د. أحمد، تحية طيبة، وبعد:
قولك: (من قال هذا؟) تعليقا على قولي: (فلفظ (الناس) عام، وأريد به الخصوص، وهم مشركو جزيرة العرب) جوابه:
جاء في كتاب (الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري):" فإن قلتَ: الحديث دلَّ على أن لا يُترَكَ الكافرُ على دينه بوجهٍ؟ وكذا الآية في الترجمة، فكيف أُخذتِ الجزيةُ من أهل الكتاب؟ قلتُ: إما أن يُحمل اللام في الناس على العهد وهم المشركون عبدةُ الأوثان، كما هو مقتضى الآية، فإنها فيهم نزلت، دلَّ عِليه السياقُ. وإمّا أنه عام خصّ منه البعض بقوله: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29]". انتهى.
وجاء في كتاب (فتح الباري لابن حجر):" ثَالِثُهَا أَنْ يَكُونَ مِنَ الْعَامِّ الَّذِي أُرِيدَ بِهِ الْخَاصُّ، فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالنَّاسِ فِي قَوْلِهِ: (أُقَاتِلَ النَّاسَ)، أَيِ: الْمُشْرِكِينَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ رِوَايَةُ النَّسَائِيِّ بِلَفْظِ: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ الْمُشْرِكِينَ)". انتهى.
وجاء في كتاب (شرح النووي على مسلم):" قَوْلُهُ: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إله إلا الله ...)، قَالَ الْخَطَّابِيُّ_ رَحِمَهُ اللَّهُ _: مَعْلُومٌ أَنَّ الْمُرَادَ بِهَذَا أَهْلُ الْأَوْثَانِ دُونَ أَهْلِ الْكِتَابِ؛ لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثُمَّ يُقَاتَلُونَ وَلَا يُرْفَعُ عَنْهُمُ السَّيْفُ". انتهى.
وفي هذه النقول كفاية، واللبيب تكفيه الإشارة. وعليه، يتبين تهافت قولك: (هذا كلام غير صحيح)، فتأمل.
قولك: (ذكر الحديث هنا الخير عموما)، جوابه:
1. أليس الجهاد في سبيل الله خيرا؟ فلماذا يسأل عنه؟!
2. لقد بينت النصوص الشرعية أن لفظ (خير) نكرة أريد به معرفة، وهو: التكبير والتحميد والتهليل.
قولك: (كما ان الذكر لا يقتصر علي التكبير والتهليل والتحميد وانما الدعاء ايضا)، جوابه:
1. الذكر هو غير الدعاء.
2. القول: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ) يندرج تحت التهليل والتحميد، فتأمل.
أنتظر منك نقاشا علميا، لا مجرد اعتراضات لم تبن على بصيرة، والله الموفق.

أ‌. علي غيث
‏السبت‏، 24‏/أيلول‏/2016