اخرى جزء من السماء.
ثانيا الاشارة الى خلق الغلاف الجوى بالتوازى مع الارض وهذه حقيقة علمية
تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)طه
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4)السجدة
ومما سبق يتضح لنا عدم وجود ترتيب فى خلق الارض والسماوات وما بينهما وحيث اننا متفقون أن ما بين السماوات والارض هو الغلاف الجوى قطعا فهذه الايات الكريمات تشير الى أن تخليق الغلاف الجوى تم بالتوازى مع الارض وهناك تصريح أكثر فى القرأن المجيد بأن اداء الغلاف الجوى للأرض لدوره وأكتمال خلقه تم فى اليومين الاخيرين أو الحقبتين الاخيرتين من الايام الستة وهذا الرأى القرأنى فى سورة فصلت يتفق مع النظريات العلمية:
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)
وهناك اشارة قرأنية أخرى الى تأخر ظهور الغلاف الجوى بهيئته الحالية وهى المعلومة العلمية التى تكررت فى القرأن الكريم فنجد فى قوله تبارك وتعالى:
وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32)الانبياء
والفعل جعل فى اللغة العربية حينما يأتى متعديا لمفعولين يكون بمعنى قام بتحويل أو اصبح فيكون سياق الايات الكريمة السابقة ان الله جل وعلا بعد خلق الارض جعل السماء من وضعها الابتدائى الى وضع نهائى تكون فيه بمثابة سقف للأرض وهذا هو الغلاف الجوى.
ثالثا الاشارة لدور الغلاف الجوى فى حفظ المطر:
قال عزوجل فى سورة الطارق"وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) "
قال ابن عباس رضى الله تبارك وتعالى عنه فى تفسيرهذه الاية فيما رواه عنه عكرمة ومجاهد وغيرهم " ذات السحاب فيه المطر"ونقول باذن الله جل وعلا بأن هذه اشارة قرأنية معجزة لحفظ الغلاف الجوى للماء المتصاعد وارجاعه الى الأرض بالمطر.
رابعا وأخيرا الاشارة الى سقوط الشهب ومسألة ربط القذف بالشهب بالملائكة والجن هذا غيب ولكن ما يخصنا هو الشهادة فى توافق الدين والعلم فى أن الشهب أعلى الغلاف الجوى واسفل السماء الدنيا وأن ذلك يحدث فى انحاء الغلاف الجوى وهما معلومتان علميتان لم نعرفهما الا فى القرن العشرين فقال جل وعلا فى سورة الصافات
إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فيما رواه الشيخان:"إذا قضى الله الأمر في السماء ، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله ، كأنه سلسلة على صفوان ، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا للذي قال : الحق ، وهو العلي الكبير ، فيسمعها مسترق السمع ، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض - ووصف سفيان بكفه فحرفها ، وبدد بين أصابعه - فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته ، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن ، فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها ، وربما ألقاها قبل أن يدركه ، فيكذب معها مائة كذبة ، فيقال : أليس قد قال لنا : يوم كذا وكذا ، كذا وكذا ، فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء ) .
الراوي: أبو هريرة المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4800
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

""