الان نستعرض ماهي المشكله بخصوص الحديث هناك اكثر من مشكله واحده

المشكله الاولى ان الكون لم يخلق في سته ايام من ايام الاسبوع ) فكما يوضح الحديث فان السته ايام هي ايام الاسبوع سبت - احد - الاثنين)

المشكله الثانيه يقول الحديث ان التربه خلقت قبل خلق كل شيء اخر اطلاقا بينما التربه حاليا تتكون اغلبها من بقايا كائن حيه سابقه وقطع صخور صغيره جدا

المشكله الثالثه ان الحديث يقول ان التربه خلقت قبل النور وهذا خطاء النور موجود في هذا الكون منذ ضهور اول نجم وكان هذا قبل مده طويله جدا جدا جدا اكثر من 12 مليار سنه وبكل تاكيد تواجدت النجوم قبل التربه بكثير


المشكله الرابعه وهي التي سوف اركز عليها هنا ونناقشها هي قول الحديث انه خلقت الاشجار يوم الاثنين والنور يوم الاربعاء ؟ وهذا خطاء شديد ( سوف تسالني يا ملحد لماذا سوف تناقش نقطه واحده فقط من هذه الاخطاء بينما ذكرت الاخطاء كلها ؟؟؟ سوف نتناقش بنقطه واحده فقط لتجنب تشتت الحوار وذكرت بقيه الاخطاء حتى لا يقال ان الحديث يحتوي خطاء واحد او اني لم انتبه لبقيه الاخطاء
)




كل هذه المشاكل هي مشاكل في فهمك، خاصة أنها لا تعبر إلا عن عدم إلمامك لآيات وأحاديث بدء الخلق ونشأة الكون، ويجب أن تعلم أنه لا توجد شبهة ولا مطعن إلا وعندنا رد يقلعها من جذورها بفضل الله تعالى ... وجيد أنك تعي أن ذكر أكثر من نقطة واحدة في الموضوع هو تشتيت للحوار ... وأبدأ بالرد على الشبهة الرابعة التي اخترتها موضوعا للنقاش في هذه النقطة، فأقول بحول الملك الوهاب :

الجواب يكمن بين آيتين شريفتين من كتاب الله عز وجل، إن استوعبتهما فلن تجد أي مشكل في الحديث إن شاء الله تعالى:

الآية الأولى: (تقدير الأقوات):
    : (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9)وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10)ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 9 – 12]

وأما تقدير الأقوات المذكور في هذه الآية فهو توفير جميع الشروط اللازمة والأسباب المناسبة لظهور الحياة على سطح الأرض وما يصلح لمعايش أهلها.


قال القرطبي: "قال عكرمة والضحاك: معنى: (قَدَّرَ فِيها أَقْواتَها) [فصلت : 10] أي أرزاق أهلها وما يصلح لمعايشهم من التجارات والأشجار والمنافع في كل بلدة ما لم يجعله في الأخرى ليعيش بعضهم من بعض بالتجارة والأسفار من بلد إلى بلد" ["تفسيره" (15/342 - 343)].

وتقدير الأقوات كما ذكرت الآية كان في أربعة أيام، أي منذ اليوم الأول (السبت) وحتى اليوم الرابع (الثلاثاء) ، وذكر الحديث أن خلق الأشجار كان في اليوم الثالث منها (أي يوم الإثنين).


ولا تلازم بين بدء الخلق وبين بدء الحياة في المخلوق، فالخلق يعني إيجاد الشيء من العدم، بصرف النظر عن كون هذه الأشياء حية فعلا أو جمادا، فالخلق لا يعني بالضرورة بدء الحياة كما أسلفنا.


وأقرب تشبيه للأشجار في هذه المرحلة هو تشبيهها بالبذرة التي تظل في حالة موات، حتى إذا وضعت في تربة صالحة، وسقيت بالماء، تشققت قشرتها وأنبتت، كذلك يخرج الله الحي من الميت.


الآية الثانية: (دحو الأرض):
    : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا) [النازعات: 27 – 31]

و    : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّىٰ) [طه: 53]


الخلق غير الدحو , بمعنى أن الله سبحانه وتعالى خلق الأرض أولاً، ولم يدحها , ثم استوي إلى السماء فخلقها، وسواها, ثم بعد ذلك دحا الأرض. فيكون سبحانه خلق الأرض في يومين كما أخبر في سورة فصلت, لكنه خلقها في يومين من غير دحو, ثم بعد ذلك استوي إلى السماء فخلقها وسواها كما أخبر, ثم دحا الأرض بعد ذلك.

ففي هذه المرحلة، هطلت الأمطار الغزيرة على الأرض وتفجرت العيون والينابيع من الأرض، وجرت الأنهار، فأخرجت النباتات بجميع أصنافها من فاكهة وخضروات وكلأ وأعشاب وثمار وغيرها.

وتوقيت دحو الأرض أنه كان في يوم الخميس، لأن السماء خلقت في يومين (يومي الأربعاء والخميس)، ودحو الأرض كان في ذات اليوم بعد خلق السماء، وقبل بث الدواب الذي كان في اليوم نفسه أيضا (وفقا لحديث التربة).

الخلاصة: فتكون الأشجار والنباتات قد خلقت وقدرت في باطن الأرض في يوم الاثنين، وخلق النور يوم الأربعاء، ودحو الأرض وظهور النباتات عليها كان في يوم الخميس، وبذلك يزول الإشكال. ولله الحمد.

============================

بعد الإجابة على إشكالك، سأرد فقط على هذا الجزء من كلامك لتعلقه بالموضوع، أما الباقي فليس له علاقة بالموضوع:

بينما الاشجار حديثه للغاية مقارنه بل النور حيث تواجدت اول اثار للاشجار في العصر الكربوني قبل 358 مليون عام من هذه الحضه
أولا: عدم العلم بالدليل ليس علماً بالعدم:
الأصل أن عدم العلم بالدليل ليس علماً بالعدم، وعدم الوجدان ليس نفياً للوجود، فكما أن الإثبات يحتاج إلى دليل, فكذلك النفي يحتاج إلى دليل، وإلا فما لم يعلم وجوده بدليل معين، قد يكون معلوماً بأدلة أخرى، فمثلاً: عدم الدليل العقلي على وجود أمر ما، لا يعني عدم وجوده، لأنه قد يكون ثابتاً بالدليل السمعي، أو غيره.

فأنت هنا أثبت وجود الشجر قبل 358 مليون سنة، ولم تنفي وجودها قبل هذه الفترة، لأنك لا تملك دليل نفي أصلا.

ومازالت الاكتشافات الأثرية والحفريات تكتشف حتى يومنا هذا ... ولم يتوقف العلم لحظة عند حد معين.


ثانيا: حسب الأزمنة الجيولوجية، فأن هذا العصر هو العصر الديفوني Devonian period ، الذي جاء بعد السيلوري منذ 415 مليون سنة واستمر حتى 358 مليون سنة.

ثالثا: هذا العصر ظهرت فيه الأشجار الكبيرة ذات السيقان الصلبة، وإذا قلنا أن الشجر لغة يشمل أيضا كل نبات غير قائم على سيقان صلبة (مثل اليقطين)، كما في قوله تعالى: (وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطين) [الصافات: 146]، [انظر: "المعجم الوسيط" (1/473)]، فستجد أن ظهور الأشجار على الأرض كان أقدم من ذلك أيضا.


انتهى الرد ...