من هم تلاميذ ورسل يسوع ؟ وهل هم اهل للإيمان ؟


التلاميذ الاثني عشر مالوا إلى الرئاسة الدنيوية وتشاجروا في أنه من يكون الأكبر بعد يسوع لما أخبرهم بما يجري عليه ، وإنه ماض عنهم فوعظهم لذلك، ووعدهم ومناهم بما يرغبهم في الائتلاف وعدم التشاجر ، فكانت بينهم مشاجرة ، فمن منهم يظن انه يكون الاكبر{لوقا22(22-31)}، كما اغتاظ عشرة منهم من يسوع من أجل ابني زبدى{متى(20:24)}، ووبخهم يسوع على قلة إيمانهم {متى(16:8)}، وأنهم لا إيمان لهم {مرقس(4:40)} ، وليس لهم من الإيمان مثل حبة خردل {متى(17:20)} ، ووصفتهم الأناجيل بغلظ القلوب {مرقس(6:52)} ، وأخبر يسوع بأن كلهم يشكون فيه ليلة هجوم اليهود عليه {متى(26:31)}، ويتفرقون عنه كل واحد إلى خاصته ويتركونه وحده {يوحنا(16:32)} ، وطلب منهم أن يسهروا معه تلك الليلة فلم يفعلوا ولم يواسوه مع ما هو فيه من الدهشة والاكتئاب حتى وبخهم على ذلك مرارا، ولما أمسكه اليهود حسب الظاهر تركه التلاميذ كلهم وهربوا {متى26(36-57)} وإن من التلاميذ الاثني عشر يهوذا الاسخريوطي كان بيده صندوق أموال الفقراء {يوحنا12(6)(13)(29)} وكان يهوذا حرامي {يوحنا(12:6)} ، وهو الذي اجترأ على تسليم يسوع إلى أعدائه، وباع دمه بقليل من الفضة………. كما أن كبير التلاميذ بطرس بطش بيسوع {مرقس(8:32)} صار بطرس ينتهر يسوع حتى قال له يسوع : اذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله بل بما للناس{متى16(22-23)} ، وفي واقعة تحوم حولها الشكوك أنكر بطرس يسوع ثلاث مرات وابتدأ يلعن ويحلف أنه لا يعرفه {متى26(69-75)} مع أن يسوع أنذره بذلك فوعد بطرس يسوع أن لا ينكره ولو اضطر إلى الموت معه {متى(26:35)} هذا وأما ما كان بعد حادثة الصليب فإن التلاميذ الأحد عشر لم يصدقوا اللواتي أخبرنهم بقيام المسيح من الأموات في اليوم الثالث بل عدوا كلامهن كالهذيان {لوقا(24:11)} حتى وبخهم يسوع على عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام {مرقس(16:14)} مع أن في الأناجيل أن يسوع كم وكم قدم لهم أنه يتألم من اليهود وفي اليوم الثالث يقوم {متى(16:21)(17:23)(20:19)(26:32)} وغير ذلك في الأناجيل الأربعة "، حتى أن اليهود كانوا يعلمون بكلامه هذا ويخشون عاقبته {متى(27:63)} وتذكر اليونانيون من المسيحيين على العبرانيين منهم بسبب الغفلة عن طعام أراملهم {أعمال الرسل(6:1)} ووقعت المشاجرة في الختان فتكلم بطرس ويعقوب في رفعه عن الأمم بمجرد الاستحسان والتآلف للأمم في مقابلة تأكيد حكمه في التوراة وتأييده وتعليم المعلمين المسيحيين من اليهودية فحصروا ما على الأمم من أحكام الشريعة باجتناب المخنوق وما ذبح للأوثان والدم والزنا " {أعمال الرسل 15(1-30)} وإن برنابا وبولس اللذين اختارهما الروح القدس لعلمه "{أعمال الرسل(13:12) " تشاجرا فيمن يأخذانه معهما للخدمة حتى فارق أحدهما الآخر "{أعمال الرسل15(36-40)} " .


وقد اختلف المعلمون في المسيحية حيث اختلفوا في التعليم حتى صار بعضهم يحذر الأمة من بعض " أنظر إلى رسائل بولس وبطرس ويهوذا ويوحنا " حتى قال بعضهم في البعض الآخر :

أنهم لا يخدمون يسوع بل بطونهم وبالكلام الطيب والأقوال الحسنة، يخدعون قلوب السماء "{رومية(16:18)} وعن حسد وخصام يكرزون بيسوع " {فيلبي(1:15)}" وأنهم ذئاب خاطفة "{أعمال الرسل(20:29)} " ورسل كذبة فعلة ماكرون مغيرون شكلهم إلى شبه رسل يسوع كالشيطان يغير شكله إلى شبه ملاك نور {2كورنثوس11(13-14)}" حتى أن كثيرين خرجوا وصاروا أضداد ليسوع "{1يوحنا2(18-19)" . وجميع الذين في آسيا ارتدوا عن بولس وبعض زاغ وادعى إن القيامة قد قامت "{2تيموثاوس1(15)(18)} " . وإن من المعلمين اخوة كذبة ادخلوا خفية ودخلوا اختلاسا، وإن بطرس والمسيحيين العبرانيين في أنطاكية حتى برنابا استعملوا الرياء والمداهنة، ولم يسلكوا باستقامة حسب حق الانجيل "{غلاطية2(3-15)} . وإن بولس قد استعمل الرياء، وختن تيموثاوس اليوناني على خلاف تعليمه {أعمال الرسل16(1-4)} . وإن يعقوب وجميع المشايخ في أورشليم تواطئوا مع بولس على استعمال الرياء بإلزام بولس مع أربعة أشخاص بأحكام الناموس تمويها لإبطالهم لها ومداهنة للأنوف والربوات من المؤمنين بيسوع من اليهود الذين ينكرون إبطال الناموس بمجيئ يسوع {أعمال الرسل21(2-27)} وإن بولس ليس له نظير مخلص بل الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هو ليسوع "{فيلبي2(20-21)} ويتضح من الأعمال ورسائل بولس أن تعليمه الرائج بين المسيحيين في القرون المتأخرة كان ضدا لتعليم الرسل والمعلمين من العبرانيين الذين هم من أهل الختان ولذا كثر تعرضه لهم وقد فهم وانتفاضهم وافتخاره عليهم حتى ادعى العروج مرة إلى السماء الثالثة وأخرى إلى الفردوس {2كورنثوس12}. ومن ذلك تعليمه بكفاية الإيمان وحده في الفائدة وتعليم يعقوب بعدم كفايته بدون الأعمال {العبرانيين21} وانظر إلى رسالة يعقوب والإصحاح الثاني ، وقد اختلف تعليم بولس في أكل ما ذبح للأوثان الذي قرر الرسل حرمته واضطرب كلامه فيه، فتارة جعله يذبح للشيطان لا لله ولا يريد أن يكون المؤمنون شركاء الشياطين لأنهم لا يقدرون أن يشربوا كأس الرب وكأس شيطان ولا يشتركوا في مائدة الرب ومائدة شياطين أم نغير الرب ألعلنا أقوى منه {1كورنثوس10(18-22)} . وتارة رجع الامتناع منه من دون تحريم، لأنه معثرة للضعفاء أنظر {1كورنثوس8}ومن أجل ضمير الآخر الضعيف {1كورنثوس(10:29)}، ثم ندم وقال : لماذا يحكم في حريتي من ضمير آخر، فإذا كنت أتناول بشكر فلماذا يفترى علي لأجل ما أشكر عليه {1كورنثوس10(29-30)} وعلى كل حال فهذه الأقوال المضطربة خلاف ومقاومة لما قرره الرسل من التحريم المطلق كما مر .


وعن بولس في بعض تعاليمه كل شئ طاهر للطاهرين "{تيطس(1:15)} وكل خليقة الله جيدة، ولا يرفض شئ منها إذا أخذ مع الشكر {1تيموثاوس(4:4)} وهذه خلاف ومقاومة لما قرره الرسل من تحريم ما ذبح للأوثان والمخنوق والدم . وعنه أيضا في تعاليمه في شأن الناموس والعهد القديم ما لفظه فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها إذ الناموس لم يكمل شيئا {العبرانيين7(17-19)}.


هؤلاء هم تلاميذ ورسل يسوع الذين تتفاخر بهم الكنائس وكأن القساوسة والرهبان يجهلون القراءة والكتاب ليتدبروا ما جاء بكتبهم .. فأين عقولكم يا سادة ؟ إن آكل لحم الخنازير أصاب عقولكم بالغيبوبة .




vsg ds,u [ihg hguhgl