يقول صاحب الرد (( ابن تيمية لما قريت كلامه الفظيع فى نقد المسيحية تأكدت انه مفتحش كتاب مسيحى واحد محترم قراه فى حياته ))

أولاً : لم يخبرنا صاحب الرد ما هي معايير الكتب المحترمة عنده و بناءً على أي أساس يتم تصنيف الكتب المحترمة ؟؟؟

ثانياً : المواضيع الموجودة في المقال مقتبسة من كتاب الجواب الصحيح و الذي كان السبب في تأليفه ورود كتاب نصراني من قبرص يعبتر عمدة النصارى في الرد على المسلمين بذلك الزمان و قبل ذلك الزمان فابن تيمية رحمه الله تعالى رد على الكتاب الذي يعتبر عمدة القوم و فيه خلاصة أقوال علماء ملتهم .

يقول ابن تيمية عن سبب تأليف الكتاب

(( وكان من أسباب نصر الدين وظهوره، أن كتابا ورد من قبرص فيه الاحتجاج لدين النصارى، بما يحتج به علماء دينهم وفضلاء ملتهم، قديما، وحديثا من الحجج السمعية، والعقلية، فاقتضى ذلك أن نذكر من الجواب ما يحصل به فصل الخطاب، وبيان الخطإ من الصواب؛ لينتفع بذلك أولو الألباب، ويظهر ما بعث الله به رسله من الميزان، والكتاب.
وأنا أذكر ما ذكروه بألفاظهم بأعيانها فصلا فصلا، وأتبع كل فصل بما يناسبه من الجواب فرعا وأصلا، وعقدا وحلا.
وما ذكروه في هذا الكتاب هو عمدتهم التي يعتمد عليها علماؤهم في مثل هذا الزمان، وقبل هذا الزمان، وإن كان قد يزيد بعضهم على بعض بحسب الأحوال؛ فإن هذه الرسالة وجدناهم يعتمدون عليها قبل ذلك، ويتناقلها علماؤهم بينهم، والنسخ بها موجودة قديمة، وهي مضافة إلى بولص الراهب أسقف صيدا الأنطاكي، كتبها إلى بعض أصدقائه، وله مصنفات في نصر النصرانية، وذكر أنه لما سافر إلى بلاد الروم والقسطنطينية وبلاد الملافطة وبعض أعمال الإفرنج ورومية، واجتمع بأجلاء أهل تلك الناحية، وفاوض أفاضلهم، وعلماءهم، وقد عظم هذه الرسالة، وسماها (الكتاب المنطيقي الدولة خاني المبرهن عن الاعتقاد الصحيح، والرأي المستقيم).
)) الجواب الصحيح الجزء الأول صفحة 98

ثالثاً : صاحب الكتاب النصراني المردود عليه أسقف صيدا و كتابه عبارة عن خلاصة أقوال علماء زمانه و هو ما ذكره بمقدمة كتابه المشار إليه و المطبوع بعنوان (( رسالة بولس أسقف صيدا الراهب الأنطاكي قد أرسلها لبعض معارفه الذين بصيدا من المسلمين ))

جاء بمقدمة الكتاب (( أما بعد فإني لما عرفتك أيها الصديق الشفيق و الأخ الشقيق أطال الله في أتم النعيم بقاءك و حرسك من الأسواء و تولّاك بسفري إلى بلاد الروم و القسطنطينية و بلاد الملاطفة و بعض بلاد الافرنج و رومية و إني لما أُهلّته من المنزلة أعني الأسقفية اجتمعت بأجلاء تلك الديار و رؤسائهم و فاوضت أفاضلهم و علماءهم فقد سألتني أن أشرح لك شرحاً بيناً ما عرفته من رأي القوم الذين رأيتهم و خاطبتهم في محمد نبيكم إلى مسألتك لأجل افراط مودتك وكثرة محبتك قائلاً )) ثم شرع في ذكر رسالته

فتبين إذن أن الرسالة خلاصة أقوال علماء القوم في تلك المناطق التي ذهب إليها المؤلف و هم أهل ذلك الزمان فشيخ الإسلام رد على علماء ذلك الزمان و ما تداولوه مع تأكيدي أن معظم ما ذكر في كتاب أسقف صيدا ما زال يتكرر في الكتب النصرانية لغاية هذا الزمان

(( أتواصوا به بل هم قوم طاغون ))