اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين







الصادق الأمين
إن الصادق الأمين ليس اسم لرسول الله الخاتم محمد صلي الله عليه وسلم وإنما هو لقب أطلقه سكان مكة المكرمة عليه وأصبح يُدعي بذلك بينهم.
وهنا نجد هذا الوصف والإدعاء مذكور بالإنجيل بسفر رؤيا يوحنا مع صفات أخري لرسول الله الخاتم واستحالة وجودها في غيره من بعد الإنجيل ومن قبل
11 ) رأيت السماء مفتوحة واذا فرس ابيض والجالس عليه يدعى امينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب. 12 وعيناه كلهيب نار وعلى رأسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس احد يعرفه الا هو. 13 وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله. 14 والاجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض ونقيا 15 ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم وهو سيرعاهم بعصا من حديد )......انتهى سفر رؤيا يوحنا بالإنجيل
إن المسيح عليه السلام وغيره من الأنبياء لاشك أن بهم صفة الأمانة والصدق ولكن لم يثبت في الكتاب المقدس أن لقب (الصادق الأمين) قد أصبح لقب يدعي به نبي من هؤلاء الأنبياء
فيا ترى من كان يُدعي بهذه الصفة من أهله وقومه غير رسول الله النبي الخاتم محمد بن عبد الله ؟ حكي لنا التاريخ ذلك بكل أمانة.
ثم إن عبارة (وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو) يعقبها بفاصل جملة واحدة(ويدعي اسمه كلمة الله) إن هاتان الجملتان المتناقضتان يبين لك مدي الاضطراب في تحريف النص بالزيادة والنقصان في محاولة فاشلة لنسب هذه الصفات للمسيح عليه السلام.
فالمسيح عليه السلام لم يحكم ويحارب ويجاهد في سبيل الله وأسال دماء المشركين هو وأصحابه بلباسهم الأبيض وإنما رسول الله كما دلت الأحاديث الكثيرة في السنة النبوية والتاريخ , بالإضافة إلي أنه لم يكن للمسيح عليه السلام ولا لأحد قاد الأمم بالحزم وقوة الحكم التي وصفت بعصا من حديد غير رسول الله صلي الله عليه وسلم النبي الخاتم وشريعته المحكمة القوية التي دانت لحكمها كل الأمم من عرب وفرس وروم وأهل كتاب يهود ونصارى وغيرهم في ظل عدلها المطلق, فكل الأنبياء فيما قبل النبي محمد ما كان لهم حكم وسلطان إلا لقومهم فقط كما تدل كتبهم فهاهم أنبياء بني إسرائيل في بني إسرائيل فقط ومن قبلهم كذلك أما أخرهم من بعدهم وهو المسيح عليه السلام فلم يقم له حكم وسلطان وجهاد ولا حتى لإتباعه من الحواريين وغيرهم, بل ظل الأتباع مستضعفين حتى بدايات القرن الرابع عندما أعتنق الإمبراطور الروماني قسطنطين النصرانية المشوهة التي تقول بالتثليث وترك التي تقول بالتوحيد وعدم تأليه المسيح وظل الحكم والسلطان خليط من أحكام وضعية رومانية شركية مبتدعة منسوبة للنصرانية زوراً وبهتاناً, فهل بعد ذلك يقبل أحد أن تكون صفات القيادة والحكم والسلطان والجهاد للمسيح بدلاً من النبي محمد صلي الله عليه وسلم والذي بالفعل حكم أمة العرب كلها وما يتصل بحدودها من الفرس والروم وما حوت من يهود ونصارى ثم في غضون عشرون سنة فقط من بعده حكم أصحابه باقي قارات العالم المسكونة أسيا وأوربا وأفريقيا فأيهما أولي بهذه المعاني والصفات التي تصف المنتظر الخاتم لكل الرسل (المسيح أم محمد) عليهم صلوات الله وسلامه.
والآن أترككم مع الإصحاح كامل من الكتاب المقدس لسفر أشعياء يحكي عن هذا الأمر وصفات النبي العبد لا كما يوصف المسيح في الإنجيل بابن الله أو ابن الإنسان أو المعلم وغيرها من الصفات دون العبد التي وصف بها النبي محمد في القرآن أكثر من مرة ثم تجد الكلام البين علي نهاية الأصنام المنحوتة والأوثان علي يد هذا النبي الخاتم المنتظر في حين أن المسيح عليه السلام لم يصطدم بذلك الشرك لأن كل دعوته كانت بين بني إسرائيل وكانوا يعبدون الله لهذه الأصنام والتماثيل كما في عهد النبي محمد صلي الله عليه وسلم , وهناك الكثير من الصفات الأخرى التي ذكرناها ولكن البداية كانت مع وصف هذا النبي العبد كما وصفه القرآن الكريم مع وصف طريقة كلامه وصوته كما دلت الأحاديث النبوية :
( سفر أشعياء من الكتاب المقدس الإصحاح 42 )
هو ذا عبدي الذي اعضده مختاري الذي سُرّت به نفسي.وضعت روحي عليه فيخرج الحق للامم. 2 لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته.3 قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ.الى الامان يخرج الحق. 4 لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الارض وتنتظر الجزائر شريعته 5 هكذا يقول الله الرب خالق السموات وناشرها باسط الارض ونتائجها معطي الشعب عليها نسمة والساكنين فيها روحا. 6 انا الرب قد دعوتك بالبر فامسك بيدك واحفظك واجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم 7 لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة 8 انا الرب هذا اسمي ومجدي لا اعطيه لآخر ولا تسبيحي للمنحوتات. 9 هوذا الاوليات قد اتت والحديثات انا مخبر بها.قبل ان تنبت اعلمكم بها. 10 غنوا للرب أغنية جديدة تسبيحه من أقصى الأرض.ايها المنحدرون في البحر وملؤه والجزائر وسكانها. 11 لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار.لتترنم سكان سالع.من رؤوس الجبال ليهتفوا. 12 ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر. 13 الرب كالجبار يخرج.كرجل حروب ينهض غيرته.يهتف ويصرخ ويقوى على اعدائه 14 قد صمت منذ الدهر سكت تجلدت.كالوالدة اصيح.انفخ وانخر معا 15 اخرب الجبال والآكام واجفف كل عشبها واجعل الانهار يبسا وانشف الآجام 16 واسير العمي في طريق لم يعرفوها.في مسالك لم يدروها امشيهم.اجعل الظلمة امامهم نورا والمعوجات مستقيمة هذه الامور افعلها ولا اتركهم. 17 قد ارتدوا إلى الوراء.يخزى خزيا المتكلون على المنحوتات القائلون للمسبوكات انتنّ آلهتنا 18 ايها الصم اسمعوا.ايها العمي انظروا لتبصروا. 19 من هو اعمى الا عبدي واصم كرسولي الذي أرسله.من هو اعمى كالكامل واعمى كعبد الرب. 20 ناظر كثيرا ولا تلاحظ.مفتوح الاذنين ولا يسمع. 21 الرب قد سرّ من اجل بره.يعظّم الشريعة ويكرمها. 22 ولكنه شعب منهوب ومسلوب قد اصطيد في الحفر كله وفي بيوت الحبوس اختبأوا.صاروا نهبا ولا منقذ وسلبا وليس من يقول رد 23 من منكم يسمع هذا.يصغى ويسمع لما بعد. 24 من دفع يعقوب الى السلب واسرائيل الى الناهبين. أليس الرب الذي اخطأنا اليه ولم يشاءوا ان يسلكوا في طرقه ولم يسمعوا لشريعته. 25 فسكب عليه حمو غضبه وشدة الحرب فاوقدته من كل ناحية ولم يعرف واحرقته ولم يضع في قلبه.
ثمانية وعشرون غزوة بخلاف إرسال عشرات السرايا التي لم يخرج فيها رسول الله,وهذا خلال تسع سنوات من بداية إقامة دولة الإسلام بالمدينة المنورة , وهذا يعني بمتوسط ثلاث غزوات بالعام الواحد بخلاف السرايا , مما يبين المجهود العظيم لتحركات رسول الله الحربية في سبيل نشر وإقامة دولة الإسلام عزيزة قوية.
الوصية الأخيرة من المسيح عليه السلام للحواريين ماهي إلا البشارة بالنبي الخاتم رسول الله محمد
ففي إنجيل يوحنا يقول المسيح عليه السلام
لكني أقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق.لانه ان لم انطلق لا يأتيكم المعزي.ولكن ان ذهبت ارسله اليكم. 8 ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة. 9 اما على خطية فلانهم لا يؤمنون بي. 10 واما على بر فلاني ذاهب الى ابي ولا ترونني ايضا. 11 واما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين 12 ان لي أمورا كثيرة ايضا لاقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن.13 واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بامور آتية. 14 ذاك يمجدني لانه يأخذ مما لي ويخبركم.... أنتهي إنجيل يوحنا
لم يجد القساوسة جميعاً وصف للمعزي المذكور يبتعدوا به عن أن المقصود هو رسول الله النبي الخاتم محمد إلا أنهم يدعوا أن المقصود بهذه الوصية الأخيرة من المسيح هو الروح القدس , والرد علي ذلك يكون ببساطة شديدة جداَ وهي أن الروح القدس كان يأتي للمسيح عليه السلام في حياته كما دلت علي ذلك النصوص الكثيرة بالإنجيل وهذا لا ينكره النصارى ومعلوم جيداً, إذاً كيف يشترط المسيح ذهابه حتى يأتي الروح القدس ثم تجد قوله (وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق ) هذه تعني بلا شك علي عدم كمال رسالة المسيح عليه السلام فهل النصارى شهدوا بذلك ؟
إن الكمال لم يكن إلا في الدين الإسلام الخاتم كما جاء علي لسان رسول الله في القران الكريم (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) صدق الله العظيم
ومن هو المعزي المكمل لها بعد سقوط تفسيرهم بأن المعزي هو الروح القدس؟
وأما قوله (لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به) فهذا عين قوله سبحانه في القرأن الكريم في وصف رسول الله (وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي) صدق الله العظيم.
وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا
ومن أراد التأكد من نصوص الكتاب المقدس التي ذكرناها بالبحث فهاهو رابط موقع نصراني http://www.enjeel.com/search.php
للبحث في هذا الموقع عما تريده من ألفاظ مع ربطك بصفحاته الموجودة مباشرة بالكتاب المقدس, وكلمات البحث غالباً التي تقودك للفقرات المذكورة ببحثنا إلي داخل الكتاب المقدس هي كالأتي :- قيدار- هاجر- تيماء – يدفع الكتاب – بلاد العرب – فرس ابيض – عبدي الذي – المعزي.
والسلام علي من إتبع الهدي

تمَّ النقل بحمد الله وتوفيقه وفضله

من موقع الإعجاز العلمي
زهدي جمال الدين محمد
جمع وترتيب
طارق عبده إسماعيل
باحث بالطب النبوي
www.tbarasol.com
www.islamimedicine.com