المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم
تذكرت شيئا شيخنا الحبيب

ما معنى : حديث غريب جدا ؟

فإنني أراها كثيرا في حكم المحدثين على حديث ما

بارك الله فيكم

هذا يكون استنكارا للحديث أو تضعيفا له , وغالبا ما يطلق على الحديث المنكر , مثاله ما جاء في العلل الكبير للترمذي قال : " إبراهيم بن بشار الرمادي
كان يملى على الناس ما يحدث به سفيان بن عيينة بزيادة وتغير ، قاله أحمد ويحيى .
ولكن لا أعلم من كتب باملائه .
وقد روى قتيبة بن سعيد عن الليث بن سعد حديث الجمع بين الصلاتين في السفر ، وهو غريب جداً ، فاستنكره الحفاظ .ويقال : إنه سمعه مع خالد بن الهيثم .
فأدخله على الليث ، وهو لا يشعر ، كذا ذكره الحاكم في علوم الحديث . "

كذا ما جاء في علل ابن أبي حاتم قال :
" حديث البراء بن عازب، أخرجه : ابن عدي في الكامل (4/256) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عيسى المروذي برأس العين حدثنا أحمد بن الوليد حدثنا عبدالله بن عمرو الواقعي حدثنا شريك عن جابر عن أسلم المهري عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((لا نكاح إلا بولي))، قال ابن عدي :((وهذا الحديث بهذا الإسناد لا أعلمه إلا من رواية عبدالله بن عمرو الواقعي ولم أكتبه إلا عن ابن عيسى هذا، والبراء بن عازب في هذا الباب غريب جدا))، وتقدم أنَّ الواقعي كذبه الدارقطني."

وجاء أيضا في علل ابن أبي حاتم :

" وللحديث طريقٌ آخر عن ابن عمر، أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4/363) قال: أخبرنا أبوعبد الله الحافظ أخبرني محمد بن صالح بن هانىء ثنا أحمد بن سهل بن مالك حدثني محمد بن إسماعيل البخاري ثنا الحسن بن علي الصفار ثنا أبوخالد الأحمر ثنا محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( الزنا يورث الفقر))، وهذا إسناد غريبٌ جداً، ولم أقف على ترجمة محمد بن صالح شيخ الحاكم، وتقدم في المسألة رقم (1169) أنّ في رواية محمد بن عجلان عن نافع مولى ابن عمر اضطراباً ووهماً."

ومثل أحد الأحاديث التي علق عليها الحافظ الذهبي قال : "هذا حديثٌ غريبٌ جداً فردٌ، وابن إسحاق حجةٌ في المغازي إذا أَسْنَدَ، وله مناكيرُ وعجائبُ، فالله أعلم أقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذا أم لا...". واسْتَغْرَبَهُ كذلك الحافظ ابن كثير ...

فالواضح من ذلك أن الناقد عندما يستخدم هذه العبارة فإنه يستنكر بها قدوم الحديث مثلا عن فلان وكل الرواة يرونه عن فلان , أو يكون في الحديث راو متهم أو فيه كلام وقد تفرد به .

فهو في الجملة يكون قدحا في صحة الحديث .

وقد رأيت في إطلاق بعض العلماء لهذه اللفظة إطلاق اسم الحسن معها - وهو نادر جدا - , لكن هذا قد يرد إلى المتن , أي أن الناقد يستنكر السند مع كون المتن حسن قد جاء معناه في أحاديث صحيحة .


هذا والله أعلم .

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمدلله رب العالمين .