كل الناس يذكرون الله عند الشدائد
لكن منهم من يذكره و يطيعه فاذا زالت الشدة عصاه و نساه
ومنهم من يستمر صلاحه و توبته
يونس عليه السلام دعا قومه الى الايمان فاعرضوا و تكبروا فغضب و ركب البحر مع سفينة فلما ثقلت بهم خافوا ان يغرقوا جميعا فعلموا انه لابد ان يخففوا الحمل بالقاء احد ركابها الى البحر قاموا بعمل قرعة فوقعت مرارا على يونس..... القوه فى البحر...فالتقمه الحوت ثم نزل به الى الاعماق
كل شىء حدث بسرعة يونس فى الظلمات ...فاذا به يسمع تسبيح الحصى الذى فى قعر البحر فانتفض....(فنادىفى الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين) فقرعت كلماته ابواب السماء فنزل عليه الفرج هذا خبر يونس النبى عليه الصلاة و السلام
و الى القصة:
كنت شابا اظن ان الحياة مال وفير وفراش وثير ومركب وطىء و كان يوم جمعة جلست مع مجموعة من رفقاء الدرب على الشاطىء وهم كالعادة مجموعة من القلوب الغافلة سمعت النداء حى على الصلاة حى على الفلاح اقسم اننى سمعت الاذان طوال حياتى و لكنى لم افقه يوما معنى كلمة فلاح طبع الشيطان على قلبى حتى صارت كلمات الاذان كأنها تقال بلغة لا افهمها
كان الناس حولنا يفرشون سجاداتهم و يجتمعون للصلاة و نحن كنا نجهز عدة الغوص و انابيب الهواء استعداد لرحلة تحت الماء لبسنا عدة الغوص ودخلنا البحر بعدنا عن الشاطىء حتى صرنا فى بطن البحر
كان كل شىء على ما يرام الرحلة جميلة وفى غمرة المتعة فجأة تمزقت القطعة المطاطية التى يطبق عليها الغواص بأسنانه و شفتيه لتحول دون دخول الماء الى الفم و لتمده بالهواء من الانبوب .. وتمزقت اثناء دخول الهواء الى رئتى وفجأة اغلقت قطرات الماء المالح المجرى التنفسى ..وبدأت اموت ..
بدأت رئتى تستغيث و تنتفض ..تريد هواء .. اى هواء..
اخذت اضطرب..البحر مظلم..رفاقى بعيدون عنى
بدأت ادرك خطورة الموقف اننى اموت بدأت اشهق و اشرق بالماء المالح بدأ شريط حياتى بالمرور امام عينى..
مع اول شهقة عرفت كم انا ضعيف بضع قطرات مالحة سلطها الله على ليرينى انه هو القوى الجبار آمنت انه لا ملجأ من الله الا اليه حاولت التحرك بسرعة للخروج من الماء الا اننى كنت على عمق كبير
ليست المشكلة ان اموت المشكلة كيف سأقابل الله؟؟
اذا سألنى عن عملى ماذا سأقول؟ اما ما احاسب عنه الصلاة و قد ضيعتها تذكرت الشهادتين فأردت ان يختم لى بهما
فقلت اشهد فغص حلقى و كأن يد خفية تطبق على رقبتى لتمنعنى من نطقها
حاولت جاهدا اشهد..اشهد..بدأ قلبى يصرخ ...ربى ارجعون...ربى ارجعون...
ساعة دقيقة لحظة ولكن هيهات
بدأت افقد الشعور بكل شىء احاطت بى ظلمة غريبة هذا آخر ما اتذكر
لكن رحمة ربى كانت اوسع

فجأة بدأ الهواء يتسرب الى صدرى مرة اخرى انقشعت الظلمة فتحت عينى فاذا احد الاصحاب يثبت خرطوم الهواء فى فمى
ويحاول انعاشى ونحن ما زلنا فى بطن البحر رأيت ابتسامة على محياه فهمت منها اننى بخير عندها صاح قلبى ولسانى وكل خلية فى جسدى
اشهد ان لا اله الا الله و ان محمد رسول الله الحمد لله
خرجت من الماء وانا شخص آخر تغيرت نظرتى للحياه
اصبحت الايام تزيدنى من الله قربا ادركت سر وجودى فى الحياه ..تذكرت قول الله (الا ليعبدون) صحيح ما خلقنا عبثا مرت الايام فتذكرت تلك الحادثة فذهبت الى البحر ولبست لباس الغوص
ثم اقبلت الى الماء وحدى وتوجهت الى المكان نفسه فى بطن البحر
وسجدت لله تعالى سجدة ما ذكرت انى سجدت مثلها فى حياتى فى مكان لا اظن ان انسانا قبلى قد سجد فيه لله تعالى
عسى ان يشهد على هذا المكان يوم القيامة فيرحمنى الله بسجدتى فى بطن البحر ويدخلنى جنته اللهم آمين..
اسألكم الدعاء

tn f'k hgp,j