ميمية ابن القيم في وصف رحلة الحج


أما والذي حـج المحبـون بيتـه ... ولبوا له عنـد المهـل وأحرمـوا

وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعـا ... لعزة من تعنـوا الوجـوه وتسلـم

يهلـوان بالبيـداء لبيـك ربنـا ... لك الحمد والملك الذي أنت تعلم

دعاهـم فلبـوه رضــا ومحـبـة ... فلما دعـوه كـان أقـرب منهـم

فلله كـم مـن عبـرة مُهَـراقـة ... وأخـرى علـى آثارهـا لا تقـدم

يقول عبادي قـد أتونـي محبـة ... وإنـي بهـم بـر أجـود وأرحـم

وأشهدكم أنـي غفـرت ذنوبهـم ... وأعطيتهـم مـا أملـوه وأُنـعـم

فبشراكم يا أهل ذا الموقف الذي ... بـه يغفـر الله الذنـوب ويرحـم

فكم من عتيق فيـه كُمَّـل عتقـه ... وآخـرَ يُستسعـى وربـك أرحــم

وراحوا إلى رمـي الجمـار عشيـة ... شعارهـم التكبـيـر والله معْـهـم

ولو أبصرت عيناك موقفهـم بهـا ... وقد بسطوا تلك الأكفُ ليرحمـوا

ينادونـه يـا ربِ يـا ربِ إنـنـا ... عبيدك لا نرجـوا سـواك وتعلـم

وها نحن نرجو منك ما أنت أهلـه ... فأنت الذي تعطي الجزيل وترحـم

ولما دنا التوديع منهـم وأيقنـوا ... بـأن التدانـي حبلـه متـصـرم

ولـم يبـق إلا وقـفـة لـمـودع ... فلله أجـفـان هـنـاك تـسـجَّـم

فلـم تــر إلا باهـتـا متحـيـرا ... وآخـر يبـدي شـجـوه يتـرنـم

رحلت وأشواقـي إليكـم مقيمـة ... ونار الأسـى منـي تشـب وتضـرم

أودعكم والشـوق يثنـي أعنتـي ... إليكم وقلبي فـي حماكـم مخيـم

هنالك لا تثريب يوما على امـرئ ... إذا ما بدا منه الذي كان يكتـم
منقول

ldldm hfk hgrdl td ,wt vpgm hgp[