السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طيب لم لا يجاهدهم بالفعل حيث انه يعلم انهم كفار ومثواهم النار مخلدين فيها ؟؟
اما تفسير الآيه الكريمه فالجلالين

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ
"يا أيها النبي جاهد الكفار" بالسيف "والمنافقين" باللسان والحجة "واغلظ عليهم" بالانتهاء والمقت "ومأواهم جهنم وبئس المصير" هي

وابن كثير

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ
يقول تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم بجهاد الكفار والمنافقين هؤلاء بالسلاح والقتال وهؤلاء بإقامة الحدود عليهم " واغلظ عليهم " أي في الدنيا" ومأواهم جهنم وبئس المصير " أي في الآخرة .

وجاء فى تفسير الطبرى
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ
القول في تأويل قوله تعالى : { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين } يقول يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم { يا أيها النبي جاهد الكفار } بالسيف { والمنافقين } بالوعيد واللسان . وكان قتادة يقول في ذلك ما : 26708 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , قوله : { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين } قال : أمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام أن يجاهد الكفار بالسيف , ويغلظ على المنافقين بالحدود .


-----------------------------------------------------------------------------------------
قلت

ونلاحظ من مجمل التفاسير السابق ذكرها ان الجهاد المختص بالكفار انما هو جهاد السيف والنزال واما ما ذُكر فى حق المنافقين انما هو الجهاد بغلظة القول واقامة الحدود والوعيد , وان كان كما بيّن الحق جلَّ وعلا مصير كل من الفريقين انهما فى النار -ان ماتا دون توبه - بل وخص المنافقين انهم فى الدرك الاسفل منها ..فلماذا لا يتساويا فى كيفية جهادهم من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه؟


اقول.. ان الله سبحانه وتعالى وضع حدودا صارمه فى معاملة المسلم لأخيه المسلم او المسلم لمدّعى الاسلام ولو بظاهر قوله فقط , فقال جلَّ وعلا يأمر اهل الايمان,

(ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ) وروى فى اسباب النزول عن ابن عباس رضي الله عنهما : { ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا } . قال : قال ابن عباس : كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون ، فقال : السلام عليكم ، فقتلوه وأخذوا غنيمته ، فأنزل الله في ذلك إلى قوله : { تبتغون عرض الحياة الدنيا } : تلك الغنيمة . قال : قرأ ابن عباس : السلام .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4591
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فقد نهاهم الله سبحانه بقتال من القى عليهم السلام وظاهر فعله الاسلام والعبرة هنا بعموم اللفظ وان كان خصوص السبب لا يعارض سبب الاستشهاد , وتفسير الآيه ..
( لمن ألقى إليكم السلام) أي التحية أو الانقياد بكلمة الشهادة التي هي أمارة على الإسلام "لست مؤمنا" إنما قلت هذا تقية لنفسك ومالك فتقتلوه "تبتغون" تطلبون لذلك "عرض الحياة الدنيا" متاعها من الغنيمة "فعند الله مغانم كثيرة" تغنيكم عن قتل مثله لماله "كذلك كنتم من قبل" تعصم دماؤكم وأموالكم بمجرد قولكم الشهادة "فمن الله عليكم" بالاشتهار بالإيمان والاستقامة "فتبينوا" أن تقتلوا مؤمنا وافعلوا بالداخل في الإسلام كما فعل بكم "إن الله كان بما تعملون خبيرا" فيجازيكم به.

ومن المعلوم ان الاعراب كانوا اشد الناس كفرا فى عهد رسول الله واشدهم نكالا بالاسلام والمسلمين فى بداية الدعوه و مرحلة الاستضعاف حين كان النبى صلى الله عليه وسلم بمكه , وكان الاعراب يكيلون للرسول والصحابة اعظم الكيل,فلما هاجر النبى من مكة الى المدينه وبدأ التمكين للمسلمين وقويت شوكتهم وكوّن النبى جيشا جرارا عاد به الى مكه وفتحها , ولأن مكة كانت بؤرة الجزيره ومصب لاعين كل من حولها ,فلما صارت فى ايد النبى واصحابه خاف الاعراب على انفسهم وقالوا (لن يفك المسلمون رباط خيولهم حتى يقتلونا اشد قتله) ... وهمّ المئات من الاعراب الى النبى يقولون آمنا خشية المسلمين , فكان دافعهم الخوف وليس الايمان فنزل فيهم قول الحق سبحانه (قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا) .. وبالرغم من هذا ..فقد حكم الله عليهم بالاسلام !

وكان النبى صلى الله عليه وسلم يتعامل مع من حوله بظاهر قولهم وهو القائل (نحن لا نشق الصدور) ,ويتضح لنا هذا جليا فى موقفه مع جارية ابو الحكم السلمى رضى الله عنه فى الحديث الذى رواه البخارى عندما سألها (اين الله)؟ فقالت فى السماء وسألها عن نفسه فقالت انت رسول الله ..قال اعتقها هى مؤمنه !

وكان صلى الله عليه وسلم يتعامل مع المنافقين - وهو يعلمهم - كما يعامل من حوله ولكن يأخذ الحذر انصياعا لامر الله (ياايها الذين آمنوا خذوا حذركم) .. وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم قتل عبد الله بن أبيّ بن سلول رأس النفاق مخافة أن يقال : إن محمداً يقتل أصحابه.. والمتدبر قول النبى يعلم يقينا ان قائل العباره - محمد يقتل اصحابه - انما هو رجل تابع معاملة النبى للمنافقين حتى ظن انهم اصحابه كباقى صحابته رضى الله عنهم جميعا فاستنكر قتاله لهم .

بهذا خص الله جهاد المنافقين بغلظة القول والوعيد واقامة الحدود