7 ـ ملا محسن المعروف بالفيض الكاشاني المتوفى( 1091هـ) : بعد نقل جمع من الروايات التي يشمّ منها التحريف يقول:

( ويرد على هذا كلّه إشكال وهو أنّه على هذا التقدير لم يبقَ لنا اعتماد على شيء من القرآن إذ على هذا يحتمل في كل آية منه أن يكون محرّفاً ومغيّرا، ويكون على خلاف ما أنزل الله، فلم تبق لنا في القرآن حجّة أصلاً فتنتفي فائدته وفائدة الأمر بإتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك، وأيضا قال الله تعالى ( لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِه ِ) ، وقال: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ). فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير!! وأيضاً قد استفاض عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والأئمة (عليهم السلام) حديث عَرْض الخبر المروي على الكتاب؛ لتُعلم صحته بموافقته له، وفساده بمخالفته. فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرّفاّ فما فائدة العَرْض، مع أنّ خبر التّحريف مُخالف لكتاب الله مُكَذِّب له فيجب ردّه والحُكم بفساده أو تأويله) (1).


ويقول أيضاً في إثبات عدم التحريف في سائر كتبه (2) : ( هذا صريح قول الفيض في عدم التحريف، بعد نقله بعض روايات التحريف، وإنّك ترى انّه يحكم بمخالفتها للكتاب ولزوم الحكم بفسادها عند المخالفة، ولكن بعض المنحرفين الذين يسعون في الأرض فساداً ينسبون القول بالتحريف إلى الفيض لنقله بعض الروايات ، ولكن لم يذكر حكمه عليها ؛ ليشوّش الأذهان حول الإمامية، وهو يؤكد على نسبة القول بالتحريف بالنسبة إلى الفيض في صفحات من كتابه (3) ( إن هذا إلاّ ضَلال مبين).


8 ـ محمد بهاء الدين العاملي المعروف بالشيخ البهائي المتوفى سنة 1030هـ يقول:

(... والصحيح أن القرآن العظيم محفوظ من ذلك زيادة كان أو نقصانا، ويدلّ عليه قوله تعالى ـ َ(إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ـ وما اشتهر بين الناس من إسقاط اسم أمير المؤمنين في بعض المواضع، مثل قوله: (يا أيّها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك في علي) وغير ذلك فهو غير معتبر عند العلماء (4).


9 ـ الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي: صاحب الكتاب القيّم وسائل الشيعة (المتوفى 1104هـ). يقول في رسالة في إثبات عدم التحريف ( بالفارسي) ما تعريبه:
(ومن له تَتَبّع في التاريخ والأخبار والآثار يعلم علماً يقينا بأنّ القرآن ثبت بغاية التواتر وبنقل آلاف من الصحابة، وأنّ القرآن كان مجموعا مؤلفاً في عهد رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) (5).


هذا صريح قول الشيخ الحر العاملي، احد أعلام الشيعة ومحدثيهم، أثبته في رسالة له في إثبات عدم نقص القرآن، ولكنك ترى أنّ بعض الكذابين ينسبون إليه القول بالتحريف (6).


10 ـ العالم المحقق زين الدين البياضي، صاحب كتاب (الصراط المستقيم)، يقول ـ في تفسير قوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ـ: ( أي إنّا لحافظون له من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان) (7).


*************


(1) تفسير الصافي: ج1 ص51.



(2) راجع الوافي: ج5 ص274، وعلم اليقين: ص130 ، نقلا عن البيان: ص219.



(3) الشيعة والسنة، إحسان الّهي ظهير: ص92 و133 و136.


(4) راجع تفسير آلاء الرحمن: ص26.



(5) إظهار الحق، رحمة الله الهندي: ج2 ص129 ، وراجع كتاب أفسانه تحريف: ص239 ( فارسي ).



(6) السنة والشيعة: ص93.



(7) إظهار الحق: ج2 ص130.


************************


تــــــــــــابع