خامسا : الشبهة مردود عليها بالكثير من ايات القرأن الكريم
فإن كل من يعتقد ان الامر هنا يعنى ان الله امرهم بالفحشاء فإن تفسيره هذا سيناقضه الكثير من ايات القران الكريم نأخذ منها على سبيل المثال ما يلى

1- (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون) الاعراف 28

2-( وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث فى أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا ) القصص59
3- ( ذلك ان لم يكن ربك مهلك القرى بظلم واهلها غافلون ) الانعام 131
4- ( وما ربك بظلام للعبيد ) فصلت 46
5- ( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) هود 117
6- (إن الله يأمر بالعدل والإحسان و إيتاء ذى القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى) النحل 90

7- ( وما كنا مهلكى القرى إلا واهلها ظالمون ) القصص 59

واخيرا كلمة لكل مسيحى ويهودى يقول ان هذه الاية تعنى ان الله امر بالفحشاء فى القرأن نقول له انك بذلك تدمر عقيدتك وكتابك المقدس
وذلك لأن فى العهد القديم وهو الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى مذكور فيه واقعة غريبه واليكم تلك الواقعة من كتابهم
صموئيل الثانى 24
1 وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ قَائِلاً: «امْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا».
10 وَضَرَبَ دَاوُدَ قَلْبُهُ بَعْدَمَا عَدَّ الشَّعْبَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِلرَّبِّ: «لَقَدْ أَخْطَأْتُ جِدًّا فِي مَا فَعَلْتُ، وَالآنَ يَا رَبُّ أَزِلْ إِثْمَ عَبْدِكَ لأَنِّي انْحَمَقْتُ جِدًّا».
11 وَلَمَّا قَامَ دَاوُدُ صَبَاحًا، كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى جَادٍ النَّبِيِّ رَائِي دَاوُدَ قَائِلاً:
12 «اِذْهَبْ وَقُلْ لِدَاوُدَ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: ثَلاَثَةً أَنَا عَارِضٌ عَلَيْكَ، فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ وَاحِدًا مِنْهَا فَأَفْعَلَهُ بِكَ».

فهنا نجد الله امر داوود بإحصاء إسرائيل ويهوذا ولكن داوود علم ان ما فعله من إحصاء لإسرائيل ويهوذا هو إثم وخطأ وحماقة فأعترف بذنبه فخيره الله بين ثلاث عقوبات جزاء على فعلته وباتالى نرى ان الاشكالية تكمن فى ان الله امر داوود بإثم وعاقبه الله على ذلك اى عاقبه على ما امره به بل هناك اشكالية اخرى وهى فى اخبار الايام الاولى من ان الذى امر داوود هو الشيطان وليس الله وبالتالى تكون القضيتان الرئيسيتان فى إحصاء داوود هما
1- من الذى امر داوود بالإحصاء ؟؟ الله ام الشيطان ؟؟؟
2- كيف يأمر الله داوود بإثم ويعاقبه عليه؟؟؟؟
وقد اجمعت التفاسير اليهوديه والمسيحيه على مخرج واحد من هذه الإشكاليه وحتى لا نطيل الكلام فى هذه النقطه بإحضار معظم التفاسير اليهوديه والمسيحيه سنكتفى بعرض برد موقع الانبا تكلا الموقع الرسمى للكنيسة القبطية الارثوذكسية
فيقول

- من الذي دفع داود لإحصاء الشعب؟ هل هو الرب (2صم 24: 1) أم أنه الشيطان (1أي 21: 1)؟
تفسير الموقف سهل وبسيط، وله ما يقابله في الكتاب من مواقف مشابهة، فعندما يرتكب الإنسان أخطاء ويتصرف تصرفات طائشة تستوجب العقوبة، تتخلى نعمة الله عن هذا الإنسان إما وقتيًا كما حدث مع داود، وإما بصفة دائمة كما حدث مع شاول، ويؤكد هذه الحقيقة ما جاء في سفر الأخبار: "ووقف الشيطان ضد إسرائيل وأغوى داود ليحصي إسرائيل" (2صم 21: 1).. فمن هو الذي أسقط داود في الغواية..؟ أنه الشيطان بسماح من الله،

وهذا يعنى ان الله عندما امر داوود بالإحصاء يقصد به انه الله سمح للشيطان بغواية داوود

وانا اسال لماذا لم يستخدم اليهود والمسيحيين نفس هذا التفسير فى الاية القرأنيه محل الشبهة ويقولوا ان الاية القرأنية تعنى سماح الله للشيطان بغوايتهم خاصة انهم يؤمنوا ان كل شىء يحدث بسماح من الله خير ام شرا كما قال البابا شنوده فى اكثر من موضع
ولو قالوا ان الامر غير السماح فلماذا قالوا ان امر الله لداوود فى كتابهم يقصد بها السماح ؟؟؟؟؟ ام الكيل بمكيالين هو الذى يمنعهم ؟؟؟؟؟