المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الله



هل نفهم من هذا أن الجهاد في فلسطين مثلا أصبح جهاد دفع وليس جهاد طلب

أقصد بالنسبة للدول المجاورة لها مثل مصر وغيرها ؟

وكيف نقدر هذه الكفاية ومن الذي يقدرها ؟

أختي الفاضلة جزاك الله خيراً .

أختي نحن في هذا المقام نبين حكم شرعي لا حالة معينة و طبعاً هذا الحكم الشرعي الأصل أن يعيننا في فهم الواقع .

بالنسبة لفلسطين نعم فالجهاد متعين على الأقرب فالأقرب منها من بلاد الإسلام إذ بلاد الإسلام بمنزلة البلدة الواحدة و هذا هو الذي نقلناه عن الأئمة الأعلام بالمشاركات السابقة و التي بامكانك مراجعتها بتأني .

و لا أدل على عجز أهل فلسطين و عدم كفايتهم لرد عدوان الصهاينة المجرمين من حدوث النكبة في ال48 ثم حصول النكسة في ال67 .

و لهذا إذا ظهرت الغلبة للعدو و ظهر عجز أهل البلد المسلم في رد العدوان فإن الجهاد يتعين على الأقرب في الأقرب من بلاد الإسلام .

    (( وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ))

فهذه هي حقيقة المولاة للمؤمنين و التي هي الحب و النصرة لهم و عليه يترتب على المؤمنين بذل كافة الطرق المؤدية لنصرة إخوانهم .

قال شيخ الإسلام

((وإذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد ولا غريم ونصوص أحمد صريحة بهذا وهو خير مما في المختصرات ))

الفتاوى الكبرى الجزء 5 صفحة 537

قال الشيخ العلّامة المحدّث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى -

(( اعلم أن الجهاد على قسمين: الأول فرض عين، وهو صد العدو المهاجم لبعض بلاد المسلمين، كاليهود الآن الذين احتلوا فلسطين: فالمسلمون جميعاً آثمون حتى يخرجوهم منها.
والآخر فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وهو الجهاد في سبيل نقل الدعوة الإسلامية إلى سائر البلاد حتى يحكمها الإسلام، فمن استسلم من أهلها فبها، ومن وقف في طريقها قوتل حتى تكون كلمة الله هي العليا، فهذا الجهاد ماض إلى يوم القيامة فضلاً عن الأول.
ومن المؤسف أن بعض الكتاب اليوم ينكره، وليس هذا فقط بل إنه يجعل ذلك من مزايا الإسلام! وما ذلك إلا أثر من آثار ضعفهم وعجزهم عن القيام بالجهاد العيني، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلَّط الله عليكم ذلاً لا ينـزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم
))


العقيدة الطحاوية شرح و تعليق صفحة 82 و 83 . مكتبة المعارف -الرياض .