والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين،
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


أصبح أفضل أعوام المسلمين حالاً من له ورد من حزب يومي من القرآن،
وأكثرهم تدينا من يتفضل بسماع القرآن في وقته أثناء
التنقل أو غيره.


إن انفصالنا الوجداني والعملي عن منهجنا القرآن الكريم انعكس بشكل
خطير على مناحي حياتنا المختلفة، في زمن أكثر ما نكون حاجة فيه إلى هديه
وتقويمه!
إن خطورة ما آلت إليه أحوال المسلمين عامة وأحوالنا خاصة، ينبثق من
جهلنا بضرورة دينية ودنيوية، لا صلاح لشؤوننا بعيدا عنها .. ألا وهي تدبر القرآن والعمل به!

ويكمن عجب العجاب في أن يحل هذا الحال، في زمن تيسرت فيه وسائل
التلاوة والحفظ والتفسير والتدارس والتدبر، فما زاد ذلك الزاهدين به إلا زهدا
وما زاد الغافلين عنه إلا غفلة، بدلاً من أن تكون تلك الوسائل حافزا ومعينا ودافعا
يرفع الهمم ويحث على بذل الطاقات في أوضاع أكثر يسرا وتشويقا للزوم القرآن
والاشتغال به. قال الله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (17) )
]القمر[

لم يكن حين نزول الآية الكريمة مصاحف مجّمعة، ولا تطبيقات ذكية،
ولا قنوات فضائية، إلا أنها كان هناك قلوب حية، وصدور مشروحة، تعرف أين
الصالح لها فتقبل عليه إقبال الجائع على الطعام وإقبال المريض على الدواء
وإقبال العطشان على الماء!
إن القرآن الكريم صديق كنز أو كنز صديق، إن لزمته أعطاك من أسراره
ومعانيه ومفاتحيه وبركته، وإن هجرته فما هجرت إلا نفسك، وما قصرت إلا في
استجلاب صلاح أمرك وأسباب سعادتك، فلا يستقيم لك منطق ولا يعتدل لك
فكر ولا يتضح لك منهج ولا يسدد لك سلوك
!

لنتعاهد القرآن إذن تلاوة وحفظا، تفسيرا وتدبرا، علما و(عملاً ).

;dt Hwfpj ughrjkh lu hgrvNk hg;vdl