جزاكم الله خيرا إخواني الأفاضل واخواتي الفضليات على مداخلاتكم المشجّعة والأكثر من رائعة ..

بارك الله فيكم جميعا ، وأذكركم كل منكم على حدة .. نورا ، أبو جاسم ، ساجدة لله ، صفاء ، المهندس أحمد إمام ، طارق .

رفع الله بكم راية الإسلام .

نكمل الردود على فقرات الشبهة بعدما انتهينا من إثبات تدليس وجهل المسيحي المبارك ageos .

ألا تلاحظون أن النصارى في تناولهم لقصة الخنزيرة الحزينة هذه - سواء كان الخروف ageos أو هذا الخروف الذي أتى به إلينا أخونا إدريسي ، أو غيرهما - لا يأتون لنا بتلك الرواية التي يزعمون وجودها في مراجعنا أو في مراجع الشيعة !

لماذا لم يتجرأ شخص واحد منهم على أخذها كوبي مثلا - إن وجدها أصلا - ثم يدرجها في مداخلته لتكون حجّة دامغة لكل مسلم ؟

أو لماذا لا يقوم بتصويرها ووضعها في مداخلته ؟

طيب على الأقل يضع لنا رابط الكتاب الذي يزعم وجود هذه القصة فيه ؟

لقد أفلس النصارى .. وأصبح الغل والحقد على الإسلام يّشعل صدورهم كأنه نار آكلة .

قل موتوا بغيظكم .

في إحدى فقرات الشبهة التي ذكرها المأفون ageos يقول :

طيب لو هو فعلا حرام لهاذا السبب ولا تتحول فى جسمه المواد الضارة للانسان الى مواد نافعة فلماذا نستخلص منه عنصر هام جدا لمريض السكر وهو الانسولين الحيوان الوحيد الذى ياخذ منه الانسولين البشرى هو الخنزير طيب ماهو هذا مثل تلك لو لحمه غير صحى ايضا الانسولين المستخرج منه يكون غير صحى ومضر للانسان
لماذا لا يتوجه النصراني إلى يسوع ليسأله هذا السؤال وهو الذي حرّم عليهم أكل الخنزير في العهد القديم ؟

المسيحي حينما يحاول إعمال عقله يكفر بكتابه دون أن يشعر .

عموما .. السؤال حول هذا الموضوع توجه به أحد الأخوة إلى الشيخ عبد الرحمن السحيم - حفظه الله - ..

يقول السائل :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الفاضل

أعرض عليكم شيء قرأته واستوثقت من صحته والآن يبقى حله..!!

أبدأ بما قرأته كالتالي :

*** "وربما تساءل سائل لماذا خلق الله هذا الحيوان؟ وما نفعه ما دام كريه المنظر وسخاً محباً للأقذار، ولا نستطيع الانتفاع بلحمه بحسب التحريم الإلهي؟ ويأتي الجواب من علماء الحيوان وتوازن البيئة: فالخنزير من حيوانات القمامة التي تنظّف البيئة من بقايا الجثث وتمنع عنها الفساد، وله دور مهم في توازن البيئة. أما من الوجهة الطبية فالخنزير مصدر مهم لدواء الأنسولين الذي يستخرج من غدّة بنكرياس الخنازير، وهو دواء لا غنى عنه لبعض مرضى السكّر، لا بل إنه من أجود أنواع الأنسولين وأقربها تركيباً للأنسولين الإنساني، ونادراً ما يؤدي إلى مضاعفات طبية، كما أنه لا ينقص مفعوله تدريجياً مع طول الاستعمال.

كذلك يستخرج الكلستونين من غدد الخنازير، وهو من أقرب الهرمونات الحيوانية كيميائياً بالنسبة للهرمونات الإنسانية وأقلها مضاعفات من حيث استعماله. وهو يستعمل منذ سنوات في معالجة بعض أمراض العظام التي كانت مستعصية قبلاً على الأطباء.


وعلاوة على ذلك كله، فالخنزير من أفضل حيوانات المختبر في حقل الاختبارات العلمية خاصة في نقل الأعضاء. (فسبحان الذي سخر لنا ما في السماوات وما في الأرض)"أ.هــ.


والسؤال لفضيلتكم :

هل يجوز التداوي بأدوية يدخل فيها الخنزير بصورة أو بأخرى..؟؟؟

وهل يجوز استخدام أعضاءه وزرعها في جسم الإنسان ...؟؟

هل إن عافت نفس الإنسان تناول مثل هذه الأدوية ولا بديل لها .. هل يؤثم؟؟

وجزاكم الله خيرا
فجاء رد الشيخ عبد الرحمن كالتالي :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً .
وبارك الله فيك

أولاً : لا بُدّ من التأكّد من ذلك حتى لا يُثار على الناس مثل هذا الأمر الذي قد يُوقِعهم في لَبْس وشَكّ .

ثانيا ً: سألت شيخنا الشيخ العلامة د . إبراهيم الصبيحي عن مسألة التداوي بـ " الأنسولين " ، وقد قِيل : إنها مستخرَجة من الخنـزير .فأفاد – حفظه الله – أنها إذا استَحالَتْ هذه المواد اختَلَف حُكمها .

وهذه المواد لا يُمكن فَصْلها عن بقية مُكوّنات تلك الأدوية ، بحيث يُعرَف أن ذلك الجزء من الخنـزير .

ثم إن هذا التداوي – إذا ثبت ما قيل فيه – فهو ليس مِن جِنس الطعام والشراب ولا في معناهما

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

وأما الـتَّدَاوي بأكل شحم الخنْزير فلا يجوز . وأما التداوي بالتلطُخِ به ثم يغسله بعد ذلك ، فهذا يَنبني على جواز مباشرة النجاسة في غير الصلاة ، وفيه نزاع مشهور ، والصحيح أنه يجوز للحاجة كما يجوز استنجاء الرجل بيده وإزالة النجاسة بيده ، وما أبيح للحاجة جاز التداوي به كما يجوز التداوي بِلبس الحرير على أصح القولين ، وما أبيح للضرورة كالمطاعم الخبيثة فلا يجوز التداوي بها كما لا يجوز التداوي بشرب الخمر . اهـ .

وأما مسألة نقل وزراعة أعضاء الخنـزير للإنسان ، فقال شيخنا الشيخ الصبيحي – وفقه الله – يجوز للضرورة إذا قرّر ذلك طبيب موثوق .

وأما كون النفس تَعاف شيئا من الدواء فلا يأثم الإنسان لو تَرك التداوي بذلك الدواء الذي كَرِهه أو عافته نفسه .

وقد عاف النبي صلى الله عليه وسلم الضبّ ، وقال : أجِدُني أعَافه . رواه البخاري ومسلم .

وقد نصّ شيخ الإسلام ابن تيمية على أن التداوي ليس بمنْزِلة الأكل من الميتة ، فيجب أن يأكل من الميتة من خاف على نفسه الهلاك ، ولا يَجب على المريض التداوي ؛ لأن التداوي في الأصل ليس بِواجب .

وتُراجَع المسألة في الفتاوى الكبرى .

والله تعالى أعلم .

يتبع ...