قبل الإبحار أكثر في هذا الموضوع تعالوا نطرح سؤال تاريخي : هل ليسوع وجود تاريخي ؟


كلنا نؤمن بأن جميع الدوائر الدينية بالكنيسة سيطرت على عقول المسيحيين ... فالمسيحي المؤمن لا يسأل ولا يرى ولا يسمع لأن الإيمان في المسيحية مرهون برجال الدين ولا يحق لأحد السؤال أو الاستفسار وإلا لأصبح مسخة داخل الكنيسة واتهمه رجال الدين بالكنيسة بأنه (المعترض الغير مؤمن) ... ونال الهناء والحب والشهرة كل من نال رضى رجال الدين بالكنيسة .

فلا شك اننا كمسلمون عرفنا أنبياء الله ومعجزاتهم من القرآن ، وغير ذلك ما علمنا عنهم شيء ، لذلك الكنيسة اتخذت من القرآن حجة لتثبت لنفسها ولليهود وللمسلمين حقيقة المسيح ووجوده ومعجزاته ، إلا أن الكنيسة بعد ذلك انحرفت وادعت أن مسيحها هو يسوع وليس عيسى رابطة في نفس الوقت العلاقة بينهم .

ولكننا كمسلمين لا نؤمن إلا بعيسى عليه السلام الذي عرفناه من القرآن وكلنا على يقين ونؤمن بوجوده في زمناً ما ، لذلك نحن نسأل الكنيسة : ما هو الدليل التاريخي والمادي الذي تمتلكه الكنيسة لثبت للعالم وجود ليسوع في زمناً ما ؟ :p016:

نحن كمسلمين نملك من الدلائل ما يثبت وجود للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من خصلة شعر أو سيف أو مقتنياته أو رسائله أو ختمه والكثير والكثير .. بل والأقوى من كل هذا : القرآن .

ولكن الكنيسة لا تملك دليل طبيعي ليسوع أو مخطوطه أو مصنوعة يدوية كان يستخدمها أو مسكن له أو قطعة نجارة صنعها بيده عندما كان يعمل نجار كما تدعي الكنيسة ... وكل ما تملكه الكنيسة هو اكذوبة الكفن وثبت أنه كذبه أخترعتها الكنيسة لتضلل اتباعها ... راجع هنــــا

كما أن السجلات الرومانية والمفكرين والكُتاب لم يذكروا شيء عن يسوع أو تلمح عن قصة مشابهة لقصة يسوع مرت على عصر من عصور الدولة الرومانية في أي زمن من الأزمنة .

اما مضمون العهد الجديد فهو مكتوب بعد زمن يسوع وكتبه مؤلفين مجهولين لم يروا يسوع بل كتبوا عنه من خلال الحواديت التي كانوا يسمعون لها في مجالس النميمة بينهم وليس هناك شاهد ملك عليها .

فلو كنت لا تُصدق كلامي فتخيل أنني جئت لك في يوم من الأيام وبدأت أذكر لك حياة هتلر وبعض أقوال قالها .. فهل تصدقني ؟ بالطبع لا ......... هكذا فعل مؤلفين العهد الجديد فكيف تصدقهم ؟ .

كما ان الأناجيل الحالية ليست موثوق بها لأن هناك اناجيل أبوكريفا كتبت في نفس الوقت التي كتبت بها الأناجيل الأربعة ، ولا يوجد دليل أو سند أو حجة واحدة تثبت صحة الأناجيل الأربعة الحاليين وفساد الأناجيل الأخرى .

كما ان مخطوطات نجع حمادي اثبتت أن القرون الأولى كانت لها اناجيل اخرى غير الأناجيل الحالية وأن عقيدة الأولين لا يؤمنوا بيسوع إله أو ابن إله ، ولكن الدوائر الكنسية أحرقت مخطوطات وأخفت مخطوطات أخرى واعتبرت أن الأولين هرطقة .

كما أن الأناجيل الحالية تُدين نفسها وتؤكد بأن يسوع كان يهودي وأنه لم يبارك هذه الأناجيل ولم يؤسس ديانة اسمها المسيحية ولم يعرف عنها شيء .. بل هذه كلها أفعال شيطانية فقط .





الأعمار في هذا العصر كما اشارت الأناجيل لا تتعدى الـ 70 عاماً .. فلم نقرأ في الاناجيل أن هناك شخص عاش اكثر من 70 عاماً ... ولو اعتبرنا جدلاً أن كتبة الأناجيل ولدت في نفس عام ولادة يسوع سنجد أن كتبة الأناجيل وصلت اعمارهم إلى 130 عام حين كتبوا هذه الأناجيل؛ وهذه نقطة لا يقبلها عاقل .. وحتى لو افترضنا ان كتبة الأناجيل دونوا هذه الأناجيل في شيخوخيتهم .. فللعلم والإحاطة نقول : أن العلم اثبت ان وصول الانسان الى مرحلة الشيخوخة يصاحبه العديد من التغيرات البيولوجية والنفسية فنجد مثلا تدهور الوظائف العقلية مثل ضعف الذاكرة والنسيان ومظاهر تخريف الشيخوخة كتكرار الحديث ذاته عدة مرات ونسيان الابناء والاهل والبطء فى التفكير وتباطؤ القدرة على الابتكار وضعف القدرة على التعليم وتتأثر عملية الادراك والتذكر بنشاط خلايا المخ التى تطرأ عليها تغيرات توثر على نشاطها وفعاليتها .


فهذه هي الحالة التي كان عليها كتبة الأناجيل لحظة كتابتهم لها في شيخوخيتهم.... كما ان انتشار القصص الشعبية والبطولية في هذا الوقت كان له العامل المؤثر في كتابة مثل هذه الأناجيل .

ولو نظرنا إلى إنجيل لوقا بالإصحاح 23 نجد يتحدث عن واقعة فلكية حيث قال : نحو الساعة السادسة فكانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة.......... فلم يتحدث فلكي أو منجم ولم يُسجل التاريخ كسوف للشمس لمدة ثلاثة ساعات في ذلك الزمان     ... بل الأكثر عجباً هو أننا نعلم بأن توقيت صلب يسوع كانت خلال أيام عيد الفصح :king:... ولكن القاعدة الأساسية لعيد الفصح هو أن ميقاته في نصف الشهر الهجري أي في اكتمال القمر ... وتحدث ظاهرة كسوف الشمس في بداية أو نهاية الشهر القمري عندما يحجب القمرُ ضوءَ الشمس عن الأرض أي أن الكسوف لا يتم في لحظة اكتمال القمر كالبدر ... فكيف حدث كسوف للشمس وأظلمت ؟:p016: كما أن هيئات المسح الجيولوجي والهيئات المتخصصة للزلازل لم تذكر الزلزال الذي تحدث عنه إنجيل متى الإصحاح 27.

في إنجيل متى الإصحاح الثاني ذكر كاتبه أن هيرودس قتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم و في كل تخومها من ابن سنتين فما دون .... فلماذا لم يدون التاريخ هذه المجزرة البشرية :p016:؟

فالفيلسوف اليهودي Philo Judaeus

ولد عام 20 قبل الميلاد ومات عام 50 ميلادي وعاش في منطقة القدس أثناء حياة المزعوم يسوع حيث أن الفيلسوف كتب في كتاباته الوصف التفصيلي مِنْ الأحداثِ اليهوديةِ التي حَدثَت في المنطقةِ المحيطةِ ؛ رغم ذلك لم نجد بكتاباته ذكر ليسوع أو ذكر أي حدث من احداث الكسوف أو الزلازل التي جاءت بإنجيل لوقا أو إنجيل متى ....كما هو الحال للمؤرخ Pliny



فكيف سقط يسوع من كتابات الفلاسفة والمؤرخين من اليهود والرومان واليونانيين المعاصرين لزمنه ؟


كما اننا كعقلاء عندما نقرأ كتاب يتحدث عن مواقع تاريخية مستحيل رؤيتها في آن واحد أو أخطاء جغرافية فبهذا نتأكد بأنه كتاب فاشل .

فإنجيل متى نجد مؤلفه يقول أن الشيطان أخذ يسوع الى جبل عال جدا و اراه جميع ممالك العالم .... علماً بأنه لا يوجد بقعة على الكرة الأرضية يمكنك من خلالها رؤية جميع ممالك العالم :image5:(إلا إذا سحر إبليس يسوع) ، ولا نتغاضى عن أن الأرض جسم كروي .

وإنجيل يوحنا 12 حينا ذكر (صيد الجليل) والمواقع المسيحية قالت أن هناك مدينتان تحملان اسم (بيت صيدا) إحداهما شرق بحر الجليل والأخرى غربه .. ولكن صيدا بمنطقة الجولان ... ولم أقرأ موقع علمي يذكر صيدا الجليل إلا المواقع المسيحية الدينية فقط .

وإنجيل يوحنا 3 يذكر عين نون بقرب ساليم علماً بأن جميع النقاد والجغرافيين يؤكدون بأنه لا وجود من قريب أو بعيد لعين نون قرب سالم البتة .

كما ان الأناجيل ذكرت أن يسوع من الناصرة .. والعهد القديم لم يذكر قرية أو مدينة تُدعى الناصرة ، كما أن مجلدات Josephus احتوت على مدن الجليل ولم يذكر مدينة اسمها الناصرة ، كما أن رسالات العهد الجديد لم تذكر مدينة الناصرة أو أن يسوع من الناصرة علماً بأن هناك رسالات كُتبت قبل كتابة الأناجيل .

بذلك نصل إلى أن كتاب الكنيسة لا يحمل ما يؤكد وجود لشخص يسوع وما هو إلا خرافة مسيحية تأثرت بالقصص الشعبية الخرافية .


يتبع