قناة مكافح الشبهات . أبو عمر الباحث

نسف أكاذيب النصارى حول زواج الرسول الكريم

صلى الله عليه وسلم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
هذه سلسلةُ ردودٍ علميةٍ على شبهات النصارى حول زواج الرسول صلى الله عليه وسلم. قالوا كيف تقولون أن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم على خُلُقٍ عظيم, وكتب التفاسير والسيرة تقول أنه اشتهى زوجة ولده (زَيْنَب) بالتَّبَنِّي وَأَضْمَرَ في نفسه أن يُطَلِّقَهَا منه ليتزوجها هو ؟
واستدلوا بما رواه بعضُ المفسرين وأصحابِ السِّيَرِ في كتبهم:
ولكنْ يأبى الله إلا أنْ يُـتِمَّ نُورَهُ ويُظهرَ للناس الحق ويفضحَ الباطل.
فهذه الرسالة نبحث فيها مسألة هذا الزواج المبارك وما أُثير حوله من شبهات،
ونرد على فرية القوم وننسفها نسفاً بالأدلة والحُجَج والبراهين.
شبهة زواج النبي السيدة زينب: { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }.(1)
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }.(2)
قال الإمامُ الطَّبَرِيُّ:

قوله: {
يُوحِي بعضُهم إلى بعض زخرف القول غرورًا }، فإنه يعني أنَّه يُلقِي الملقي منهم القولَ، الذي زَيَّنَهُ وحسَّنه بالباطل إلى صاحبه، ليغترَّ به مَنْ سَمِعَهُ، فَيَضِلَّ عن سبيل الله.(3)

وقال الله تعالى:

{ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّـكُمْ لَـمُشْرِكُونَ }.(4)
بداية ينبغي أن نَذْكُرَ أصولاً لابدَّ منها وسَتُصَاحِبُنَا هذه الأُصولُ في كل أبحاثنا بمشيئة الله


الأصل الأول: كتب التفاسير مشحونة بالروايات المكذوبة:
قال ابْنُ الكمال:

{ كتب التفسير مشحونة بالأحاديث الموضوعة }.(5)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
{ وهذه الكتب التي يسميها كثير من الناس كتب التفسير فيها كثير من التفسير منقولات عن السلف مكذوبة عليهم ، وقول على الله ورسوله بالرأي المجرد ، بل بمجرد شبهة قياسية أو شبهة أدبية }.(6)

الأصل الثاني: العبرة في دين الإسلام بكتاب الله وصحيح السُّنَّة:

فالمسلمون لا يقبلون في دينهم إلا ما جاء في كتاب ربهم وما صحَّ عن نبيهم صلى الله عليه وسلم. ويدل على ذلك قول الله تعالى { قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ }.(7)
وقوله تعالى{وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.(8)

يقول الإمام مسلم:
(بَاب بَيَانِ أَنَّ الْإِسْنَادَ مِنْ الدِّينِ، وَأَنَّ الرِّوَايَةَ لَا تَكُونُ إِلَّا عَنْ الثِّقَاتِ، وَأَنَّ جَرْحَ الرُّوَاةِ بِمَا هُوَ فِيهِمْ جَائِزٌ بَلْ وَاجِبٌ، وَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ الْغِيبَةِ الـْمُحَرَّمَةِ بَلْ مِنْ الذَّبِّ عَنْ الشَّرِيعَةِ الْمُكَرَّمَةِ ).(9)
وقال مُحَمَّد ابْنُ سِيرِينَ:

{
إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ }.(10)
وعَنْ مِسْعَرٍ قَالَ سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُول:
{
لا يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا الثِّقَاتُ }.(2)
وقال الإمام أبو حاتم بنُ حِبَّان:
{وَلَسْنَا نَسْتَجِيْزُ أَنْ نَحْتَجَّ بِخَبَرٍ لَا يَصِحُّ مِنْ جِهَةِ النَّقْلِ فِي شَيءٍ مِنْ كُتُبِنَا ، وَلِأَنَّ فِيمَا يَصِحُّ مِن الْأَخْبَارِ بِحَمْدِ الله وَمَنِّهِ يُغْنِي عَنَّا عَن الاحتجاج في الدِّينِ بما لا يَصِحُّ منها }.(11)

يتبع ،،،،

afim .,h[ hgkfd lk hgsd]m .dkf fkj [pa !