يقول السفر المنسوب لأيوب الأصحاح الأربعين بدء من الفقرة الخامسة عشر :


هُوَذَا بَهِيمُوثُ الَّذِي صَنَعْتُهُ مَعَكَ يَأْكُلُ الْعُشْبَ مِثْلَ الْبَقَرِ. 16 هَا هِيَ قُوَّتُهُ فِي مَتْنَيْهِ، وَشِدَّتُهُ فِي عَضَلِ بَطْنِهِ. 17 يَخْفِضُ ذَنَبَهُ كَأَرْزَةٍ. عُرُوقُ فَخِذَيْهِ مَضْفُورَةٌ. 18 عِظَامُهُ أَنَابِيبُ نُحَاسٍ، جِرْمُهَا حَدِيدٌ مَمْطُولٌ. 19 هُوَ أَوَّلُ أَعْمَالِ اللهِ. الَّذِي صَنَعَهُ أَعْطَاهُ سَيْفَهُ. 20 لأَنَّ الْجِبَالَ تُخْرِجُ لَهُ مَرْعًى، وَجَمِيعَ وُحُوشِ الْبَرِّ تَلْعَبُ هُنَاكَ. 21 تَحْتَ السِّدْرَاتِ يَضْطَجعُ فِي سِتْرِ الْقَصَبِ وَالْغَمِقَةِ. 22 تُظَلِّلُهُ السِّدْرَاتُ بِظِلِّهَا. يُحِيطُ بِهِ صَفْصَافُ السَّوَاقِي. 23 هُوَذَا النَّهْرُ يَفِيضُ فَلاَ يَفِرُّ هُوَ. يَطْمَئِنُّ وَلَوِ انْدَفَقَ الأُرْدُنُّ فِي فَمِهِ. 24 هَلْ يُؤْخَذُ مِنْ أَمَامِهِ؟ هَلْ يُثْقَبُ أَنْفُهُ بِخِزَامَةٍ؟


وهنا نستعرض تطبيق ما ورد من أوصاف في النص على أقوال النصارى في البهيموث

فيقول أنطونيوس فكري :

والرأي مستقر علي أن بهيموث هو فرس البحر الموجود قديمًا في أرض مصر والآن في النيل الأعلي حيث يقضي نهاره في المياه وبين الأشجار، فإذا جاء الليل خرج إلي الحقول المجاورة في طلب المرعي، ويتلف مزروعاتها وأشجارها لما هو عليه من شدة النهم. وهو حيوان عظيم الحجم ضخم الجسم طوله 16 قدمًا وعلوه 7 أقدام .[1]

وبالتحديد أردت نقل كلام القس أنطونيوس فكري بالذات حيث قد قال أن الرأي مستقر، ولم يوضح جناب القس اي رأي يقصده.

فالرأي العلمي يقول أن العلماء منقسمين ولا يوجد استقرار في الرأي؛ فهناك من يقول أنه كائن حقيقي وهناك من يقول أنه أسطوري، حتى من قالوا بحقيقته منقسمين أصلاً على تعيينه هل هو الفيل أم فرس البحر او غيره ، فهذا هو رأي العلم، وبالتأكيد ما ذكره حضرة القس لا ينتسب إلى العلم في شيء الذي لم يذكر أهله اتفاقاً في هذه المسألة، ولا يوجد إتفاق وإستقرار إلا عند جناب القمص الذي تفرد بنقله وزعمه !!

Adam Clarke وعلى كل حال سأترك مهمة الرد على القمص وتفنيد زعمه للمفسر آدم كلارك Adam Clarke الذي قال :

These, having been carefully considered and deeply investigated both by critics and naturalists, have led to the conclusion that either the elephant, or the hippopotamus or river-horse, is the animal in question; and on comparing the characteristics between these two, the balance is considerably in favour of the hippopotamus. But even here there are still some difficulties, as there are some parts of the description which do not well suit even the hippopotamus; and therefore I have my doubts whether either of the animals above is that in question, or whether any animal now in existence be that described by the Almighty.
Mr. Good supposes, and I am of the same opinion, that the animal here described is now extinct. The skeletons of three lost genera have actually been found out: these have been termed palæotherium, anoplotherium, and mastodon or mammoth. From an actual examination of a part of the skeleton of what is termed the mammoth, I have described it in my note, see Clarke Ge 1:24.
As I do not believe that either the elephant or the river-horse is intended here, I shall not take up the reader’s time with any detailed description. The elephant is well known; and, though not an inhabitant of these countries, has been so often imported in a tame state, and so frequently occurs in exhibitions of wild beasts, that multitudes, even of the common people, have seen this tremendous, docile, and sagacious animal. Of the hippopotamus or river-horse, little is generally known but by description, as the habits of this animal will not permit him to be tamed. His amphibious nature prevents his becoming a constant resident on dry land.
The hippopotamus inhabits the rivers of Africa and the lakes of Ethiopia: feeds generally by night; wanders only a few miles from water; feeds on vegetables and roots of trees, but never on fish
; lays waste whole plantations of the sugar-cane, rice, and other grain. When irritated or wounded, it will attack boats and men with much fury. It moves slowly and heavily: swims dexterously; walks deliberately and leisurely over head into the water; and pursues his way, even on all fours, on the bottom; but cannot remain long under the water without rising to take in air. It sleeps in reedy places; has a tremendous voice, between the lowing of an ox and the roaring of the elephant. Its head is large; its mouth, very wide; its skin, thick and almost devoid of hair; and its tail, naked and about a foot long. It is nearly as large as the elephant, and some have been found seventeen feet long. Mr. Good observes: "Both the elephant and hippopotamus are naturally quiet animals; and never interfere with the grazing of others of different kinds unless they be irritated. The behemoth, on the contrary, is represented as a quadruped of a ferocious nature, and formed for tyranny, if not rapacity; equally lord of the floods and of the mountains; rushing with rapidity of foot, instead of slowness or stateliness; and possessing a rigid and enormous tail, like a cedar tree, instead of a short naked tail of about a foot long, as the hippopotamus; or a weak, slender, hog-shaped tail, as the elephant."
[2]

الترجمة:

هذا وبعد النظر بتدقيق والتحقيق الشديد بواسطة النقاد وعلماء الطبيعة، فإن ذلك يوصلنا للمقصود – باللوياثان والبهيموث – هم الفيل او فرس النهر، فهذا هو الحيوان المقصود هنا وبمقارنة خصائص وطبيعة كل منهم تميل الكفة نحو فرس النهر، لكن تبقي في ذلك بعض الصعوبة، فهناك بعض الأجزاء في الوصف لا تتناسب جيداً وبصورة مناسبة مع فرس النهر، وعليه بإنه لدي شكوك فيما اذا كان اياً من الحيوانين هم المقصودين في النص، او حتى اذا ما كان اياً منهم الان مازال موجود ولم ينقرض.

ويري السيد جود Good – وانا معه في نفس الرأي – ان الحيوان الذي تم وصفه هنا هو حيوان منقرض. وقد عثر على ثلاثة هياكل عظمية لاجناس وسلالات قد فقدت بالفعل.

البالايوثيرم palæotherium ، انوبلوثيريم anoplotherium ، والموستودون mastodon أو الماموث mammoth.

كما انه لا اعتقد بان المقصود هو الفيل او فرس النهر المذكورين هنا. لن اضيع وقت القارئ في وصف الفيل فهو معروف جيداً ولا يعيش في هذه البلدان، وكان في كثير من الأحياء يؤتى به مروض، ولذلك فكما تجمع الكثير من الحيوانات في المعارض ( كحديقة الحيوان ) يمكن ان يتم تجميعهم، حتى ان عامة الناس شاهدت هذه الحيوانات العملاقة مطيعة مروضة ومتعقلة الطبع غير هائجة .

اما عن فرس النهر فغير معروف لدي الكثيرين، لكن عن طريق الوصف، فطبيعة هذا الحيوان لا تسمح له بأن يروض، كما ان طبيعته البرمائية لا تسمع له ان يعيش دائماً على ارض جافة.

فرس النهر يعيش في منطقة أنهار أفريقيا وبحيرات أثيوبيا، يتناول غذاؤه ليلاً بشكل عام، يتجول بعيد عن الماء بضعه اميال فقط، ويتغذي على الخضراوات وجذور الأشجار، ولا يأكل السمك أبداً
..... وعندما يغضب او يجرح يهاجم القوارب والأشخاص بشدة، هو يتحرك ببطء وبطريقة ثقيلة ويسبح بمهارة ويمشي بتأني وجزء رأسه العلوي يكون طافياً فوق الماء سالكاً طريقه، لكنه لا يمكنه ان يبقي وقت طويل تحت الماء دون ان يرتفع ليأخذ أنفاسه، ينام في الاماكن التي بها نباتات لها اعناق طويلة – كالقصب – وله صوت هائل ما بين صوت الثور والفيل، راسه كبيرة، وفمه واسع جدا، وجلده سميك ويكاد ان يخلو من الشعر ....... قال السيد جود Good معلقاً : كلا من الفيل وفرس النهر حيوانات هادئة بطبيعتها ولا تشتبك او تختلف في المرعي مع باقي الحيوانات المختلفة الا اذا اشتبكت معها، اما البهيموث فعلى العكس من ذلك فما قيل عنه فهو حيوان من فصيلة الحيوانات الرباعية الارجل المتمتعة بطبيعة شرسة وعدوانية ، وان لم يكن جشع فلن يشبه الرب طعامه بالفيضانات والجبال تقدم دفعاً، كما ان امتلاك ذيل ضخم وقوي مثل شجرة الأرز مقارنة بذيل قصير مع قدم طويلة كما هو الحال مع فرس النهر او ضعيفة ، نحيلة مثل ذيل الخنزير كما هو الحال مع الفيل.


ومذهب آدم كلارك في تفسير البهيموث هو حيوان الماموث المنقرض Mammoth
إذ قال أيضاً :

The mammoth, for size, will answer the description in this place, especially Job 40:19: He is the chief of the ways of God. That to which the part of a skeleton belonged which I examined, must have been, by computation, not less than twenty-five feet high, and sixty feet in length! The bones of one toe I measured, and found them three feet in length! One of the very smallest grinders of an animal of this extinct species, full of processes on the surface more than an inch in depth, which shows that the animal had lived on flesh, I have just now weighed, and found it, in its very dry state, four pounds eight ounces, avoirdupois: the same grinder of an elephant I have weighed also, and found it just two pounds. The mammoth, therefore, from this proportion, must have been as large as two elephants and a quarter. We may judge by this of its size: elephants are frequently ten and eleven feet high; this will make the mammoth at least twenty-five or twenty-six feet high; and as it appears to have been a many-toed animal, the springs which such a creature could make must have been almost increle: nothing by swiftness could have escaped its pursuit. God seems to have made it as the proof of his power; and had it been prolific, and not become extinct, it would have depopulated the earth. Creatures of this kind must have been living in the days of Job; the behemoth is referred to here, as if perfectly and commonly known.
[3]

الترجمة :

ومن حيث الحجم، فالماموث سوف يجيب على الوصف الموجود في النصوص وبالتحديد في ايوب 40 : 19 وهو اول اعمال الله . ذلك بانه قمت بدراسة جزء من هيكله العظمي فانه لن يقل طوله عن خمسة وعشرين قدماً، وعرضه ستون ..... ويكمل كلامه عن وصف حجم الماموث وكيف انه حجمه يوازي حجم فيلين، إذ قال We may judge by this of its size

اي : وقد قررنا ذلك نتيجة حجمه

والحقيقة ان ما فعله آدم كلارك هنا هو الآخر هو مجرد محاولة لإلصاق هذه المواصفات بالماموث برغم أنه لم يقدم أدلة قوية تثبت هذا بل أن كلامه في تفنيد كونه الفيل تفند زعمه ايضاً حينما قال أنه الماموث لمجرد انه كان كبير الحجم فقط .

ومهما كان الماموث كبيراً في الحجم وأكبر من الفيل العادي الموجود الآن، برغم أن حجمه الآن ضخم جدا أيضاً وليس حجمه بالضئيل كي يجعله مستبعد من تطبيق الكلام عليه لو كان بالحجم، إلا أنه يبقي فيل أيضاً؛ فهو من فصيلة الثديات الفيلية وله نفس خصائص وسمات الفيل العادي عدا إختلاف حجمه فقط وبعض الإختلافات الشكلية كطول الناب الأمامي والجمجمة ووجود بغض الأوبار والشعر المغطي لجسمه
فكلام آدم كلارك المذكور أعلاه والذي رددنا به على أنطونيوس فكري والذي فند فيه هو أن يكون المقصود بالكلام الفيل، يرد على كلارك نفسه ولا سيما أنه قد ذكر سبب جوهري جدا يمنع أن يكون المقصود بالكلام هو الفيل فقد قال :

even of the common people, have seen this tremendous, docile, and sagacious animal .


الترجمة :

حتى ان عامة الناس شاهدت هذه الحيوانات العملاقة مطيعة مروضة ومتعقلة الطبع غير هائجة .

فقد قال عنه أنه من ضمن الحيوانات التي يمكن السيطرة عليها وترويضعا وأنها سهلة الإنقياد وغير معروف عنها الطابع الصاخب والهائج مثل بعض الحيوانات.

وهو سبب مقنع جداً فالنصوص تصور البهيموث على أنه وحش كاسر لا يقهر، بل عبارة عن صورة متجسدة للرعب والقوة.

وقد فات على كلارك أمر مهم جداً ألا وهو ان الماموث لم يكن بمثل هذه الأوصاف بل كان البشر يتعاملون معه ويصطادوه،وليس مجرد سهل الانقياد فقط، فقد كان صيداً ثميناً لهم لتوفير الطعام ولإستخدام جلوده في بناء منازلهم وحاجاتهم :

the impact of hunting is believed to have been small during that period. On the other hand, human hunting may have been an important factor during the final stages of the mammoths’ existence in the late Pleistocene (20,000 to 10,000 years ago). Still, the impact may not have been large, given the enormous amount of meat coming from a 6 to 8 ton animal, which would have fed 400 people for several weeks. Also, preservation of meat was not an issue for humans living in the ice age, who had access to natural forms of refrigeration. Mammoths might therefore have played a role in human survival similar to today’s farm animals.
[4]

الترجمة :

ويعتقد ان تأثير الصيد لم يكن كبيراً في هذه الفترة، ومن ناحية أخرى فإن عمليات الصيد بواسطة البشر كانت عامل مهم جدا خلال الفترة الاخيرة لوجود الماموث الذي عاش في العصر الجليدي ( منذ 10000 الي 20000 سنة مضت ) وتبقي التاثيرات ليست بالكبيرة نظرا لانه كان يعطي كمية كبيرة جدا من اللحوم التي كانت تاتي من 6 : 8 حيوانات مجتمعين والتي من شأنها اطعام 400 شخص لعدة أسابيع، أيضاً فقد كان الحفاظ على هذه اللحوم لم يكن بالقضية الصعبة للبشر في العصر الجليدي فقد كانت الظروف الطبيعية تساعد على حفظها وتبريدها. ولذلك فقد لعب الماموث دور في بقاء البشرية.

وهذا الكلام منشور على موقع لجامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة أي أنه ليس كلامنا نحن

Sciencedaily كذلك ماء جاء في موقع

MacDonald, a professor of geography and of ecology and evolutionary biology, worked with UCLA IoES scientists Robert Wayne and Blaire Van Valkenburgh, UCLA geographer Konstantine Kremenetski, and researchers from UC Santa Cruz, the Russian Academy of Science and the University of Hawaii Manoa.
Their work shows that although hunting by people may have contributed to the demise of woolly mammoths, contact with humans isn't the only reason this furry branch of the Elephantidae family went extinct. By creating the most complete maps to date of all the changes happening thousands of years ago, the researchers showed that the extinction didn't line up with any single change but with the combination of several new pressures on woolly mammoths.
[6]

الترجمة :

وعلى الرغم من أن عمليات صيد الماموث من قبل البشر قد ساهمت في إنقراضه، الا ان ذلك لا يبقي السبب الوحيد لانقراض هذا الفرع من الافيال الوبرية، وبواسطة الخرائط التي رصدت التغييرات التي حدثت في الالاف السنين، فان العلماء اظهروا ان انقراض الماموث لم يكن نتيجة عامل واحد فقد، بل انه هناك عدة عوامل اخرى قد اثرت على الماموث في هذا.

وهو يتحدث أيضاً عن صيد البشر للماموث، بل الأنكي من ذلك هو أن عملية الصيد هذه كانت من ضمن عدة عوامل قد ساعدت على إنقراض الماموث.

فهل هذا مَضرِب المثل لكاتب سفر أيوب !!

بالتأكيد أنه ليس الماموث ولا الفيل ولا فرس البحر ..... وكذلك ليس هو الديناصور

فقد حاول بعضهم إلصاق هذه الأمور بالديناصور، وهذه هي ثالثة الأثافي بعد فرس النهر والماموث

فأي ديناصورات يتحدثون عنها علماً بأنها أصلاً انقرضت قبل وجود البشر على الأرض

Dinosaurs went extinct about 65 million years ago (at the end of the Cretaceous Period), after living on Earth for about 165 million years.
[6]

الترجمة :

انقرضت الديناصورات منذ حوالي 65 مليون سنة مضت ( في نهاية العصر الطباشيري ) بعد حياة استمرت على الارض لنحو 165 مليون سنة.

Sixty-five million years ago the last of the non-avian dinosaurs went extinct. So too did the giant mosasaurs and plesiosaurs in the seas and the pterosaurs in the skies. Plankton, the base of the ocean food chain, took a hard hit. Many families of brachiopods and sea sponges disappeared. The remaining hard-shelled ammonites vanished. Shark diversity shriveled. Most vegetation withered. In all, more than half of the world's species were obliterated.
[7]

الترجمة :

قبل 65 مليون سنة كان اخر انواع الديناصورت غير الطائرة كانت قد انقرضت، كذلك ايضا المساساصور العملاق mosasaur والبلصور في البحار كذلك التيروصرات ( نوع طائر منهم ).

فالجدير بالذكر أن اقدم نفس بشرية – وهي سيدنا آدم عليه السلام – بحسب معطيات التوراة كان موجود في الفترة تقريبا عام 3760 ق.م[8]

فهل الكلام بعد ذلك عن الديناصور يخرج عن شخص عاقل ؟

ومما يستحق أن يشار إليه أيضاً وهو أمر طريف جداً أن كاتب سفر أيوب لم يترك الفرصة، وأخذ يتغزل في الأعضاء الجنسية والتناسلية للبهيموث، فيقول كاتب سفر أيوب في الفقرة السابعة عشر من الأصحاح الأربعون بحسب نصها الماسوري :

يَخْفِضُ ذَنَبَهُ كَأَرْزَةٍ. عُرُوقُ فَخِذَيْهِ مَضْفُورَةٌ.
יחפץ זנבו כמו-ארז גידי פחדו ישרגו

الترجمة :

يميل ذيله كشجرة الأرز اعصاب فخذه ملفوفة

فكلمة ذيله أو ذنبه كما تظهر في بعض الترجمات العربية هي المعني المقابل للكلمة العبرية זנבו / ذنب، ووجود هذه الكلمة في النص عبارة عن تعبير مُخَفف أو ملطف أو كما يعرف كمصلح في كتب النقد بالـ Euphemism

ويتم ذلك عن طريق الناسخ حيث يستبدل كلمة ذات معنى خادش أو
صادم بكلمة أخف وقع تكون مخففة للمعنى وغير منفرة للقاريء.

وهي كما يشرحها بول ويجنر كالآتي :

A euphemism is the substitution of a milder term for a more unpleasant or offensive one, but sometimes changes were made simply to smooth out the grammar or help the text to sound better.
[9]

الترجمة :

الـ Euphemism او العبارات المُلطـِفة هي استبدال مصطلح أكثر لطفاً بمصطلح آخر غير جيد او مسيء، وفي بعض الأحيان تكون هذه التغييرات بهدف لتسهيل القواعد النحوية او لتحسين النص ليكون أفضل.

ويقول المفسر الشهير كوفمان تعليقاً على النص السابق :

The hippopotamus is a creature of mine, just like you, but really not made for your sake! It is only an animal that feeds on grass; but, unlike cattle, it will never be tamed by you. Its being of no benefit to you does not mean that it has no value for me. Just look at it, and marvel! Just notice, for example, (and this is the part that interests you human beings the most), how the hippo contrives to raise that extraordinary weight of his when the male is about to impregnate the female. What concentrated power there is in his underbelly ... and that sexual organ itself, thick and hard like a cedar-tree! No human being could ever construct anything like that. It is my masterpiece. And just look at those enormous teeth, like swords'!.
[10]

الترجمة:

وعضوه التناسلي، غليظ وقوي مثل شجرة الأرز.

ويضيف أيضاً تفسير أُكسفورد[11] :


الترجمة :

الكلمة " ذنب " أو ذيل عبارة عن لفظ مُلطِف للتعويض عن لفظة " عضو تناسلي " .

فلا أعلم ما هي هواية مؤلفين كتاب اليهود والنصارى المقدس في التعزل في الأعضاء التناسلية

فبعد أن تغزل مؤلف سفر حزقيال في أعضاء ذكورة المصريين وشبهها بمثيلتها الموجودة للحمير ومنيهم بمني الخيل ( حز 23 : 20 )، يأتي الآن ليتغزل في عضو حيوان البيهموث – الأسطوري – الذكري ويشبهه بشجرة الأرز !!!

آسف على التجاوز ولكنها نصوص ولغة العهد القديم .

ويقول عن اللوياثان طيلة الأصحاح الحادي والأربعون

«1 أَتَصْطَادُ لَوِيَاثَانَ بِشِصٍّ، أَوْ تَضْغَطُ لِسَانَهُ بِحَبْل؟ 2 أَتَضَعُ أَسَلَةً فِي خَطْمِهِ، أَمْ تَثْقُبُ فَكَّهُ بِخِزَامَةٍ؟ 3 أَيُكْثِرُ التَّضَرُّعَاتِ إِلَيْكَ، أَمْ يَتَكَلَّمُ مَعَكَ بِاللِّينِ؟ 4 هَلْ يَقْطَعُ مَعَكَ عَهْدًا فَتَتَّخِذَهُ عَبْدًا مُؤَبَّدًا؟ 5 أَتَلْعَبُ مَعَهُ كَالْعُصْفُورِ، أَوْ تَرْبِطُهُ لأَجْلِ فَتَيَاتِكَ؟ 6 هَلْ تَحْفِرُ جَمَاعَةُ الصَّيَّادِينَ لأَجْلِهِ حُفْرَةً، أَوْ يَقْسِمُونَهُ بَيْنَ الْكَنْعَانِيِّينَ؟ 7 أَتَمْلأُ جِلْدَهُ حِرَابًا وَرَأْسَهُ بِإِلاَلِ السَّمَكِ؟ 8 ضَعْ يَدَكَ عَلَيْهِ. لاَ تَعُدْ تَذْكُرُ الْقِتَالَ! 9 هُوَذَا الرَّجَاءُ بِهِ كَاذِبٌ. أَلاَ يُكَبُّ أَيْضًا بِرُؤْيَتِهِ؟ 10 لَيْسَ مِنْ شُجَاعٍ يُوقِظُهُ، فَمَنْ يَقِفُ إِذًا بِوَجْهِي؟ 11 مَنْ تَقَدَّمَنِي فَأُوفِيَهُ؟ مَا تَحْتَ كُلِّ السَّمَاوَاتِ هُوَ لِي 12 لاَ أَسْكُتُ عَنْ أَعْضَائِهِ، وَخَبَرِ قُوَّتِهِ وَبَهْجَةِ عُدَّتِهِ. 13 مَنْ يَكْشِفُ وَجْهَ لِبْسِهِ، وَمَنْ يَدْنُو مِنْ مَثْنَى لَجَمَتِهِ؟ 14 مَنْ يَفْتَحُ مِصْرَاعَيْ فَمِهِ؟ دَائِرَةُ أَسْنَانِهِ مُرْعِبَةٌ. 15 فَخْرُهُ مَجَانُّ مَانِعَةٌ مُحَكَّمَةٌ مَضْغُوطَةٌ بِخَاتِمٍ. 16 الْوَاحِدُ يَمَسُّ الآخَرَ، فَالرِّيحُ لاَ تَدْخُلُ بَيْنَهَا. 17 كُلٌّ مِنْهَا مُلْتَصِقٌ بِصَاحِبِهِ، مُتَلَكِّدَةً لاَ تَنْفَصِلُ. 18 عِطَاسُهُ يَبْعَثُ نُورًا، وَعَيْنَاهُ كَهُدُبِ الصُّبْحِ. 19 مِنْ فَمِهِ تَخْرُجُ مَصَابِيحُ. شَرَارُ نَارٍ تَتَطَايَرُ مِنْهُ. 20 مِنْ مِنْخَرَيْهِ يَخْرُجُ دُخَانٌ كَأَنَّهُ مِنْ قِدْرٍ مَنْفُوخٍ أَوْ مِنْ مِرْجَل. 21 نَفَسُهُ يُشْعِلُ جَمْرًا، وَلَهِيبٌ يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ. 22 فِي عُنُقِهِ تَبِيتُ الْقُوَّةُ، وَأَمَامَهُ يَدُوسُ الْهَوْلُ. 23 مَطَاوِي لَحْمِهِ مُتَلاَصِقَةٌ مَسْبُوكَةٌ عَلَيْهِ لاَ تَتَحَرَّكُ. 24 قَلْبُهُ صُلْبٌ كَالْحَجَرِ، وَقَاسٍ كَالرَّحَى. 25 عِنْدَ نُهُوضِهِ تَفْزَعُ الأَقْوِيَاءُ. مِنَ الْمَخَاوِفِ يَتِيهُونَ. 26 سَيْفُ الَّذِي يَلْحَقُهُ لاَ يَقُومُ، وَلاَ رُمْحٌ وَلاَ مِزْرَاقٌ وَلاَ دِرْعٌ. 27 يَحْسِبُ الْحَدِيدَ كَالتِّبْنِ، وَالنُّحَاسَ كَالْعُودِ النَّخِرِ. 28 لاَ يَسْتَفِزُّهُ نُبْلُ الْقَوْسِ. حِجَارَةُ الْمِقْلاَعِ تَرْجعُ عَنْهُ كَالْقَشِّ. 29 يَحْسِبُ الْمِقْمَعَةَ كَقَشٍّ، وَيَضْحَكُ عَلَى اهْتِزَازِ الرُّمْحِ. 30 تَحْتَهُ قُطَعُ خَزَفٍ حَادَّةٌ. يُمَدِّدُ نَوْرَجًا عَلَى الطِّينِ. 31 يَجْعَلُ الْعُمْقَ يَغْلِي كَالْقِدْرِ، وَيَجْعَلُ الْبَحْرَ كَقِدْرِ عِطَارَةٍ. 32 يُضِيءُ السَّبِيلُ وَرَاءَهُ فَيُحْسَبُ اللُّجُّ أَشْيَبَ. 33 لَيْسَ لَهُ فِي الأَرْضِ نَظِيرٌ. صُنِعَ لِعَدَمِ الْخَوْفِ. 34 يُشْرِفُ عَلَى كُلِّ مُتَعَال. هُوَ مَلِكٌ عَلَى كُلِّ بَنِي الْكِبْرِيَاءِ».


المزمور المائة وأربعة:

26 هُنَاكَ تَجْرِي السُّفُنُ. لِوِيَاثَانُ هذَا خَلَقْتَهُ لِيَلْعَبَ فِيهِ

السفر المنسوب لأشعياء الأصحاح السابع والعشرون:

1 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يُعَاقِبُ الرَّبُّ بِسَيْفِهِ الْقَاسِي الْعَظِيمِ الشَّدِيدِ لَوِيَاثَانَ، الْحَيَّةَ الْهَارِبَةَ. لَوِيَاثَانَ الْحَيَّةَ الْمُتَحَوِّيَةَ، وَيَقْتُلُ التِّنِّينَ الَّذِي فِي الْبَحْر

يقول تفسير Pulpit

The best modern critics regard it as applied sometimes to a python or large serpent, sometimes to a cetacean, a whale or grampus, and sometimes, as hero, to the crocodile. This last application is now almost universally accepted.
[12]

افضل تفسير للنقاد حديثاً اعتبار ان النصوص تشير الى ثعبان البايثون او الأفاعي الكبيرة أو الحيتان او حوت جرامبوس، وفي بعض الأحيان التمساح، وهذه الاخيرة الان هي الاكثر قبولاً.

ويقول فريدريك ماير :

The last paragraph described the hippopotamus; the whole of this chapter is devoted to the crocodile.
[13]

الترجمة :

المقطوعة الأخيرة تشير الى فرس النهر، وهذا الأصحاح مخصص كله للتمساح.

The leviathan has generally been identified with the crocodile.
[14]

الترجمة :

اللوياثان يتم تعريفه عموماً على انه التمساح.

والحديث عن كونه تمساح لا يحتاج أي مجهود كي يلفظه عاقل هو الآخر

فلماذا يصور استحالة اصطياده برمح

1 أَتَصْطَادُ لَوِيَاثَانَ بِشِصٍّ، أَوْ تَضْغَطُ لِسَانَهُ بِحَبْل

فأي تمساح هذا الذي إذا عطس أخرج نوراً؟!!!

18 عِطَاسُهُ يَبْعَثُ نُورًا، وَعَيْنَاهُ كَهُدُبِ الصُّبْحِ.

وأي تمساح هذا الذي يخرج من فمه جمراً ولهب وشرارات ومن أنفه دخان ؟!!!

19 مِنْ فَمِهِ تَخْرُجُ مَصَابِيحُ. شَرَارُ نَارٍ تَتَطَايَرُ مِنْهُ. 20 مِنْ مِنْخَرَيْهِ يَخْرُجُ دُخَانٌ كَأَنَّهُ مِنْ قِدْرٍ مَنْفُوخٍ أَوْ مِنْ مِرْجَل. 21 نَفَسُهُ يُشْعِلُ جَمْرًا، وَلَهِيبٌ يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ.

فالنص يصور الوياثان بالوحش المرعب الذي لا يقهر

فيقول في اي 41 : 1 – 7 :

أَتَصْطَادُ لَوِيَاثَانَ بِشِصٍّ، أَوْ تَضْغَطُ لِسَانَهُ بِحَبْل؟

أَتَمْلأُ جِلْدَهُ حِرَابًا وَرَأْسَهُ بِإِلاَلِ السَّمَكِ؟

وبالفعل تصطاد التماسيح بالـ " شص " والحراب الذي تحدث عنه مؤلفي السفر المنسوب لأيوب





فما ورد من أوصاف في النص لا تنطبق على التمساح أبداً وأجد أن من العبث وإضاعة وقت القاريء في المقارنة بين التمساح وبين ما هو منسوب من قدرات لهذا اللوياثان الأسطوري

فلو كان اللوياثان المرعب هذا هو التمساح .... فهل هذا هو الذي يخيفنا به مؤلفين العهد القديم ؟





_________________________________



[1] http://st-takla.org/pub_Bible-Interp...hapter-40.html


[2] Clarke, A. (1999). Clarke's Commentary: Job (electronic ed.). Logos Library System; Clarke's Commentaries (Job 40:15). Albany, OR: Ages Software.


[3] Ibid


[4] http://mammoth.psu.edu/society.html


[5] http://www.sciencedaily.com/releases...0612144809.htm


[6] http://pubs.usgs.gov/gip/dinosaurs/extinct.html


[7] http://science.nationalgeographic.co...ur-extinction/


[8] http://www.akhlah.com/jewish-traditions/timeline/


[9] Wegner, P. D. (2006). A student's guide to textual criticism of the Bible : Its history, methods & results (53). Downers Grove, Ill.: InterVarsity Press.


[10] Coffman, James .: Commentaries on the Bible. The Book Of Job, Updated Edition.


[11] John Barton, John Muddiman.: The Oxford Bible Commentary. Oxford University Press


[12] The Pulpit Commentary: Job. 2004 (H. D. M. Spence-Jones, Ed.)(272). Bellingham.


[13] Frederick Brotherton Meyer: 'Throught the Bible' Commentary. The Book Of Job.


[14] Arno C. Gaebelein: The Annotated Bible, The Book of Job. Chap 41.