سابعاً: من فمك أدينك:

كثيراً ما تنفع المقارنة في عِلْمِ مقارنة الأديان، ولسوف نعقد مقارنة حقيقية محايدة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين بعض أنبياء النصارى بحسب كتابهم الـمُسَمَّى مقدساً.
هذه الرواية مع أنها مكذوبة وباطلة ولا تصح، إلا أنَّهَا على فَرْضِ صِحَّتِهَا، فَإِنَّ غَايَةَ ما فيها أنها تقول أن النبي صلى الله عليه وسلم اشتهى زينب !!
أما في كتاب النصارى فإنه يقول أنَّ نبيَّ الله داود اشتهى امرأة متزوجة بعد أن رآها عارية وهي تستحم فأمر جنوده فأتوا بها فاغتصبها وفعل بها الفاحشة ولما حبلت منه المرأة حاول حَثَّ زوجها على جِماعِها، ولما رفض الزوج، قتله داود حتى لا يفتضح أمره بين الناس !!

جاء في كتاب النصارى:

{ وَأَمَّا دَاوُدُ فَأَقَامَ فِي أُورُشَلِيمَ. وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ،
فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدّاً. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: «أَلَيْسَتْ هَذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟» فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: «إِنِّي حُبْلَى». فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى يُوآبَ يَقُولُ: «أَرْسِلْ إِلَيَّ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ…وَقَالَ دَاوُدُ لِأُورِيَّا: «انْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ وَاغْسِلْ رِجْلَيْكَ». فَخَرَجَ أُورِيَّا مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ… وَنَامَ أُورِيَّا عَلَى بَابِ بَيْتِ الْمَلِكِ مَعَ جَمِيعِ عَبِيدِ سَيِّدِهِ وَلَمْ يَنْزِلْ إِلَى بَيْتِهِ. فَقَالُوا لِدَاوُدَ: «لَمْ يَنْزِلْ أُورِيَّا إِلَى بَيْتِهِ». فَقَالَ دَاوُدُ لِأُورِيَّا: «أَمَا جِئْتَ مِنَ السَّفَرِ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَنْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ؟» فَقَالَ أُورِيَّا لِدَاوُدَ: «إِنَّ التَّابُوتَ وَإِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا سَاكِنُونَ فِي الْخِيَامِ، وَسَيِّدِي يُوآبُ وَعَبِيدُ سَيِّدِي نَازِلُونَ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ، وَأَنَا آتِي إِلَى بَيْتِي لِآكُلَ وَأَشْرَبَ وَأَضْطَجِعَ مَعَ امْرَأَتِي! وَحَيَاتِكَ وَحَيَاةِ نَفْسِكَ لاَ أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ». فَقَالَ دَاوُدُ لِأُورِيَّا: «أَقِمْ هُنَا الْيَوْمَ أَيْضاً، وَغَداً أُطْلِقُكَ». فَأَقَامَ أُورِيَّا فِي أُورُشَلِيمَ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَغَدَهُ. وَدَعَاهُ دَاوُدُ فَأَكَلَ أَمَامَهُ وَشَرِبَ وَأَسْكَرَهُ. وَخَرَجَ عِنْدَ الْمَسَاءِ لِيَضْطَجِعَ فِي مَضْجَعِهِ مَعَ عَبِيدِ سَيِّدِهِ، وَإِلَى بَيْتِهِ لَمْ يَنْزِلْ. وَفِي الصَّبَاحِ كَتَبَ دَاوُدُ مَكْتُوباً إِلَى يُوآبَ وَأَرْسَلَهُ بِيَدِ أُورِيَّا. وَكَتَبَ فِي الْمَكْتُوبِ يَقُولُ: «اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي وَجْهِ الْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ، وَارْجِعُوا مِنْ وَرَائِهِ فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ». وَكَانَ فِي مُحَاصَرَةِ يُوآبَ الْمَدِينَةَ أَنَّهُ جَعَلَ أُورِيَّا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي عَلِمَ أَنَّ رِجَالَ الْبَأْسِ فِيهِ. فَخَرَجَ رِجَالُ الْمَدِينَةِ وَحَارَبُوا يُوآبَ…وَمَاتَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضاً.وبعد عَلِمَ النبيُّ داودُ بموت أوريا هل حزن عليه؟ هل أصابه الغضب؟ هل استشعر جريمته؟يُكمل الكتاب قائلاً: فَقَالَ دَاوُدُ لِلرَّسُولِ: « هَكَذَا تَقُولُ لِيُوآبَ: لاَ يَسُؤْ فِي عَيْنَيْكَ هَذَا الأَمْرُ، لأَنَّ السَّيْفَ يَأْكُلُ هَذَا وَذَاكَ … فَلَمَّـا سَمِعَتِ امْرَأَةُ أُورِيَّا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ أُورِيَّا رَجُلُهَا نَدَبَتْ بَعْلَهَا.
فهل رحم النبي داود
المرأة ؟ هل أحس بجريمته الشنعاء ؟
هل حاك في ضميره شيء ؟


يُكمل الكتاب قائلاً
: وَلَمَّا مَضَتِ الْمَنَاحَةُ أَرْسَلَ دَاوُدُ وَضَمَّهَا إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْناً. وَأَمَّا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ }.(55)

فماذا فعل النصارى ؟؟

كفروا بالنبي الذي لم يشتهِ المرأة ولم يزنِ بها وآمنوا بالنبيِّ الفاسق الزاني القاتل بحسب كتابهم !!
لا يفوتني في هذا المقام أن أنبه أن ما جاء في كتب هؤلاء القوم كُفْرٌ بَوَاح وكَذِبٌ صُرَاح على نبي الله داود عليه السلام وعلى غيره من أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
الشاهد في القصة أن النصارى يصدقون نصوص كتابهم، فهي حُجة عليهم.
هل هذا هو الكتاب الذي تريدوننا أن نؤمن به ؟
هل هذا هو النبي الذي تريدوننا أن نؤمن به ؟

إليك بعض ما قاله علماء النصارى في وصفهم لفعلة داود بحسب كتابهم:

يقول القس وليم مارش:
{ وهذا ظلم ودناءة ظلم لأنه أمر بقتله ولم يُشِرْ إلى العلة أو الذنب، وكان قتله بحيلة وخدعة ودناءة لأنه أرسل المكتوب بيده
}.(56)

هذا ما سطرته يدُ العبد الفقير أبي عمر.
وأسأل الله أن تعالى أن يجعلها نجاةً وقربى بين يديه سبحانه وتعالى يوم القيامة، لألقاه بها في هذا اليوم ، وأقول للنبي صلى الله عليه وسلم على الحوض فعلتُها لنصرتك يا سيدي يا رسول الله.فما كان فيها من توفيق فمن الله وحده لا شريك له، وما كان فيها من زلل أو تقصير أو خطأ فمنِّي وَمِنَ الشيطان، وربي جلَّ جلاله ورسوله صلى الله عليه وسلم منها براء.فاللهم تقبلها واجعلها خالصة لوجهك الكريم ،،

يتبع ،،