[COLOR="Black"]
[SIZE="4"]
أولا توضيح معنى الآيات من شيخ المفسرين الطبري وشيخ المحققين ابن كثير رحمة الله على جميع علمائنا .

{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ ٱللاَّتِيۤ آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاَتِكَ ٱللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَٱمْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ ٱلنَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِيۤ أَزْوَاجِهِـمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }

الطبري :
يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: { يا أيُّها النَّبِـيُّ إنَّا أحْلَلْنا لَكَ أزْوَاجَكَ اللاَّتـي آتَـيْتَ أُجُورَهُنَّ } يعنـي: اللاتـي تزوّجتهنّ بصداق مسمى .
أي كل امرأة آتاها مهراً، فقد أحلها الله له .
قلت : وهذا تكريم المرأة أن تزوج بمهر وصداق .
وقوله: { وَامْرأَةً مُؤْمِنَةً إنْ وَهَبَتْ نَفْسَها للنَّبِـيّ } يقول: وأحللنا له امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبـي بغير صداق .
وقوله { إنْ أرَادَ النَّبِـيُّ أنْ يَسْتَنْكِحَها } يقول: إن أراد أن ينكحها، فحلال له أن ينكحها إذا وهبت نفسها له بغير مهر { خالِصَةً لَكَ } يقول: لا يحلّ لأحد من أمَّتك أن يقرب امرأة وهبت نفسها له، وإنـما ذلك لك يا مـحمد خالصة أخـلصت لك من دون سائر أمتك .
وروى عن مجاهد : قوله: { وَامْرأةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها للنَّبِـيّ } بغير صداق، فلـم يكن يفعل ذلك، وأحلّ له خاصة من دون الـمؤمنـين .

ابن كثير :
يقول تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه قد أحل له من النساء أزواجه اللاتي أعطاهن مهورهن، وهي الأجور ههنا، كما قاله مجاهد وغير واحد.
أي: ويحل لك أيها النبي المرأة المؤمنة إن وهبت نفسها لك أن تتزوجها بغير مهر، إن شئت ذلك.

اذا فالله تبارك وتعالى يخاطب نبيه في نسائه اللاتي تزوجهن أنهن في حل لتزوجه إياهن بمهور
وهذا ثابت ومن كرم النبي لأزواجه وتكريمه للنساء أنه لم يتزوج من النساء إلا بمهر
وكذلك أمر المسلمين فلا يتزوج أحد إلا بمهر وصداق وهذا فرض واجب وفيه صيانة للمرأة وتكريم كما قلت .

وأما الواهبات أنفسهن له فإن قبل فحلال له أن يتزوجهن بغير مهر و صداق ..

سؤال : هل ذلك للجميع كما تفضلتي أي واحدة ماشية في الشارع وقالت لأي راجل وهبتك نفسي يتزوجها بغير مهر ؟
نقول لا بالطبع لسببين :
1- أن الآية صرحت أن ذلك خاص بالنبي عليه السلام وحده دون غيره من المؤمنين .
2- أن تكريم المرأة الذي حض عليه الشرع يقتضي تزويج المرأة بشيئين لا يتم إلا بهما :
أولا : المهر كما تقدم ودليله :
ما رواه أحمدوالبخاري :
عن سهل بن سعد الساعدي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءته امرأة فقالت: يا رسول الله إني قد وهبت نفسي لك، فقامت قياماً طويلاً، فقام رجل فقال: يا رسول الله زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هل عندك من شيء تصدقها إياه؟ " فقال: ما عندي إلا إزاري هذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أعطيتها إزارك، جلست لا إزار لك، فالتمس شيئاً " فقال: لا أجد شيئاً، فقال: " التمس، ولو خاتماً من حديد " فالتمس فلم يجد شيئاً، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " هل معك من القرآن شيء؟ " قال: نعم سورة كذا، وسورة كذا ــــ لسور يسميها ــــ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " زوجتكها بما معك من القرآن " .

ثانيا :     في نفس الآية : قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِيۤ أَزْوَاجِهِـمْ
قال الطبري :
وقوله: { قَدْ عَلِـمْنا ما فَرَضْنا عَلَـيْهِمْ فِـي أزْوَاجِهِمْ } يقول تعالـى ذكره: قد علـمنا ما فرضنا علـى الـمؤمنـين فـي أزواجهم إذا أرادوا نكاحهنّ مـما لـم نفرضه علـيك، وما خصصناهم به من الـحكم فـي ذلك دونك، وهو أنا فرضنا علـيهم أنه لا يحلّ لهم عقد نكاح علـى حرّة مسلـمة إلا بولـيّ عَصَبة وشهود عدول.

ففي ذلك براهان على نسف ما قلتيه من اعتراضك الأول .

مسألة 1 :
لم يجعل الله تبارك وتعالى حرج على رسوله في أن يقبل المرأة إن وهبت نفسها له
لكن هل تزوج الرسول عليه الصلاة والسلام بهذه الطريقة ؟

الجواب لا
لم يثبت من حديث صحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام تزوج من المهيبات أنفسهن
ولم يكن لديه ممن وهبت أنفسهن .
الدليل :
روى الطبري عن ابن عبـاس، قال: لـم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها .
وقال بن كثير :
وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا محمد بن منصور الجعفي، حدثنا يونس بن بكير عن عنبسة بن الأزهر عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: لم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له. ووراه ابن جرير عن أبي كريب عن يونس بن بكير، أي: أنه لم يقبل واحدة ممن وهبت نفسها له وإن كان ذلك مباحاً له ومخصوصاً به؛ لأنه مردود إلى مشيئته؛ كما قال الله تعالى: { إِنْ أَرَادَ ٱلنَّبِىُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا } أي: إن اختار ذلك.

مسألة 2 :
ثبت أنه صلى الله عليه وسلم لم يتزوج ارأة وهبت نفسها فلماذا أحل الله ذلك له ؟
نقول هو إكرام الله عز وجل لنبيه ولن أزيد على ذلك ...
وما الضير من ذلك وقد ثبت كما قلت سابقا أن سليمان الذي تقولون أن قلبه أمالته النساء تزوج
سبع مائة وثلاث مائة من السراري يعني ألف ( يا أصحاب العقول ) ويقول القائل قد عاقبه الله ولم يكن قلبه كقلب أبيه الذي كان قلبه لله .
وكا أبيه متزوج بـ 69 إمرأة كما قال أخي خالد بن الوليد ( يعني خلصوا على نساء بني اسرائيل يا أصحاب العقول ) .

قال الله عز وجل :
{ تُرْجِي مَن تَشَآءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِيۤ إِلَيْكَ مَن تَشَآءُ وَمَنِ ٱبْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلاَ يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَآ آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قلُوبِكُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً }

قال الطبري:
عن ابن عبـاس، قوله: { تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ } يقول: تؤخر.
و عن قتادة، قوله: { تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إلَـيْكَ مَنْ تَشاءُ } قال: فجعله الله فـي حلّ من ذلك أن يدع من يشاء منهنّ، ويأتـي من يشاء منهنّ بغير قسم، وكان نبـيّ الله يقسم.
قلت : فكما ثبت من الآية السابقة أنها منزلة على أزواجه فعلا له أن يصيبها أو يدعها ويصيب غيرها أيضا من أزواجه بغير قسم وأيضا على الواهبات إذا قبلها .
فذهب أغلب المفسرين إلى أن تأويل الآية هو رفع الحرج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسألة التقسيم بين نساءه .
قال ابن كثير :
وقال آخرون: بل المراد بقوله: { تُرْجِى مَن تَشَآءُ مِنْهُنَّ } الآية، أي: من أزواجك، لا حرج عليك أن تترك القسم لهن، فتقدم من شئت، وتؤخر من شئت، وتجامع من شئت، وتترك من شئت، هكذا يروى عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة وأبي رزين وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم .

وذلك دليل على أن القسمة بين أزواجه لم تكن واجبة على رسول الله عليه السلام وليس الغرض كما يوحي الشياطين
لأوليائهم أنها تعني أن الأمر مفتوح على مسراعيه أن ينكح الرسول من يشاء ويتركه وينكح غيره
وينكح ويترك طبعا لا لأن الأمر كما قلت هو إكرام رب العالمين لنبيه مع الحفاظ على تكريم المرأة .

مسألة :
هل ترك رسول الله القسمة بين أزواجه وهو مباح له ؟
الإجابة لا ...
هذا هوالرسول النبيل الكريم الذي أعطى لكل ذي حق حقه الذي قال لعائشة يوما عندما ظنت ذلك
" قال : أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ؟ " رواه مسلم .
قل ابن كثير :
ومع هذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لهن .
عادل نبيل وكريم صلى الله على نبي ورسولي محمد وسلم تسليما كثيرا .

وقال ابن كثير :
{ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلاَ يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَآ ءَاتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ } أي: إذا علمن أن الله قد وضع عنك الحرج في القسم، فإن شئت قسمت، وإن شئت لم تقسم، لا جناح عليك في أي ذلك فعلت، ثم مع هذا إن تقسم لهن اختياراً منك، لا أنه على سبيل الوجوب، فرحن بذلك، واستبشرن به، وحملن جميلك في ذلك، واعترفن بمنتك عليهن في قسمتك لهن، وتسويتك بينهن، وإنصافك لهن، وعدلك فيهن.

صلى الله على نبي ورسولي محمد وسلم تسليما كثيرا .

أي عاقل ممكن يتكلم عن هذا النبيل الكريم الرسول أشرف الخلق وأحسنهم خُلقا وخَلقا .
وهل أهوال الزواج وزنا المحارم وخلط الأنساب في كتبكم خير نزلا أم هذا النبيل الكريم .
صلى الله على نبي ورسولي محمد وسلم تسليما كثيرا .


    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كويتيه وافتخر
[font=times new roman]
او يقصد حتى التلميح لهذا الست معى ان الموضوع صعب شويه على الانسان العادى


طبعا لست معك أن الموضوع عادي لأنني كما قلت سابقا أن أهل الديانات السماوية وبالأخص
اليهود والنصارى آخر من يتكلم عن مسائل تعدد زواج النبي عليه الصلاة والسلام لما في كتبهم من أهوال .
وإن كنت أرى أن شبهة أهل الكتاب يجب أن تكون لماذا لم يحقق الرسول عليه الصلاة والسلام رقما قياسيا في الزواج
حتى يكون مثل أنبياء بني اسرائيل أما أنهم يتكلموا في العدد الذي ليس شيئا بالنسبة لما في كتبهم
فهذا هو الضلال البعيد ..
وكما يقال : ينظرون للقشة في أعين الناس ويتركون الخشبة التي في أعينهم .

وبالنسبه الى ان الكتب بش عندى تحب اصورهالك وارفعلك الصور على المنتدى تشوفها
ياريت لو كنت من الصادقين أنا منتظر ذلك فعلا ...

انت لو تعرف انا بنت مين بش حتصدق نفسك والدى عندة مكتبه اشك انه يوجد مثلها عند حضرتك مع احترامى ليك طبعا انا لااقصد التقليل من شائنك ولكن للاناره فقط


ربنا يخليللك والدك ولا أدري ما الذي يحملني على عدم التصديق إلا اذا كنت ابنت الشيخ جابر الصباح
ممكن ساعتها أنني لا أصدقك وربنا يخليلكوا المكتبة .
والعبرة ليست بالكثرة العبرة بما يستفاد من المكتبة وإلا فما قيمتها .

وغير كده انا بطرح القضيه واسمع تعليقك واقرأة وبرد على كلامك ايه الغريب واللى بش عاجب سيادتك انا بش فاهمه!!
أنا عايز أحس إنك فاهمة فعلا وبتناقشي في اللي أنا برد عليه وتناقشيني في الأدلة
وحس كدة إنك باحثة طالبة للحق .

أتمنى أن تكون مداخلتك القادمة في نفس الموضوع ولو تودين الأنتقال أخبريني أن النقطة الفائتة انتهت
وننتقل لغيرها ليس عندي أي مشكلة مطلقا .
بالإضافة إلى إني أرجوا أن يكون ردك في رسالة واحدة مجمعة ومحددة المعالم
حتى يكون حوارا حقيقيا ونقاشا موضوعيا وليس شخابيط ولخابيط !!!

أتمنى أن تستجيبي لرجائي
مع خالص احترامي