المحبة فى الكتاب المقدس

[أبوحمزة السيوطي]

سؤالك معضلة يا أبا حمزة !

لأنه من المعروف عن يسوع أنه عندما يقول "سمعتم أنه قيل" ( وهذا ما يؤكده سياق النص المعني ) فهو يقصد ما جاء في الناموس ( أي الشريعة ) كوصية يلتزم بها المؤمن .. وعبارة "تحبُّ قريبك وتبغض عَدُوَّك" تتكون من شقين .. أما الشق الأول فهو "تحبُّ قريبك" ويقصد فيه يسوع ما جاء في سفر اللاويين من التوراة : (( اللاويين 19 : 18 لا تنتقم ولا تحقد على ابناء شعبك بل تحب قريبك كنفسك.انا الرب.)) (svd) .. أما الشق الثاني "وتبغض عَدُوَّك" فهذه هي المعضلة .. لأن الشريعة لم تأمر ببغض العدوّ كوصيّة يلتزم بها المؤمن وهذا ما اعترف به المفسران تادرس يعقوب ملطي وأنطونيوس فكري في تفسيرهما لهذا العدد ..

إذن .. فهل يسوع كان جاهلا بما جاء في الناموس حتى يقع في هذا الخطأ الفادح وينسب للشريعة ما ليس فيها ؟! .. هل كانت فعلا "وتبغض عَدُوَّك" موجودة في الشريعة كوصيّة يلتزم بها المؤمن وتم حذفها ؟! ..هل ؟ !... النصارى عليهم الإجابة على هذه الأسئلة !

بارك الله فيك أخي الحبيب إدريسي ..

إذن لدينا تساؤل آخر على تساؤلك ...

ألم يقل يسوع :
إنجيل متى 5: 17
«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ . !!!!!

وقال بعدها :
18 فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.
19 فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.

فكيف يأتي هنا وينقض ما قاله الأولين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!

---