بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً أخي الحبيب ذو الفقار واخي الحبيب بيبرس ...
علق الإمام القرطبي رحمه الله في كتابه " المُفهم " تعليقاً نفسياً على هذا الحديث , فقال رحمه الله ( ج 5 ص 19 ) :الحديث الثالث : (صحيح البخارى باب الجهاد حديث2855) " حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رهطا من عكل ثمانية قدموا على النبي فاجتووا المدينة فقالوا يا رسول الله ابغنا رسلا قال : ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بالذود فانطلقوا فشربوا من أبوالها وألبانها حتى صحوا وسمنوا وقتلوا الراعي واستاقوا الذود وكفروا بعد إسلامهم فأتى الصريخ النبي فبعث الطلب فما ترجل النهار حتى أتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ثم أمر بمسامير فأحميت فكحلهم بها وطرحهم بالحرة يستسقون فما يسقون حتى ماتوا قال أبو قلابة قتلوا وسرقوا وحاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادا .
وفي الحديث أبواب من الفقه . منها :
جواز التطبب ، وأن يُطبب كل جسم بما جواز التطبب بالمعتاد . فإن هؤلاء القوم أعراب البادية ، عادتهم شرب أبوال الإبل ، وألبانها وملازمتهم الصحارى . فلما دخلوا القرى ، وفارقوا أغذيتهم ، وعادتهم ؛ مرضوا .
فأرشدهم النبي صلى الله عليخ وسلم إلى ذلك ، فلما رجعوا إلى عادتهم من ذلك ، صحوا ، وسمنوا .
وفيه دليل لمالك على طهارة بول ما يؤكل لحمه وقدد تقدم .
وفيه جواز قتل المرتدين من غير استتابة . وفيه القصاص من العين جواز مثل ما فقئت به ؛ كما قال أنس : إنما سمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعينهم لأنهم سملوا أعين الرهاء ، وإنما قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم أيديهم وأرجلهم لأنهم فعلوا كذلك بالراعي ؛ غلى ما حكاه أهل التاريخ والسير .
قالوا : كان هذا الفعل كان من هؤلاء المرتدين سنة ست من الهجرة . واسم الراعي يسار ، وكان نوبياً . فقطعوا يديه ورجليه وغرزوا الشوك في عينيه حتى مات ، وأدهل المدينة ميتا . ففعل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلوا به .
المفضلات