ملكة نحل العسل:


وهي أم الطائفة وتتميز عن الشغالة باختلاف لونها وكبر حجمها وثقل وزنها وقصر أجنحتها عن بطنها الطويلة، وخرطومها قصير، ولا توجد سلة لجمع حبوب اللقاح، على أرجلها الخلفية، آلة وضع البيض مقوسة ذات تسنين ضعيف لا تستعملها في اللسع إلا ضد ملكة أخرى فقط، ولها مبيضان


كبيران يشغلان معظم حيز البطن، والملكة تقضي حياتها داخل الخلية ولا تخرج منها إلى في حالتي التلقيح أو التطريد وهي وديعة وهادئة تسير ببطء على الأقراص الشمعية بالخلية ومن حولها مجموعة من الشغالات (الوصيفات) تسهر على رعايتها وإطعامها بالغذاء الملكي، وتربي الملكة في البيت الملكي (المقصورة الملكية) وهي كبيرة الحجم تشبه حبة الفول السوداني.

شغالة نحل العسل:


والشغالة عبارة عن أنثى عقيمة تنشأ من بيضة مخصبة، وهي غير قابلة للتلقيح ورأسها مثلثة الشكل تقريباً، وأجزاء فمها مهيأة لجمع الرحيق أما الأرجل الأمامية محورة لتنظيف قرون الاستشعار وأجزاء الفم وأرجلها الخلفية معدة لجمع حبوب اللقاح، مزودة بالغدد تحت البلعومية لإفراز الغذاء الملكي لتغذية اليرقات والملكة وبها أيضاً غدد إفراز الشمع وغدة الرائحة، ومعدة نحل العسل كبيرة الحجم لتخزين الرحيق، وآلة اللسع مستقيمة ذات تسنين حاد وهذه التراكيب هيأت الشغالة للقيام بمعظم الأعمال التي تتطلبها الطائفة.

الذكر:


ذكور النحل أضخم من الملكات والشغالات، وجسمها أقصر طولاً من الملكات، نهاية البطن غير مدببة، ليس له آلة لسع، أجزاء فمه ماصة قصيرة حيث يتغذى من داخل العيون السداسية، وأرجله الخلفية غير محورة لجمع حبوب اللقاح، ولا يمتلك غدداً لإفراز الشمع أو لإفراز الغذاء الملكي، والحوصلة والأمعاء مختزلتان، ولكن الجهاز التناسلي كبير ويشغل جزء كبيراً من البطن ووظيفته الوحيدة هي تلقيح الملكات.

وآلة السفاد في الذكور لا تنطلق إلا إذا امتلأت الأكياس الهوائية في بطنه بالهواء، ولا تعبأ الذكور بالملكات طيلة وجودها في الخلية وتموت الذكور بعد تلقيحها الملكات وذلك لانفصال آلة السفاد منها واستقرارها في مؤخرة الملكة وتطير الذكور لمسافات بعيدة لتلقيح الملكات.



التلقيح الطبيعي للملكة.. والانتخاب الطبيعي:

يتم تلقيح الملكة خارج الخلية في الهواء الطلق ولا يمكن أن يتم داخل الخلية أو في حيز مغلق مطلقاً، بعد خروج الملكة العذراء من البيت الملكي بـ (3 ـ 5) أيام تطير خارج الخلية (طيران ما قبل الزفاف) لتتعرف على موقع الخلية والعلامات الأرضية بالمنطقة يعقبه طيران الزفاف والذي يحدث عادة في الجو الصحو في فترة الظهيرة،

وتخرج الملكة العذراء من الخلية وتحدث صوتاً خاصاً لتلهب حماس الذكور وتخرج رائحة خاصة من غددها الفكية تعمل على حث وتنبيه الذكور، وتطير الملكة العذراء يتبعها جيش جرار من الذكور ليس فقط من طائفتها ولكن أيضاً من الطوائف المجاورة المتعطشة للحاق بالملكة العذراء المتجمعة في منطقة تجمع الذكور وأكثر الذكور سرعة وأقواها جسداً وبنية هو الذي يظفر بتلقيح الملكة بينما تتساقط الذكور الضعيفة واحد تلو الآخر وتعقب كل هذه الذكور للملكة أمر ضروري لإبقاء واستمرار النوع والحفاظ عليه من التدهور فهو نوع من الانتخاب الطبيعي للحفاظ على مملكة النحل قوية مع استمرار الزمن،

وعندما يتمكن أحد الذكور الأقوياء من اللحاق بالملكة ويمسكها أثناء الطيران بواسطة أرجلة الستة، وبواسطة خلايا حسية في المنطقة التناسلية يستطيع أن يميز غرفة اللسع ويدخل عضو السفاد فيها، وبعد حوالي 48 ساعة من انتهاء عملية التلقيح تكون القنوات المبيضية خالية تماماً من أي حيوانات منوية وتخزن في القابلة المنوية حوالي من 5 ـ 6 مليون حيوان منوي، ويساعد وجود شبكة من القصبات الهوائية وأيضاً الإفراز المغذي من الغدد الموجودة على القابلة المنوية على بقاء واستمرار الحياة والحيوية للحيوانات المنوية لفترة زمنية طويلة.

تبدأ الملكة في وضع البيض بعد حوالي يومين من التلقيح الناجح ولكي تضع بيضاً مخصباً فإن البيضة أثناء خروجها يخرج لها مجموعة من الحيوانات المنوية لتخصيبها.


وظائف أفراد الطائفة:


تختلف وظائف الأفراد باختلاف نوعه (ملكة ـ شغالة ـ ذكر) فلكل فرد له وظيفته الخاصة به.

1 ـ وظائف الملكة:

وضع البيض: تضع الملكة نوعين من البيض:

بيضاً مخصباً: تضعه في البيت الملكي ينتج عنه ملكات، أو تضعه في العيون السداسية الصغيرة الحجم (25 عين سداسية ـ بوصة مربعة) ينتج عنه الشغالات.


بيضاً غير مخصب:تضعه في العيون السداسية الأكبر حجماً (16 خلية سداسية ـ بورصة مربعة) ينتج عنه ذكور، والملكة لا تخطئ مطلقاً في نوع البيضة التي تضعها في أي منهما.


والبيضة دقيقة بيضاء اللون، منجلية الشكل، طولها حوالي 1.5 مم، وعرضها 0.3 مم، ووزنها حوالي 0.132 ملليجرام، وعند محاولة الملكة وضع البيض فإنها تتحرك على القرص الشمعي وتفحص بعينيها في خلية سداسية للتأكد من خلوها،

ثم تسحب رأسها وتدير بطنها وتدخلها في العين السداسية وفي ثوان تضع البيضة وتلصقها في قاع الخلية عمودياً وتضع الملكة خلال حياتها حوالي 2 مليون بيضة تضع معظمها خلال السنة الأولى والثانية من حياتها ولذلك ينصح بتغير الملكة بأخرى بعد السنة الثانية وفي فترات الفيض والنشاط يمكن للملكة أن تضع من 1500 ـ 2000 بيضة يومياً.

وهناك عوامل تؤثر في كمية البيض التي تضعها الملكة منها سلالة الملكة (تعد سلالة النحل الإيطالي والكرينولي والقوقازى من السلالات القياسية) وعمرها وقوة جسمها وأسلوب تربيتها وسلامة أعضاءها وإصابتها بالأمراض أو الطفيليات،

أو حدوث التطريد الطبيعية، كما أن قوة الطائفة توفر مصادر الرحيق وحبوب اللقاح بالمنطقة المحيطة وكذلك توفر العيون السداسية الفارغة كل ذلك له دور في كمية البيض الذي تضعه الملكة.

ومن نتائج الأبحاث التي أجراها الكاتب على الملكات وجد أنه في فترات نشاط الملكة في وضع البيض ينمو المبيض ويزداد في الحجم حيث يشغل معظم حيز البطن ويزداد وزن الملكة، وقد وجد أن هنا ارتباطاً موجباً بين كمية الحضنة المرباة بالطائفة وكمية العسل المنتج منها.

وللملكة وظيفة أخرى في غاية الأهمية: حيث تعمل على ترابط الشغالات وتنظيم العمل داخل الطائفة وإصدارها للتعليمات والأوامر التي تنظم العمل داخل الطائفة عن طريق مجموعة من الرسائل التي تتولى إصدارها الغدد الفرمونية للملكة.

ومن أهم الغدد الفرمونية بالملكة الغدد الفكية، وغدد الترجات، وغدد الرسغ وغدة حجرة آلة اللسع أو غدة كوشيفينكوف Koschevinikov.

فرمونات الغدد الفكية:

الغدد الفكية في كل من الملكة أو الشغالة تكون نامية جيداً ولكنها تكون في الملكة أكبر في الحجم، إفرازات هذه الغدد تقوم بأكثر من وظيفة ومنها إفرازات خاصة بالسلوك الاجتماعي.

المادة الملكية Queen substance:



تقوم بتثبيط نمو مبايض الشغالات أو بناء بيوت الملكات وتعمل كمادة جاذبة للشغالات في الطوائف عديمة الملكات وتؤثر على السروح وتربية الحضنة، وهي أيضاً فرمون جنسي يجذب الذكور للتلقيح على ارتفاع عالي، ويعتمد هذا على قوة الطائفة وبعض العوامل الأخرى وقد أمكن تصنيعها للاستفادة منها في مجال تربية النحل.

رائحة الملكة (Queen scent, -9-HAD):

وهي تزيد من تأثير مادة الملكة وتأثيرها أقل بكثير من مادة الملكة وتؤثر في قابلية تجميع الطرود وتساعد الشغالات في العثور على الملكة أثناء التطريد.

توجد على الترجات البطنية 2ـ4 للملكة مجموعة الخلايا الغدية وهذه تفرز رائحة عطرية أثناء التطريد، كما توجد غدد على الناحية الظهرية لبطن الملكة وتنشط من استعداد الملكة للتلقيح وتتلقى الذكور المادة عند لمس الملكة بالأرجل الأمامية أو قرون الاستشعار.

الملكات العذارى تنتج أكبر كمية من المركب (9-ODA)في الربيع وقت الطيران للتلقيح والتطريد، وتخليق الجزء الأكبر منه يكون في أثناء الفترة التي يحدث فيها طيران الزفاف وعلى ذلك يكون أعلى إنتاج لهذا الفرمون خلال الفترة التي تستخدمه الملكة العذراء كجاذب جنسي عند طيران التلقيح.

فرمونات الغدة الترجية:

تقع غدد الترجات على الترجات من 4 ـ 6 البطنية وتكون نامية جيداً في الملكات الصغيرة، ويظهر فعلها في تثبيط نمو مبايض الشغالات وتثبيط بناء بيوت الملكات، كما أن الشغالات الصغيرة (التوابع) تكون منجذبة بشدة إلى إفراز غدة الترجات للملكة التي تحصل عليه بالملامسة فقط. كذلك لها تأثير في جذب الذكور والتقدم للتزاوج.

غدة كوشيفنكوف :Koschevniko

تتكون هذه الغدة من مجموعة صغيرة من الخلايا متجمعة في حجرة آلة اللسع وتم وصفها لأول مرة بواسطة عالم روسي وسميت باسمه، في الملكة الملقحة تفرز هذه الغدة فرمونات تجذب الشغالات بشدة ولا يعرف التركيب الكيماوي لهذه الغدة.


غدة الرسغ (غدة Arnhart)

تفرز غدة الرسغ بالملكة إفراز زيتي يوضع بواسطة الوسادة الموجودة بالرسغ على سطح القرص الشمعي ويكون ذلك مقترناً بإفراز الغدد الفكية ويعملان على تثبيط بناء بيوت الملكات في الطوائف المزدحمة بالنحل،

ويحدث التطريد نتيجة ازدحام الطوائف بالنحل إلى الدرجة التي لا تمكن الملكة من الحركة بطول قواعد الأقراص ووضع إفراز الغدد الفكية، إفراز غدة الرسغ للملكات الصغيرة (6 شهور) تكون أكثر من إفراز الملكات المسنة (سنتين) ومعدل إفراز الشغالات من هذه الغدة يكون أقل من إفراز الملكات بحوالي (10 ـ 15 مرة) ولم يعرف تركيب هذا الفرمون بعد.


الفرمون الطارد للشغالة:

حديثاً اكتشف إفراز فرموني هام ينتج بواسطة الملكات في الجزء الخلفي من القناة الهضمية (المستقيم) ولا يوجد هذا الفرمون في الشغالات والمصدر الغدي لهذا الفرمون لم يحدد بعد.

عندما يبلغ عمر الملكات العذارى حوالي 24 ساعة فإنها تفرز هذا الفرمون كمادة إخراجية من المستقيم يستمر إنتاجه لمدة أسبوعين وعندما تتعرض الشغالة لهذه المادة البرازية تبتعد وتتراجع عن مصدرها وبعد فترة بسيطة ينتهي مظهرها العدائي تجاه الملكة العذراء.

المادة الفرمونية الطاردة لها رائحة تشبه رائحة العنب وتكون وظيفتها كمادة مهدئة للشغالة. هذا الفرمون لا وجود له في براز كل من الشغالات أو الذكور.

وعلى ذلك فإن فرمونات الملكة أو ما يطلق عليها بالمادة الملكية، تلعب دوراً هاماً في حياة طائفة نحل العسل، وغياب هذه الفرمونات أو انخفاض مستوى إنتاجها يؤدي إلى اختلال الوظائف الحيوية للطائفة كتربية وإنتاج ملكات جديدة، وظهور الشغالات الواضعة وارتباك في الوظائف المختلفة للشغالات بالطائفة.

وأورد الدميري تحت باب (اليعسوب) في كتابه (الحيوان) وهو ملك النحل وأميرها الذي لا يتم لها رواح ولا إياب ولا عمل ولا مرعى إلا به، فهي مؤتمرة بأمره متبعة برأيه يديرها كما يدير الملك أمر رعيته حتى إنها إذا أوت إلى بيوتها وقف على باب البيت فلا يدع واحدة تزاحم أخرى ولا تتقدم عليها في العبور كما يفعل الأمير إذا انتهى بعساكره إلى معبر ضيق، وأعجب من ذلك أن أميرين منهما لا يجتمعان في بيت ولا يتأمران ولا يأتمران على جمع واحد بل إذا اجتمع منها جنديان وأميران قتلوا أحد الأميرين وقطعوه واتفقوا على الأمير الواحد من غير معاداة منهم ولا أذى من بعضهم لبعض بل يصيرون يداً واحدة.


يتبع ان شاء الله .....