ها أنت يا ذا الفقار مرة أخرى تلجأ إلى التكذيب والتضعيف إلخ إلخ ...
يا حبيب هدانا وهداك الله أتريد أن تأتيني بقصة مكذوبة فأقر بصحتها وأكمل الحوار؟
الحوار مبني على الحجة والدليل فإن فسد الدليل سقطت الشبهة فلا تكابر هداك الله .

وبرغم أن أستاذك العلامة الطبري لم يشر إلى تضعيف الرواية من قريب ولا من بعيد وبرغم أنها وردت في كتاب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال أيضا بدون تضعيف ولا تكذيب إلا أنك ذهبت وأخذت وأيدت أقوال من يكذب الرواية ويضعفها برغم أن هناك كتب أخرى لم تضعفها
لكي يكون أستاذي فبالطبع يجب أن أكون قد تتلمذت على يديه وهذا لم يحدث وليته حدث فتعبيرك أستاذي تعبير خاطئ وإنما هو شيخ جليل أحترمه وأقدره

وإن كان الطبري رحمه الله لم يضعف الرواية فهو لم يقر بصحتها وإنما أسند روايتها ومن أسند فقد أحال وهذا الأمر بالطبع قد خفي عنك .. هذه نقطة

والنقطة الثانية هي أنك يجب أن تعلم ان أقوال العلماء ليست حجة علينا وقد سبق أن اشرت في بداية الحوار أن ما يمكنك أن تستدل به هو القرآن الكريم والسنة الصحيحة وهذا أيضاً رد على قولك

في حين أن هذه الكتب التي لم تعترف أنت بها نجدكم تأتوننا بما فيها عندما تحاورون في مسألة وتجدون تلك الكتب تؤيدها
ساعتها حلال الاستشهاد بها أما إذا لم تعجبكم أقوالهم تقولون ضعيفة وهذه الكتب ليست بحجة على الإسلام
لا استشهاد ولا حجة إلى من الكتاب والسنة الصحيحة يا خبيب فنحن لا نعبد العلماء ولا نعتبر رأيهم تشريعاً ما دام فينا حكم الله - كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى - وهذا الفارق بيننا وبينكم يا حبيب

فهل يمكنك أن تستند إلى كتابك المقدس بدون القساوسة والرهبان ؟ أشك !!

لا يعنيني يا عزيزي تفنيد قرآنك لهذه القصة لأنني لو كنت أقتنع بقرآنك ما كنت لأحاورك حول متناقضاته
فليكذب قرآنك كما يشاء وليقل ما يشاء ولكني أقف على الدلائل المثبتة أمامي من كتبك وتفسيرات علمائك
ربما أجد أن هذا المقام مقام ضحك ولكني أمنع نفسي من ذلك احتراماً لك يا حبيب
ألا تريد تفنيد القرآن وتريد قول العلماء - ولم أجد فيما ذكر أحد أقر بصحة الرواية - ؟؟ كيف هذا يا رجل؟

انا لا أريد منك ان تؤمن بالقرآن ولكن أنت أتيت لتبين التناقض فيه - على حد قولك - فكيف تريني أن أرد قولك إلا من القرآن !!

وكيف تقول بأني أخذت بقول من ضعّف الرواية وتركت قول من سواه وقد بينت لك السبب الذي عليه وقف من ضعف الرواية

أحد يقول رواية ولم يقل فيها لا قوي ولا ضعيف ولكن ذكرها من مبدأ الأمانة العلمية وآخر أظهر بطلان الرواية لوجود دليل على هذا

فما الحكم على الرواية ؟
بالطبع انا لا أطلب منك الإجابة لما في قلبك من كبر يمنعك من قول الحقيقة وإنل الإجابة من القارئ المنصف .

فما الذنب العظيم الذي تاب منه داود وأصبح أواب كما قال القرآن (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص 17
ذنب عظيم !!! من أين أتيت بهذا اللفظ .؟

وغريب أمرك بان تستدل بهذه الآية التي تدل على ان داوود من عباد الله الراجعين إليه في كل أمر وكان الدليل الأنسب هو قول الله تعالى (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ) الية 24 من سورة ص

ولم يذكر القرآن أو النبي صلى الله عليه وسلم سبب الإستغفارفهذه الآيات الكريمات هي كل ما ورد في القرآن الكريم من فتنة داود عليه السلام وهي آيات ترسم لنا ذلك النبي الكريم في صورة عبد طاهر منيب إلى ربه وقع منه في القضاء سهو بحسن نية، فاستغفر ربه من الذنب وخر راكعا للرب، وأناب راجعا الى ربه بالتوب، وهذا لا ينال من عصمة الانبياء شيئا وقد ذكرنا أن النبي كما معصوم من الكبائر ومن الذنوب التي تسقط المروءة، اما ما يحدث من الصغائر، ومن الغفلة العابرة والنسيان فيما لا يخص الوحي والتبليغ فيمكن ان تقع من الانبياء دون ان ينال هذا من عصمتهم.


وأنتقل الآن إلى نقطة أخرى ويكفيني ما قلت حول قصة داود

في إنتظارك ..