تفصيل في حال سهل بن معاذ بن أنس :

أولا : قول ابن حبان : "لا يعتبر حديثه ما كان من رواية زبان بن فائد عنه" .

من كلام ابن ابن حبان ، يتبين الآتي :
رواية زبان بن فائد عن سهل بن معاذ .... لا يعتبر بها .
رواية غير زبان عنه = يعتبر بها .

-----------------
ثانيا : تعالوا معا ، نعرف ماذا يعني مصطلح (لا يعتبر بحديثه) ، ومصطلح (يعتبر بحديثه) :
1- مصطلح : لا يعتبر بحديثه :
قال الشيخ محمد خلف سلامة حفظه الله في "لسان المحدثين" (4/334) :
(لا يصلح للمتابعات والشواهد) :
إذا قيلت هذه الجملة في حق راو ، فمعناها أنه متروك لا خير في الرواية عنه ، ولا انتفاع بها ، إلا عند علماء الدراسة الحديثية النقدية ، فحديث مثل هذا الراوي لا يصلح للتقوية بمتابعاته وشواهده، فضلاً عن عدم صلاحيته للاحتجاج به في نفسه.
(لا يعتبر بحديثه) :
أي لا يستشهد به ، فهي بمعنى الكلمة التي قبلها والكلمة التي بعدها ؛ فانظرهما.

2- مصطلح : يعتبر به :
قال الشيخ محمد خلف سلامة حفظه الله في "لسان المحدثين" (5/306) : (يعتبر بحديثه) : يقال: (عمرو يعتبر بحديثه) و (يعتبر به) أي يصلح في الشواهد والمتابعات ولا يصلح للاحتجاج .
--------------------
ثالثا : من خلال التعريفين السابقين ، نستنتج الآتي :
ابن حبان لم يوثق سهل بن معاذ بن أنس ألبتة ، بل غاية ما قال أنه يصلح للمتابعات والشواهد في غير رواية زبان عنه ، ولا يصلح للاحتجاج به في نفسه = ضعيف الحديث .
-----------------
رابعا : العجلي معروف بتساهله ...
قال ابن الوزير اليماني : "العجلي يعني بالثقة: الصدوق في روايته، لا الصالح في دينه عنده" ["العواصم والقواصم" (8/27)]
قال عبد الرحمن بن يحي المعلمي : " . . والعجلي قريب منه [ يعني ابن حبان ] في توثيق المجاهيل من القدماء وكذلك ابن سعد ، وابن معين ، والنسائي وآخرون غيرهما يوثقون من كان من التابعين أو أتباعهم إذا وجدوا رواية أحدهم مستقيمة ؛ بأن يكون له فيما يروي متابع أو شاهد ، وإن لم يرو عنه إلا واحد ولم يبلغهم عنه إلا حديث واحد " التنكيل ( 1/66 )
وقال أيضاً : " توثيق العجلي وجدته بالاستقراء كتوثيق ابن حبان أو أوسع " [الأنوار الكاشفة ( ص68 )] .
وقال محمد ناصر الدين الألباني : " العجلي معروف بالتساهل في التوثيق كابن حبان تماماً . فتوثيقه مردود إذا خالف أقوال الأئمة الموثوق بنقدهم وجرحهم . . " [سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 2/219/حديث633 )] .
وقال عبد العليم عبد العظيم البستوي محقق كتاب الثقات للعجلي : " وقد تبين لي بعد دراسة تراجم كثيرة من الرواة أن الإمام العجلي كثيراً ما يتفق مع ابن حبان في توثيق أناس ذكرهم أبو حاتم وغيره في المجاهيل ، أو سكتوا عليه ويجزم العجلي بتوثيقهم ، ولكنه – أي العجلي – يختلف عن ابن حبان في أن ابن حبان يتشدد أو يتعنت في الجرح بخلاف العجلي فإنه يتسامح مع الضعفاء أيضاً فيعطيهم مرتبة أعلى مما هم فيه عند النقاد الآخرين " [مقدمة المحقق ( 1/125 )] ..

وقال أيضا : " يظهر تساهل العجلي في الأمور التالية :
1- إطلاق ثقة على الصدوق فمن دونه .
2- إطلاق لا بأس به على من هو ضعيف .
3- إطلاق ضعيف على من هو ضعيف جدا أو متروك
4- توثيق مجهولي الحال ومن لم يرو عنه إلا واحد .
وقد ذكر أمثلة على هذه الأنواع .
ثم قال :
وسرد هذه الأمثلة من أقوال العجلي لا يعني أنه يختلف مع النقاد الآخرين دائما ، بل الأمر بالعكس فإنه والحمد لله يتفق معهم في الغالب ........ وفائدة هذا يظهر حينما ينفرد العجلي بتوثيق أحد الرواة أو يختلف قوله عن أقوال الآخرين" .

---------------------

الخلاصة النهائية : لا يوجد فيه توثيق معتبر ، بل ضعفه الامام يحيى بن معين ...