طريق الاقتداء.
و من طريق تلقين الحكمة وبيان فضل عظم الهمة وما يكسب صاحبه من سؤددٍ وكمال.
أو من طريق درس التاريخ والنظر في سير أعاظم الرجال، فإنَّا لو أخذنا نبحث عن مفاخر أولئك الذين يلهج التاريخ بأسمائهم؛ لوجدنا معظم مفاخرهم قائمة على هذا الخُلُق الذي نسمِّيه (عِظَم الهمة).
والقرآن يملأ النفوس بعِظَم الهمة، وهذا العِظَم هو الذي قذف بأوليائه ذات اليمين وذات الشمال، فأتوا على عروش كانت ظالمة، ونسفوها مِن وجه البسيطة نسفًا، ثم رفعوا لواء العدل والحرية، وفجروا أنهار العلوم تفجيرًا، وإذا رأينا من بعض قُرَّائه هممًا ضئيلة ونفوسا خاملة؛ فلأنَّهم لم يدبروا آياته، ولم يتفقهوا في حِكَمِه.
أصناف الناس في علو الهمة
الناس في الحقيقة أصناف:
* رجل يشعر بأن فيه هذا الكفاية لعظائم الأمور، ويجعل هذه العظائم همَّته، وهذا من يُسمَّى عظيم الهمة، أو عظيم النفس.
* ورجل فيه الكفاية لعظائم الأمور، ولكنه يبخس نفسه، فيضمه همَّه في سَفْساف الأمور وصغائرها، وهذا من يُسمَّى صغير الهمة، أو صغير النفس.
* ورجل لا يكفي لعظائم الأمور، ويحسُّ بأنَّه لا يستطيعها، وأنَّه لم يُخْلَق لأمثالها، فيجعل همَّته على قدر استعداده، وهذا الرجل بصيرٌ في نفسه، متواضعٌ في سيرته.
هؤلاء ثلاثة.
* ورابعهم لا يكفى للعظائم، ولكنه يتظاهر بأنَّه قوي عليها، مخلوق لأنْ يحمل أثقالها، وهذا من يُسمُّونه فخورًا، وإن شئت فسمِّهِ متعظِّمًا.
المرجع: موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم-
إعداد مجموعة من المختصين بإشراف:
صالح بن عبد الله بن حميد
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن ملّوح
الجزء: 7 ص: 2986uA/Ql hgilm
المفضلات