(2) من هم أهل الفَتَرَةِ ؟



{يا أَهْل الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {
[المائدة :19]
طبقاً لأصح الأقوال أن هذا اللفظ يشمل كل من لم تبلغه الدعوة، أو بلغته على حال لا تقوم عليه الحجة بها كالمجنون ونحوه، وأن الراجح فيهم أنهم يمتحنون يوم القيامة.هل هؤلاء يستحقون العذاب الأبدي إذا ما عرضنا هذا على مقياس العدل الإلهي ؟ الإجابة : لا


    : {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ }[القصص:59]
وقوله تعالى {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } [يونس:47]
وبناءً على هذا فمقياس العدل الإلهي لا يُمكن أن يقبل تعذيب من لم تصله رسالة بأي حال من الأحوال , والآية الثانية تحدد أن بدأ حساب أي أمة متعلق بأن يُبعث فيها رسول.
والبعض ممن يبرر أن والدا الرسول صلى الله عليه وسلم في النار يقول أنهما أشركا بديانة إبراهيم عليه السلام ، وكأن إبراهيم قد بُعث إليهم ..يقول الله عز وجل أن قوم الرسول صلى الله عليه وسلم – ومنهم بالتأكيد والديه – لم يأتيهم نبي قبل ذلك ،     {لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ}[يس:6] ، {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ}[السجدة:3] ، {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } [القصص:46]

فلم يأتيهم أي نذير ولا رسول ... فلم يُعذبوا ؟؟؟


كيف يُحاسب أهل الفترة ؟


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يؤتى بأربعة يوم القيامة، بالمولود وبالمعتوه وبـِمن مات في الفترة والشيخ الفاني، كلهم يتكلم بحجته، فيقول الرب تبارك وتعالى لعنق من النار: ابرز،فيقول لهم: إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم، وإني رسول نفسي إليكم، ادخلوا هذه، فيقول من كتب عليه الشقاء: يا رب! أين ندخلها ومنها كنا نفر؟
قال: من كتب عليه السعادة يمضي فيقتحم فيها مسرعا، قال: فيقول تبارك وتعالى: أنتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصية، فيدخل هؤلاء الجنة، وهؤلاء النا
ر ".
[سلسلة الأحاديث الصحيحة / الألباني / رقم 2468]


إذا امتحان أهل الفترة يكون بأن يدخلوا النار ، فان دخلوها كانت برداً وسلاماً ، وان رفضوا دخلوا النار وعُذبوا فيها.