عن قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يكون اختلاف عند موت خليفة ، فيخرج رجل من المدينة فيأتي مكة ، فيستخرجه الناس من بيته وهو كاره ، فيبايعونه بين الركن والمقام ، فيبعث إليه جيش من الشام ، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ، فيأتيه عصائب العراق ، وأبدال الشام فيبايعونه ، فيستخرج الكنوز ، ويقسم المال ، ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض ، يعيش في ذلك سبع سنين } أو قال : { تسع سنين } [ أخرجه معمر بن راشد فى الجامع ، بإسنادٍ متصل ورجالٍ ثقات ، وهو فى حكم المرسل المرفوع ]

فلا شك أن المبايع بين الركن والمقام هو المهدى وقد نص الحديث على وجود اختلاف عند موت خليفة ، فدل على وجود خلافة قبله ، ويكون فى نهايتها خصام ونزاع ، ثم يأتى هو فى أعقابها ، فيملأ الدنيا قسطًا و عدلًا ، كما ملئت ظلمًا وجورًا .

عن ثوبان رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يقتتل عند كنزكم ثلاثة ، كلهم ابن خليفة ، ثم لا يصير إلى واحد منهم ، ثم تطلع الريات السود من قبل المشرق ، فيقاتلونكم قتالًا لم يقاتله قوم ... الحديث } [ أخرجه ابن ماجه فى سننه والحاكم فى المستدرك وصححه ووافقه الذهبى

فدل على وجود خلافة قبله أيضًا ، ويكون فى نهايتها أيضًا خصام ونزاع ، ثم يأتى هو فى أعقابها ، فيملأ الدنيا قسطًا عدلًا ، كما ملئت ظلمًا وجورًا .


عن أبي سعيد الخدرى رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { يكون خليفة من خلفائكم في آخر الزمان ، يحثو المال ولا يعده } [ أخرجه مسلم فى صحيحه وأحمد فى مسنده وغيرهما ] .


فهذا الحديث يشير إلى أن المهدي خليفة من خلفاء آخر الزمان ، الذين يحكمون بالكتاب والسنة على منهاج النبوة ، ولمَّا كان المهدي من آخرهم ، وليس بعده إلا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ، فقد ثبت أن قبله خلفاء .


عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال : سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول : { لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من ‏قريش } [ أخرجه الشيخان واللفظ لمسلم ] .
وعند أحمد فى مسنده : { لا يزال الدين قائما حتى يكون اثنا عشر خليفة من ‏قريش } .


ومعنى هذا الحديث : البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحًا يقيم الحق ويعدل فيهم ، ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم ، بل قد وجد خمسة منهم على نسق ، وهم : أبو بكر وعمر وعثمان وعلى والحسن رضى الله عنهم ، مصداقًا لما رواه سفينة رضى الله عنه عن النبى صلى الله علي وسلم أنه قال : { الخلافة بعدى ثلاثون سنة ، ثم تكون ملكًا } ثم قال سفينة : فحسبنا ، فوجدنا أبو بكر سنتين وعمر عشر وعثمان اثنتى عشرة وعلى ستة رضى الله عنهم . [ أخرجه ابن حبان فى صحيحه وفى السيرة النبوية وفى الثقات بلفظ قريب وأخرجه الطبرانى وغيره ، وصححه الألبانى فى صحيح الجامع ] .

وخلافة الحسن رضى الله عنه كانت قرابة ستة أشهر وهى متممة للثلاثين سنة ، ولا تقوم الساعة حتى تكون خلافتهم لا محالة ، ولا شك أن المهدى المبشر به فى الأحاديث الواردة من جملة هؤلاء الخلفاء . ولمَّا كان المهدي من آخر هؤلاء الخلفاء ، وليس بعده إلا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ، فقد ثبت أن قبله خلفاء . .