[justify]سلام المسيح رب المجد مع الجميع.

أهلا أيها الداعي, في الحقيقه لقد تناولت 3 محاور من وجهه نظرك أنها كافية لبدء الحوار, و لكن هذا حوار ثنائي, و ليعرض كلٌ منا وجهة نظره.

تقول:

أوَّلاً_حقيقة العصمة في الإسلام: العصمةُ من الأمور العقديَّةِ, وهي مُسبَّب, وسببها النُّبوَّة والرِّسالة, أي: لا يعصم النَّبيِّ إلا بعد أن يوحى إليه بالاجتباء والاصطفاء. ودليلها_ أي العصمة _دليل عقليٌّ؛ ذلك أنَّ العقل يحتِّم ذلك؛ لأنَّ ثبوت نبوة النبيِّ ورسالة الرسولِ لمن أُرْسِلَ إليهم عقليةٌ تثبت بمعجزة محسوسة، فكون النبي معصومًا لابد أن يكون عقليًّا؛ لأنه من مقتضيات ثبوت نبوة الأنبياء والرسل. فإن عصمة الأنبياء والرسل مسألة يحتمها العقل. لأنَّ كونه نبياً أو رسولاً يحتم أنه معصوم في التبليغ عن الله. إذ لو تطرق الاحتمال إلى إمكانية عدم العصمة في مسألة واحدة لتطرق الخلل إلى كل مسألة. وحينئذ تنهار النبوة والرسالة كلها. فثبوت أن الشخص نبي لله أو رسول من عند الله تعني أنه معصوم فيما يبلغه عن الله، فعصمته في التبليغ حتمية، والكفر بها كفر بالرسالة التي جاء بها، وبالنبوة التي بعث بها. وعلى هذا فكل نبي ورسول معصوم عن الخطأ في التبليغ، لأنَّ من صفات النبي والرسول العصمة في التبليغ، وهي من الصفات التي يحتم العقل وجودها في كل نبي ورسول. أما عصمة النبي والرسول عن الأفعال المخالفة لأوامر الله ونواهيه فالدليل العقلي قائم على أنه معصوم عن الكبائر حتماً، فلا يفعل كبيرة من الكبائر مطلقاً، لأن فعل الكبيرة يعني ارتكاب المعصية. والطاعة لا تتجزأ والمعصية لا تتجزأ, فإذا تطرقت المعصية إلى الفعل تطرقت إلى التبليغ، وهي تناقض الرسالة والنبوة. ولذلك كان الأنبياء والرسل معصومين عن الكبائر كما هم معصومون بالتبليغ عن الله. أما العصمة عن الصغائر، فإنه قد اختلف العلماء فيها، فمنهم من قال: إنهم غير معصومين عنها؛ لأنها ليست معصية. ومنهم من قال: إنهم معصومون عنها؛ لأنها معصية. والحق أن كل ما كان طلب فعله أو طلب تركه جازمًا_ أي جميع الفروض والمحرمات _هم معصومون بالنسبة لها، معصومون عن ترك الواجبات، وعن فعل المحرمات، سواء أكانت كبائر أو صغائر. أي معصومون عن كل ما يسمى معصية ويصدق عليه أنه معصية. وما عدا ذلك من المكروهات والمندوبات وخلاف الأولى، فهم غير معصومين عنه؛ لأنه لا يتناقض مع النبوّة والرسالة. فيجوز عليهم فعل المكروه وترك المندوب؛ لأنه لا يترتب عليها إثم، ويجوز عليهم فعل خلاف الأولى، وهو فعل بعض المباحات دون البعض، لأن ذلك في جميع وجوهه، لا يدخل تحت مفهوم كلمة معصية. هذا ما يحتمه العقل ويقتضيه كونهم أنبياء ورسلاً. وهذه هي حقيقة العصمة في الإسلام.
من ضمن الشروط التي وافقت أنت عليها, أن يكون الكلام موثقًّا, فأين توثيق كلامك؟ و أين المراجع التي تقول بهذا؟

نأتي لكلامك الذي إلى الآن غير موثق:


العصمةُ من الأمور العقديَّةِ, وهي مُسبَّب, وسببها النُّبوَّة والرِّسالة, أي: لا يعصم النَّبيِّ إلا بعد أن يوحى إليه بالاجتباء والاصطفاء. ودليلها_ أي العصمة _دليل عقليٌّ؛ ذلك أنَّ العقل يحتِّم ذلك؛ لأنَّ ثبوت نبوة النبيِّ ورسالة الرسولِ لمن أُرْسِلَ إليهم عقليةٌ تثبت بمعجزة محسوسة، فكون النبي معصومًا لابد أن يكون عقليًّا؛ لأنه من مقتضيات ثبوت نبوة الأنبياء والرسل. فإن عصمة الأنبياء والرسل مسألة يحتمها العقل.
من هنا يتضح نقطتان:
1_ أن نبي الاسلام قبل النبوة كان يفعل المعاصي و الكبائر و الخطايا.
2_ أن كونه نبيًّا فهذا يعني أنه عقلا لن يخطئ ومعصوم.
فهل_ إذن _بهاء الدين معصوم عقلا لأنه نبي من وجهه نظر البهائيين؟
إذن, لو قلنا لهم: إنه أخطأ في كذا و كذا, سيقولون: لا, إنه نبي, وطبيعي لا يخطئ؛ لأن هذا من نتائج النبوة.
إذن, قولك: إنه معصوم, هذا مبني على أنه نبي. فعليك_ إذن _أن تثبت أنه نبي حقيقي من الله. وهذا موضوع آخر .
و أيضا أن تأتي لنا بإجماع العلماء على أنَّ العصمة تكون بعد النبوة, و ليس قبلها. فهل اتفقوا على هذه النقطة؟


أما عصمة النبي والرسول عن الأفعال المخالفة لأوامر الله ونواهيه فالدليل العقلي قائم على أنه معصوم عن الكبائر حتماً، فلا يفعل كبيرة من الكبائر مطلقاً، لأن فعل الكبيرة يعني ارتكاب المعصية. والطاعة لا تتجزأ والمعصية لا تتجزأ, فإذا تطرقت المعصية إلى الفعل تطرقت إلى التبليغ، وهي تناقض الرسالة والنبوة. ولذلك كان الأنبياء والرسل معصومين عن الكبائر كما هم معصومون بالتبليغ عن الله.
أيضا هنا تقول: إنه لم يفعل الكبائر, وسوف نرى أنه فعل كبائر.

أما العصمة عن الصغائر، فإنه قد اختلف العلماء فيها، فمنهم من قال: إنهم غير معصومين عنها؛ لأنها ليست معصية. ومنهم من قال: إنهم معصومون عنها؛ لأنها معصية. والحق أن كل ما كان طلب فعله أو طلب تركه جازمًا_ أي جميع الفروض والمحرمات _هم معصومون بالنسبة لها، معصومون عن ترك الواجبات، وعن فعل المحرمات، سواء أكانت كبائر أو صغائر. أي معصومون عن كل ما يسمى معصية ويصدق عليه أنه معصية. وما عدا ذلك من المكروهات والمندوبات وخلاف الأولى، فهم غير معصومين عنه؛ لأنه لا يتناقض مع النبوّة والرسالة. فيجوز عليهم فعل المكروه وترك المندوب؛ لأنه لا يترتب عليها إثم، ويجوز عليهم فعل خلاف الأولى، وهو فعل بعض المباحات دون البعض، لأن ذلك في جميع وجوهه، لا يدخل تحت مفهوم كلمة معصية. هذا ما يحتمه العقل ويقتضيه كونهم أنبياء ورسلاً. وهذه هي حقيقة العصمة في الإسلام.
إذن, اختلف العلماء: آلصغائر معصومون منها أم لا؟

وأنت قلت: إنهم معصومون. على أيِّ اساس قلت هذا؟

نرجو المصادر لكلامك؛ لأنه إلى الآن كلام مرسل.


ثانيًا_ عصمة النَّبيِّ محمد e: ونحن_ المسلمين _قد ثبت لدينا صدقُ نبوَّةِ محمد e, وقام البرهان القاطع, والدليل الخرِّيت على ذلك. فنبيُّنا e معصوم في التبليغ والأفعال؛ فهو لن يبلِّغ دينًا ناقصًا أو زائدًا أو محرَّفًا, بل سيبلِّغه كما جاء به الوحي الأمين. ولن يقع في المعصية أبدًا, سواءٌ أكانت بترك فرض أو بفعل محرَّم. فإن سيدنا محمد e نبي ورسول, فهو كباقي الأنبياء والرسل معصوم عن الخطأ فيما يبلّغه عن الله i عصمة قطعية دلّ عليها الدليل العقلي. وفوق ذلك فإنه ورد الدليل الشرعي القطعي الدلالة على أن تبليغه الرسالة في كلياتها وجزئياتها إنما كان عن الوحي، وما كان الرسول e يبلغ الأحكام إلا عن الوحي. يقول الله y: ]قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ[, (الأنبياء: 45). أي: قل لهم_ يا محمد _: إنما أنذركم بالوحي الذي أُنزل علي، أي أن إنذاري لكم محصور بالوحي. وقال u: ]وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى[, (النجم: 3-4). وكلمة (ما ينطق) من صيغ العموم, فيشمل القرآن والسنة، ولا يوجد ما يخصصها بالقرآن لا من الكتاب ولا من السنة، فتبقى على عمومها، أي أن جميع ما ينطقه من التشريع وحي يوحى. ولا يصح أن تخصص بأن ما ينطقه من القرآن فقط، بل يجب أن تبقى عامة شاملة للقرآن والحديث. وأما تخصيصها فيما يبلغه عن الله من تشريع وغيره من الأحكام والعقائد والأفكار والقصص، وعدم شمولها للأساليب والوسائل وأمور الدنيا، من أعمال الزراعة والصناعة والعلوم وما شاكلها، فإنه قد حصل هذا التخصيص بأمرين: الأول نصوص أخرى جاءت مخصصة لها في التشريع. فإن الرسول e قال في موضوع تأبير النخل:" أنتم أدرى بأمور دنياكم"، وقال لهم في معركة بدر عن مكان النزول حين سألوه: هل هذا وحي من الله أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال e:" هو الرأي والحرب والمكيدة". فهذه النصوص خصصت الوحي في غير أمور الدنيا, وفي غير ما هو من قبيل الحرب والرأي والمكيدة. وأما الأمر الثاني الذي خصص الوحي بالتشريع والعقائد والأحكام وغير ذلك، فإنه واضح من موضوع البحث. ذلك أنه رسول, والبحث فيما أُرسل به لا في غير ذلك، فكان موضوع الكلام هو المخصص، وصيغة العموم تبقى عامة، ولكن في الموضوع الذي جاءت به ولا تضم جميع المواضيع. وموضوع بحث الوحي هو الإنذار, أي التشريع والأحكام، قال الله y: ]قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ[. وقال: ]إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ[. فإنها تبين أن المراد هو ما أتى به من العقائد والأحكام وكل ما أمر بتبليغه والإنذار به. ولذلك لا تشمل استعمال الأساليب أو أفعاله الجبلّية التي تكون من جبلة الإنسان أي من طبيعة خِلقته، كالمشي والنطق والأكل الخ. وعلى ذلك فكل ما جاء به الرسول e مما أمر بتبليغه من كل ما يتعلق بأفعال العباد والأفكار هو وحي من الله. وكانت حياة الرسول e التشريعية في بيان الأحكام للناس سائرة على ذلك، فإنه عليه الصلاة والسلام كان ينتظر الوحي في كثير من الأحكام، كالظهار واللعان وغيرهما، وما كان يقول حكمًا في مسألة أو يفعل فعلاً تشريعيًّا، أو يسكت سكوتًا تشريعيًّا، إلا عن وحي من الله تعالى. وقد كان يختلط على الصحابة في بعض الأحيان الحكم في فعل من أفعال العباد بالرأي في شيء أو وسيلة أو أسلوب, فيسألون الرسول e: أذلك وحي_ يا رسول الله _أم الرأي والمشورة؟ فإن قال لهم: وحي سكتوا؛ لأنهم عرفوا أنه ليس من عنده. وإن قال لهم: بل هو الرأي والمشورة تناقشوا معه, وربما اتبع رأيهم كما في بدر، وأحد، والخندق. وكان يقول لهم في غير ما يبلغه عن الله:" أنتم أدرى بأمور دنياكم", كما ورد في حديث تأبير النخل. ولو كان الرسول e ينطق في التشريع عن غير وحي لما كان ينتظر الوحي حتى يقول الحكم، ولما سأله الصحابة عن الكلام: أهو وحي أم رأي، إذ لأجاب من عنده أو لناقشوه من غير سؤال. وعلى ذلك فإن نبيَّ الإسلام محمدًا e كان لا يصدر في قوله أو فعله أو سكوته إلا عن وحي من الله تعالى.
تقول: إن نبي الاسلام معصوم بناء علي آيات قرأنية؛ أنَّ ما يأتيه وحي يوحي . فما هو الدليل_ أصلا _على أنه من الله, وليس من الشيطان؟
أو أنه من عقله, فيقول في مواقف: هذا و حي, و هذا رأي, و الاثنان من عنده. فكيف تفرق أنت بين الوحي و الرأي؟ لا يوجد معيار سوي.

قوله هو إذن نبي الاسلام معصوم, و الدليل آيات قرأنية.


ثالثًا_ مفهوم الخطيئة في الإسلام: الحكم الشرعي: هو خطاب الشارع المتعلِّق بأفعال العباد. وهو خمسة أنواع: 1. الفرض: وهو ما طلب الشارع فعله طلبا جازمًا, فيثاب فاعله, ويعاقب تاركه. 2. المندوب: وهو ما طلب الشارع فعله طلبًا غير جازم, فيثاب فاعله, ولا يعاقب تاركه. 3. الحرام: وهو ما طلب الشارع تركه طلبًا جازمًا, فيعاقب فاعله, ويؤجر تاركه. 4. المكروه: وهو ما طلب الشارع تركه طلبًا غير جازم, فلا يعاقب فاعله, ويؤجر تاركه. 5. المباح: وهو ما خيَّر الشارع بين فعله وتركه. والخطيئة في الإسلام هي التي يترتَّب عليها عقوبة من الله تعالى, وهي تحصل بأحد أمرين: إما ترك فرض, وإما فعل محرم. والنبيُّ e معصوم عن الخطايا, فلا يقوم بها, ولا يجوز في حقِّه ذلك. وعليه, فالنبيُّ e معصوم عن الأخطاء في تبليغ الوحي, ومعصوم عن فعل الخطايا.
الحقيقة, أعطيتنا أيضا عددا من أنواع الأحكام عن الخطايا, و لم تعطنا مفهوم الخطيئة نفسه, أو تعريفها.
كذلك لم تعطينا مصادر كلامك, فمن من الفقهاء أو المفسرين قال هذا الكلام؟

كل كلامك مرسل عزيزي, وتذكر لقد وافقت على شروط المناظرة, ألا وهي توثيق كلامك بذكر المصدر.
إلى أن تذكر المصادر. معني العصمة: العِصْمة في كلام العرب: المَنْعُ. و عِصْمةُ الله عَبْدَه: أن يَعْصِمَه مما يُوبِقُه. عَصَمه يَعْصِمُه عَصْماً منَعَه ووَقَاه.

إذن معنى العصمة هو المنع, فهل عصم نبي الإسلام من أي فعل خطأ؟

هذا سنعرفه بعد أن توثق مداخلتك.

سلام ونعمة, و المجد لإلهنا الصالح
.[/justify]