ثانياً: ذِكْرُ الأسانيد الباطلة لهذه القصة الواهية:
السند الأول أورده الإمام الطبري في تفسيره قال: { حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة : (وَإذْ تَقُولُ لِلَّذِي أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ) وهو زيد أنعم الله عليه بالإسلام(وَأنْعَمْتَ عَلَيْهِ) أعتقه رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:(أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ) قال: وكان يُخفي في نفسه وُدَّ أنه طلقها }.(20) ونحن نرى الآن الكلامَ منسوباً لقتادة ،وقتادة في قوله هذا يعتمد على نفس الروايات محلَ استدلال أعداء الإسلام ، ونحن كمسلمين نقول أن الْعَالِـمَ إِذَا قال قَوْلاً يعتمد فيه على حديث ما، وَتَبَيَّنَ لنا ضَعْفُ هذا الحديثِ فلا يجوز أن نأخذ بقول هذا الْعَالِـم. قال الإمام مسلم ابن الحجاج: { بابٌ في أنَّ الإِسْنَادَ مِنَ الدِّينِ }.(21) وَذَكَرَ كلاماً لعبد الله بن المبارك قال: {الإسناد مِن الدين ولولا الإسنادُ لقال مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ}. وقال ابن المبارك: {بيننا وبين القوم القوائم، يعني الأسانيد}. وقال ابن سيرين: { لم يكونوا يسألون عن الإسناد, فلما وقعت الفتنة قالوا: سَمُّوا لنا رجالكم, فيُنظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم, وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم }.(22) ربمـا يكون الرجل مِن أهل السنة ولا يؤخذ منه الحديث، لماذا ؟ نقول بسبب ضعفه وسوء حفظه أو اختلاطه. روى مسلم عن أبي الزناد قال: { أدركتُ في المدينة مِئَةً كلهم مأمون، لا يؤخذ عنهم الحديث، يقال ليس مِن أهله }.(23) / قال الشافعي: { إِذَا صَحَّ الحَدِيْثُ فَهُوَ مَذْهَبِي }.(24) فقول العالِم عندنا يُستدل عليه ولا يُستدل به، وكلام قتادة يفتقر إلى الدليل فلا يُعَوَّلُ عليه. ومراسيل قتادة غير مقبولة عندنا في الإسلام وقد صرَّح العلماءُ بهذا مراراً: قال الإمام بدر الدين الزركشي: { روى ابن أبي حاتم عن يحي بن سعيد أنه كان لا يرى إرسالَ الزهريِّ وقتادة شيئاً ويقول: هو بمنزلة الريح }.(25) / قال الإمام شمس الدين الذهبي: { قتادة بن دعامة السدوسي هو حُجَّةٌ بالإجماع إِذَا بَيَّنَ السَّمَـاعَ فَإِنَّهُ مُدَلِّسٌ معروف بذلك }.(26) وخلاصةُ ذلك أَنَّ صِحَّةَ السَّنَد إلى قتادة لا تعني صِحَّةَ المتن لأنَّ قتادة أرسله. السند الثاني قال الطبري: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: كان النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قد زَوَّجَ زيدَ بنَ حارثة زينبَ بنتَ جحش، ابنةَ عمتِه، فخرج رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يوماً يريده, وعلى الباب سِتْرٌ من شَعْرٍ، فَرَفَعَتْ الريحُ السِّتْرَ فانكشف، وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابه في قلب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فلما وقع ذلك كُرِّهَتْ إلى الآخر، فجاء فقال: يا رسول الله إني أريد أن أفارق صاحبتي، قال: ما ذاك، أَرَابَكَ مِنْهَا شيء؟ “قال: لا والله ما رَابَنِي منها شيء يا رسولَ الله، ولا رأيتُ إِلَّا خَيْراً، فقال له رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ الله، فذلك قول الله تعالى( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) تُخْفِي فِي نَفْسِكَ إِنْ فَارَقَهَا تَزَوَّجْتَهَا }.(27) علل الرواية: العِلَّة الأولى: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ضعيف الحديث. قال الإمام أبو الحجاج الـمِزِّي: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. · قال أحمد بن حنبل: ضعيف. · وقال البخاري وأبو حاتم: ضَعَّفَهُ عليُّ ابنُ المديني جِداً. · قال أبو داود: أولاد زيد بن أسلم كلهم ضعيف، وأَمْثَلُهُم عبد الله. · وقال النسائي: ضعيف. · وقال أبو زُرْعَةَ: ضعيف. · وقال أبو حاتم: ليس بقويٍّ في الحديث، كان في نفسه صالحاً وفي الحديث واهياً.(28) العِلَّةُ الثانية: الإرسال. فعبد الرحمن ابن زيد ابن أسلم يروي الروايةَ مباشرةً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لم يدركْه أصلاً. وهذا يُسَمَّى عند العلماء بالإرسال. والحديث المرسل من أقسام الحديث الضعيف. السند الثالث للرواية: قال الإمام الحاكم في المستدرك: { قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ يَطْلُبُهُ، وَكَانَ زَيْدٌ إِنَّمَا يُقَالُ لَهُ: زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَرُبَّمَا فَقْدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّاعَةَ فَيَقُولُ: «أَيْنَ زَيْدٌ؟» فَجَاءَ مَنْزِلَهُ يَطْلُبُهُ فَلَمْ يَجِدْهُ فَتَقُومُ إِلَيْهِ زَيْنَبُ فَتَقُولُ لَهُ: هُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَوَلَّى فَيُولِّي يُهَمْهِمُ بِشَيْءٍ لَا يَكَادُ يُفْهَمُ عَنْهُ إِلَّا سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ مُصَرِّفِ الْقُلُوبِ، فَجَاءَ زَيْدٌ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَخْبَرَتْهُ امْرَأَتُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى مَنْزِلَهُ، فَقَالَ زَيْدٌ: أَلَا قُلْتِ لَهُ: يَدْخُلُ، قَالَتْ: قَدْ عَرَضْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَأَبَى قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: شَيْئًا قَالَتْ: سَمِعْتُهُ حِينَ وَلَّى تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَا أَفْهَمُهُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ مُصَرِّفِ الْقُلُوبِ» قَالَ: فَخَرَجَ زَيْدٌ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَنِي أَنَّكَ جِئْتَ مَنْزِلِي فَهَلَّا دَخَلْتَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ لَعَلَّ زَيْنَبَ أَعْجَبَتْكَ فَأُفَارِقُهَا، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ» فَمَـا اسْتَطَاعَ زَيْدٌ إِلَيْهَا سَبِيلًا بَعْدَ ذَلِكَ، وَيَأْتِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُخْبِرُهُ فَيَقُولُ: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجُكَ» فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذًا أُفَارِقُهَا، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْبِسْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ» فَفَارَقَهَا زَيْدٌ وَاعْتَزَلَهَا وَحَلَّتْ قَالَ: فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ يَتَحَدَّثُ مَعَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِذْ أَخَذَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْمَةٌ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَتَبَسَّمُ وَهُوَ يَقُولُ: «مَنْ يَذْهَبُ إِلَى زَيْنَبَ يُبَشِّرُهَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَّجَنِيهَا مِنَ السَّمَاءِ» وَتَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 37] الْقِصَّةَ كُلَّهَا قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ لِمَا كَانَ بَلَغَنِي مِنْ جَمَالِهَا وَأُخْرَى هِيَ أَعْظَمُ الْأُمُورِ وَأَشْرَفُهَا مَا صَنَعَ اللَّهُ لَهَا زَوَّجَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ السَّمَاءِ» وَقَالَتْ عَائِشَةُ: «هِيَ تَفْخَرُ عَلَيْنَا بِهَذَا» قَالَتْ عَائِشَةُ: «فَخَرَجَتْ سَلْمَى خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْتَدُّ، فَحَدَّثَتْهَا بِذَلِكَ فَأَعْطَتْهَا أَوْضَاحًا لَهَا»}.(29) علل الرواية: العِلَّة الأولى: محمد ابن عمر الواقدي: كَذَّاب. قال الإمامُ الذَّهَبِيُّ: { قال أحمد بن حنبل: هو كذَّاب يقلب الأحاديث. وقال ابنُ معين: ليس بثقة. وقال مَرَّةً: لا يُكْتَبُ حديثُه. وقال البُخاريُّ وأبو حاتم: متروك. وقال أبو حاتم أيضا والنَّسَائِيُّ: يَضَعُ الحديث. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: فيه ضعف }.(30) العِلَّة الثانية: عبد الله ابن عامر الأسلمي ضعيف الحديث. قال الإمامُ ابْنُ حَجَر العسقلانيُّ: { عبد الله ابن عامر الأسلمي، أبو عامر المدني: ضعيف }.(31) العِلَّة الثالثة: الإرسال. محمد ابن يحيى ابن حبان ثقة، ولكنه لم يُدْرِك النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم. قال الإمامُ الذَّهَبِيُّ: { مَوْلِدُهُ في سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ }.(32) ومعلوم أنَّ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ في السنة الحادية عشرة من الهجرة. فيكون بين وفاة النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم وبين مولد محمد ابن يحيى ابن حبان انقطاعٌ يَصِلُ إلى ستٍ وثلاثين سنة.! إذا فحديثه عن النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم مرسل، والمرسل من أقسام الضعيف كما بَيَّنَّا من قبل. فالسند كله ساقط متهالك.! /قلتُ (أبو عمر): وذكر الإمام محمد ابن جرير هذه الرواية بنفس هذا الإسناد في تاريخه المعروف بتاريخ الأمم والملوك.(33) مَعَ الْعِلْمِ أنَّ شَيخَ الإمام الطبريِّ مجهولٌ، وهذا يزيده ضَعْفاً على ضَعْفِهِ. كلام مُقَاتِل ابن سليمان: قال مقاتل: { زَوَّجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش من زيد فمكثت عنده حينا، ثم إنه عليه السلام أتى زيدا يوما يطلبه، فأبصر زينب قائمة، كانت بيضاء جميلة جسيمة من أتمِّ نساء قريش، فهويها وقال: (سبحان الله مقلب القلوب) ! فسمعت زينب بالتسبيحة فذكرتها لزيد، ففطن زيد فقال: يا رسول الله، ائذن لي في طلاقها، فإنَّ فيها كِبْراً، تَعْظُمُ عليَّ وتؤذيني بلسانها، فقال عليه السلام: (أمسك عليك زوجك واتق الله) }.(34) ترجمة مقاتل ابن سليمان: قال الإمامُ الدارقطني: { مُقَاتِل ابْنُ سيلمان خُرَاسَانِيٌّ يكذب }. (35) قال الإمامُ الذَّهَبِيُّ: {قَالَ البُخَارِيُّ: مُقَاتِلٌ لاَ شَيْءَ البَتَّةَ. قُلْتُ: أي الذهبي: أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِهِ}.(36) قال الإمامُ ابنُ أبي حاتم: { مقاتل بن سليمان البلْخي صاحب التفسير والمناكير }.(37) قال الدكتور وهبة مصطفى الزحيلي: { وأشد قُبْحاً مَا قَالَ مُقَاتِل }.(38) وقال الْإِمَامُ الْقُرْطُبِيُّ: { وَرُوِيَ في الخبر أنه: أَمْسَى زَيدٌ فَأَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قَالَتْ زَيْنَبُ: ولم يستطعني زيد، وما أمتنع منه غير ما منعه الله مني، فلا يقدر على. هذه رواية أبي عصمة نوح بن أبي مريم، رفع الحديث إلى زينب أنها قالت ذلك. وَفِي بَعْضِ الرُّوَايَاتِ: أنَّ زَيْداً تَوَرَّمَ ذَلِكَ مِنْهُ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَقْرَبَهَا }.(39) وللرد على هذا الكلام أقول: الإمام القرطبي رحمه الله نقل هذا الكلام من كتاب نوادر الأصول للحكيم الترمذي.(40) ومَنْ يَنْظُر في هذا الكتاب لن يجد إسناداً واحداً لهذا الكلام الساقط، ونحن أُمَّةٌ لا تقبل في دِيْنِهَا إلا ما صَحَّ سَنَدُهُ إلى نَبِيِّهَا عليه الصلاة والسلام كما قررنا ذلك في المقدمة. وعلى فرض وجود سَنَدٍ مُتَّصِلٍ لهذه الرواية فهي أيضاً رواية مكذوبة. لأنَّ نوحَ ابنَ أبي مريم المذكور في هذه الرواية شخصٌ كذَّابٌ أَشِر. وإليك ما قالت كتب الجرح والتعديل عن هذا المجرم الأفَّاك الكذَّاب. قال الإمام أبو الحجاج المزي: {وقال البخاري: قال بن المبارك: لوكيع حدثنا شيخ يقال له أبو عصمة كان يضع كما يضع المعلى بن هلال.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي: كان أبو عصمة يروي أحاديث مناكير.
وقال أحمد بن سعد: سألت يحيى بن معين عن نوح بن أبي مريم فقال ليس بشيء ولا يُكتب حديثه.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: أبو عصمة نوح بن أبي مريم قاضي مَرْو يسقط حديثه.
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث.
وقال أبو حاتم ومسلم بن الحجاج وأبو بشر الدولابي والدارقطني: متروك الحديث.
وقال البخاري: نوح بن أبي مريم أبو عصمة المروزي قاضي مَرْو منكر الحديث.
وقال في موضع آخر: نوح بن أبي مريم ذاهِبُ الحديث جِداً.
وقال النسائي: أبو عصمة نوح بن جعونة وقيل نوح بن يزيد بن جعونة وهو نوح بن أبي مريم قاضي مرو ليس بثقة ولا مأمون }.(41)
وقال الْإِمَامُ الْقُرْطُبِيُّ: { وقيل: إنَّ الله بعث ريحاً فرفعت الستر وزينب متفضلة في منزلها، فرأى زينب فوقعت في نفسه، ووقع في نفس زينب أنها وقعت في نفس النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذلك لما جاء يطلب زيداً، فأخبرته بذلك، فوقع في نفس زيد أن يطلقها}.(42) وهذا الكلام أيضاً ليس له إسنادٌ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. فهو ليس بشيءٍ عند المسلمين على الإطلاق.