مسألة (علامة الإيمان):

1. لقد بدت نواجذي من مداخلتك؛ لم تتحدث عن الموضوع، وانتقلت لمواضيع أخر، ثم أخذت تشتت، وتحسب نفسك على شيء، ألا إنَّ هذا هو الإفلاس المبين!!


2. التأسي هو أن تقوم بفعله على وجهه من أجله، وهو يكون بأفعال رسول الله، والتأسي واجب، وهذه الأفعال موجودة في الأحاديث النبوية. (أين ردك؟) وهو تأس عام، شامل كامل إلا فيما خصه الله به من أحكام.

3. التأسي بإبراهم ومن معه هو تأس خاص: (
إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)، وهو تأس في عقيدة الولاء والبراء، ولا يجوز في غير ذلك، فقد نسخ الإسلام ما قبله: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا)، والملة هي أصل التوحيد؛ لذلك لا تعارض بين اتباع ملة إبراهيم وبين نسخ شريعته هو وغيره؛ لأن الله يقول: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ).

4.قولك:"
عقلهم الباطن يريدهم وهم لايشعرون ان يظهروا ابراهيم انه كذاب محترف للكذب لان شياطينهم بداخلهم تجعلهم يغيرون من ان الله سبحانه وتعالى قال لنا ان لنا في ابراهيم اسوة حسنة مرتين ومباشرة باسمه، بينما لم يقولها عن محمد سوي مرة واحد وليس مباشرة باسمه"، جوابه:

_ جاء في حديث الشفاعة:"
يَا إِبْرَاهِيمُ، أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلاَثَ كَذِبَاتٍ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي..."، أخرجه البخاري. كيف سيظهر أنه محترف للكذب بثلاث كذبات؟! هذه كذبة منك تجعلك أنت محترف الكذب والتزوير، إضافة إلى إلباس الحق بالباطل!!

_كذب إبراهيم عليه السلام: قال النبي_ صلى الله عليه وسلم _:"
لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ النَّبِيُّ_ عَلَيْهِ السَّلَامُ _قَطُّ إِلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ: ثِنْتَيْنِ فِي ذَاتِ اللهِ؛ قَوْلُهُ: (إِنِّي سَقِيمٌ)، وَقَوْلُهُ: (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا)، وَوَاحِدَةٌ فِي شَأْنِ سَارَةَ؛ فَإِنَّهُ قَدِمَ أَرْضَ جَبَّارٍ وَمَعَهُ سَارَةُ، وَكَانَتْ أَحْسَنَ النَّاسِ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّ هَذَا الْجَبَّارَ، إِنْ يَعْلَمْ أَنَّكِ امْرَأَتِي يَغْلِبْنِي عَلَيْكِ، فَإِنْ سَأَلَكِ فَأَخْبِرِيهِ أَنَّكِ أُخْتِي، فَإِنَّكِ أُخْتِي فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ مُسْلِمًا غَيْرِي وَغَيْرَكِ"، رواه مسلم.

_إذن، تدليس منك أن تنسب لأبي هريرة افتراءه على نبي الله، والحق أنَّ المعاريض_ وهي مندوحة عن الكذب _صورة الكذب وليس حقيقته؛ فالكذبتان الأوليتان في القرآن الكريم، فهل تكذب القرآن؟! والكذبة الثالثة يؤيدها القرآن: (
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، فهل تكذب القرآن؟! ولكن لأنك جاهل في اللغة العربية، لن تعرف أن المعاريض تسمى كذبا مجازا؛ لأنها صورته، فبدأ الغل يأكل صدرك على أبي هريرة؛ لأنك جاهل بلغة القرآن، فقل لي: كيف تفهم القرآن وأنت تجهل لغته؟! إننا لا نطمئن لجاهل في اللغة العربية أن يفسر لنا القرآن، ولا نأتمنه على ذلك.