ولكن ما الحكمة من الصيام ؟؟


هو سؤال كرره الكثير من المشكّكين
مالحكمة من أن يجوع الإنسان ؟؟؟
وهل هذا ما يريده الله فعلاً من بني آدم
وماذا يستفيد الله عندما يعذب عبده بالجوع والعطش وخاصة لو كان اليوم حاراً


و بالطبع الإجابة عنه بـ "لكي نشعر شعور الفقراء"
ليست الإجابة الكافية أو الشافية عليه .


لأننا نرى أن الفقراء أيضاً مأمورون بالصيام ولم يرفع عنه
إذن الصيام أصل علّته ليس الشعور بالفقراء
حتى وإن كان الشعور بهم أحد الدروس المتفرعة من الصيام ..

فنحن نعلم دائماً أن كل تشريع سماوي أنزله الله له حكمة بالغة في تقويم الإنسان وسلوكه وتذليل نفسه الأمّارة بالسوء

والآن لنتحدث من الباب الإيماني فى حكمة الصيام


من المعروف أنّ آفات القلب خمساً وهم :


* فضول الكلام .
* فضول النظر .
* فضول المخالطة .
* فضول الطعام .
* فضول النوم .


ما يهمّنا الآن هو فضول الطعام
من المعروف أن البطن بها تحقيق ينبوع الشهوات ومنبت الأدواء إذ يتبع شهوة البطن شهوة الفرج
فإن كان ثقيلاً متخماً تغلب عليه الشهوة والميل للكسل والكهل .

لذلك تذليل العبد لنفسه بالتجويع يضيّق من مجاري الشيطان عليه في دخول الشهوات وأذعان النفس إلى طاعة الله

ولذلك أيضاً مثلاً فى قيام الليل أو في تراويح رمضان ،،، ترى أن الشخص إذا أكل كثيراً فى إفطاره لم يستطع أن يقوم الليل على الشكل الصحيح فيشعر بالثقل والعبء والميول إلى الكسل
ولكن من اقتصد فى أكله نراه نشيطاً فى صلاته وفي عمله

ولذلك أيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى صحيح الترمذي :
(ما ملأ آدميّ وعاءٌ شرٌ من بطنه)


فعند الإحساس بالجوع أنت هكذا قمت بتذليل شهوة من شهوات النفس الكبيرة ومن أحد آفات وسموم القلب العظيمة ،،، ومن المعروف أن تذليل الشهوة يتبعها انكسار القلب ورقته وخضوعه إلى الله تعالى
لأنه مالم يشاهد الإنسان ذل نفسه وعجزه لا يرى عزة مولاه ولا عظمته .


وبذلك تكون استوليت على النفس الأمّارة بالسوء ،، فالنفس تستولى بالاستعباد .




فإذا قررت أن تراقب أى متكبر متعجرف ،، وتنظر إليه حال صيامه وجوعه في منتصف النهار أو آخره
سترى أن التكبر فى نفسه قل حتما بشكل ملحوظ حتى وإن كان بالمقدار اليسير
ذلك لأن فى نفسه الأمّارة الآن كسرة


لذلك نرى الصائمون ،،، يستطيعون أن يقيموا عبادات لم يستطيعوا أن يقيموها في أيامهم العاديّة
ويحيون الليل بهمّة أكثر من الليالي العاديّة


ولذلك قال أبي ثخيمة " أصل كل داءٍ التخم "


وأما منافعه بالنسبة للقلب وصلاحه ،، فإن قلة الغذاء توجب رقة القلب ، وقوة الفهم ، وانكسار النفس ، وضعف الهوى والغضب .


ولذلك قال رسول الله فى الصحيحين :
( المؤمن يأكل فى معيّ واحد والكافر يأكل فى سبعة أمعاء )


فمقصود هذا الحديث أن المؤمن يأكل ما يقيم صلبه ويقوّي ضعفه فيأكل بآداب الشرع ولا يسرف ،، وأما الكافر فيأكل بمقتضى الشهوة والشره .


ويروى عن لقمان الحكيم أنه قال لابنه :
" يا بني إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة ، وخرست الحكمة ، وقعدت الأعضاء عن العبادة " .


وقال إبراهيم بن أدهم :
" من ضبط بطنه ضبط دينه ، ومن ملك جوعه ملك الأخلاق الصالحة ، وإن معصية الله بعيدة من الجائع قريبة من الشبعان " .


ولذلك نرى أن المؤمن المستقيم والذي فطِن إلى حكمة الصيام وعاينها إذا جاء موعد الفطار لم يملأ نفسه بالطعام حتى التخمة مثل الكثير من الناس ،،، بل يأكل ما يكون حسبه ليقيم به صلبه كي يستطيع مواصلة الحياة بهمة ونشاط ويقظان عقلٍ وفهم.


واسأل الله أن يرزقنا العلم والتفقهه في الدين
والتبليغ عنه

السلام عليكم ورحمة الله



ig ikh; p;lm lk hgwdhl ??