داعي البشارة
عضو مشارك


تاريخ التسجيل: Nov 2010

المشاركات: 105



المخالفات: 0/1 (2)



كيرلس، تحية طيبة، وبعد:

عندما يجمع الآباء والنقاد على صحة نسبة النص للقديس متى، حينئذ نتلمس اللطائف البلاغية، والموهبة الروائية لاستعمال ضمير الغائب.

بيد أنَّ الأمر ليس كما تشتهي؛ فالشك في النسبة قائم، والاقتباس من إنجيل مرقس شبه مجمع عليه، والنص العبري_ وهو الأصل _مفقود، والمترجم الأول مجهول، وقد قيل عنه: حاطب ليل، ما كان يميز بين الرطب واليابس!

على أن الإنجيل من داخله يفتقد التصريح أو التلميح لنسبته إلى متى البشير، ولم يذكر له شأنا بيِّنا بخلاف المفترض كما ظهر لبولس شأن، وذكر في موضعين: لما دعاه يسوع_ وهو محل بحثنا _، ولما ذكر تلاميذ يسوع، وقد ذكر خلال التلاميذ، مما يزيد الريبة ريبة، والموقف تأزما: (وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هذِهِ: اَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي، وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. فِيلُبُّسُ، وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا، وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ).

فقد أشار إلى أن سمعان له اسم آخر، وأن له أخا. وذكر الصلة بين يعقوب ويوحنا، وذكر لقب لباوس، وذكر خيانة يهوذا. أليس الأولى أن يشير لنفسه، كأن يذكر اسمه في الأول أو الآخر، ويقول: متى العشار الذي هو أنا؟!