بسم الله وعلى بركة الله نبدأ في الرد

قال ابن حزم:"نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الاتصال خص الله به المسلمين دون سائر الملل". أ.هـ.


ولنفصل مداخلة الزميل حبيب من حيث الصحة والبطلان



اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حبيب حبيب مشاهدة المشاركة
35577- عن أنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ إن داود حين نظر إلى المرأة وهم، قطع على بني إسرائيل وأوصى صاحب البعث فقال‏:‏ إذا حضر العدو فقرب فلانا بين يدي التابوت - وكان التابوت في ذلك الزمان يستنصر به من قدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يقتل أو ينهزم عنه الجيش - فقتل زوج المرأة ونزل المكان على داود يقصان عليه قصته ففطن داود فسجد فمكث أربعين ليلة ساجدا حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه وأكلت الأرض جبينه يقول في سجوده‏:‏
زل داود زلة أبعد ما بين المشرق والمغرب، رب‏!‏ إن لم ترحم ضعف داود وتغفر ذنبه جعلت ذنبه حديثا في الخلوف من بعده، فجاءه جبريل بعد أربعين ليلة فقال له‏:‏ يا داود‏!‏ قد غفر الله لك الهم الذي هممت، قال داود‏:‏ قد علمت أن الله قادر أن يغفر لي الهم الذي هممت به وقد علمت أن الله عدل لا يميل فكيف بفلان إذا جاء يوم القيامة‏؟‏ فقال‏:‏ يا رب‏!‏ دمي الذي عند داود‏!‏ فقال له جبريل‏:‏ ما سألت ربي عن ذلك ولئن شئت لأفعلن، قال‏:‏ نعم، فعرج جبريل فسجد داود فمكث ما شاء الله، ثم نزل فقال‏:‏ سألت الله يا داود عن الذي أرسلتني إليه فيه فقال‏:‏ قل لداود‏:‏ إن الله يجمعكم يوم القيامة فيقول‏:‏ هب لي دمك الذي عند داود، فيقول‏:‏ هو لك يا رب‏!‏ فيقول‏:‏ فإن لك في الجنة ما اشتهيت وما شئت عوضا‏.‏
ونجد أن هذه القصة مروية عن يزيد الرقاشي فقال أهل العلم
أخرجه الحكيم الترمذي في"نوادر الأصول"، وابن جرير، وابن أبي حاتم كما في"الدر المنثور"(7-156).

قال ابن كثير في تفسيره (4-31):"رواه ابن أبي حاتم، ولا يصح سنده؛ لأنه من رواية يزيد الرقاشي عن أنس".

قال القرطبي في تفسيره: رواه الحكيم الترمذي في"نوادر الأصول"عن يزيد الرقاشي عن أنس.

فالحديث عندهم جميعًا من طريق يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعًا والرقاشي أورده ابن حجر في"التقريب"(4-538): وهو يزيد بن أبان، قال النسائي في كتابه"الضعفاء والمتروكين"رقم (642): الرقاشي: متروك.

وقد اشتهر عن النسائي أنه قال:"لا يترك الرجل عندي حتى يجتمع الجميع على تركه"، وأورده الدارقطني في كتابه"الضعفاء والمتروكين"برقم (593)، وأورده الذهبي في"الميزان"(4-418):

قال أحمد: كان يزيد منكر الحديث. وأورده ابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل"(9-251). قال أحمد بن حنبل:"منكر الحديث"، وأورده البخاري في"التاريخ الكبير"(8-320)، وقال: كان شعبة يتكلم فيه.

ووصل الحد في جرحه وتحريم الرواية عنه حتى أورد الذهبي في"الميزان"(4-418)، وابن حجر في"تهذيب التهذيب"(11-309): أن يزيد بن هارون قال: سمعت شعبة يقول: لأن أزني أحب إليَّ من أن أُحدث عن يزيد الرقاشي".





و بعد هذا التحقيق ماذا قال أهل العلم عن صحة الخبر

1- نقل القرطبي في تفسيره"الجامع لأحكام القرآن"(15-176) عن ابن العربي المالكي أنه قال عن هذا الخبر:"باطل قطعًا".

2- قال الخازن في تفسيره"لباب التأويل في معاني التنزيل"(6-49):"فصل في تنزيه داود - عليه السلام - عما لا يليق به وما ينسب إليه": اعلم أن من خصَّه الله - تعالى - بنبوته وأكرمه برسالته وشرفه على كثير من خلقه وائتمنه على وحيه لا يليق أن ينسب إليه ما لو نسب إلى آحاد الناس لاستنكف أن يحدَّث به عنه. فكيف يجوز أن ينسب إلى بعض أعلام الأنبياء والصفوة الأمناء. أ.هـ.

وفي قوله نفي لوقوع القصة

3- قال الشيخ الألباني رحمه الله " والظاهر أنه من الإسرائيليات التي نقلها أهل الكتاب الذين لا يعتقدون العصمة في الأنبياء , أخطأ يزيد الرقاسي , فرفعه إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وقد نقل القرطبي عن ابن العربي المالكي أنه قال : (وأما قولهم : إنها أعجبته , أمر بتقديم زوجها للقتل في سبيل الله , فهذا باطل قطعاً , فإن داود صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن ليريق دمه في غرض نفسه)السلسلة الضعيفة الحديث رقم 313 ، 314.

4- قال ابن الحسن الطبرسي في تفسيره"جمع البيان في تفسير القرآن"(8-736) بعد أن ذكر القصة:"فإن ذلك مما يقدح في العدالة، فكيف يجوز أن يكون أنبياء الله الذين هم أمناؤه على وحيه بصفة من لا تقبل شهادته وعلى حالة تنفر عن الاستماع إليه والقبول منه، جل أنبياء الله عن ذلك؟!".

5- ذكر ابن جرير الطبري في تفسيره"جامع البيان عن تأويل القرآن"(10-627) (ح29859) القصة مكتفيًا بذكر أسانيدها على طريقة أهل الحديث الذين قرروا أن من أسند فقد أحال إليك ذكر الوسيلة إلى معرفة درجة الحديث.

6- وقال الشيخ بن عثيمين " وهذه القصة كذب بلا شك ولا تليق بأدنى شخص له عقل فضلاً على أن يكون له إيمان فضلاً على أن يكون نبياً من أنبياء الله ولكن هذه من أخبار بني إسرائيل الكاذبة التي لا يجوز لنا نحن المسلمين أن نعتمدها أو نقصها إلا على وجه بيان بطلانها."



وبهذا تسقط حجتك بهذا الحديث ..

يتبع ..