ودارس هذه الفترة يلاحظ تقدمًا فائقـًا في علم الفلك بوجه خاص، حتى تشير المصادر إلى أن الفلكيين المصريين كانوا بارعين في عملهم، وأنهم استخدموا آلات جديدة استطاعوا أن يطوعوها لعملهم ويضيفوا إليها. وقد بلغ تقدم الفلك في مصر في نهاية القرن الثامن عشر إلى درجة أن أحدًا لا يستطيع أن يقلل منها. وتزخر تراجم هذه الفترة ومؤلفاتها بعشرات العلماء في هذا العلم وتفوقهم فيه.
و"يذكر الجبرتي عددًا كبيرًا من العلماء الذين ألفوا في علوم الرياضيات، والكيمياء، والطب، والمساحة، وعلم يبحث في خواص الأعداد يسمى "لارتماطيقي"، بل عرف علم الهندسة وشواهده الكثيرة في العمائر الشامخة الراقية فضلاً عن علم الفرائض "المواريث"، وهو يحتاج إلى معرفة واسعة بالرياضيات والفرائض"
"وإذا توقفنا عند علم الرياضيات تحديدًا سنعرف أنه وجد في مصر
في نهاية القرن الثامن عشر عدد كبير من العلماء الذين ألفوا في هذا العلم" كما كان "هناك عدد من الطبقات الأرستقراطية عرفوا باهتماماتهم بالرياضة والفلك، ورسم عدة مزاول بالجامع الأزهر"
"وليس من المصادفة في شيء أن يكون الشيخ "حسن العطار" -وكان شيخ مشايخ الأزهر- أكثر علماء عصره تعرفـًا على العلوم العقلية، والحثّ عليها، كثير الأخذ عن علماء عصره من المجددين، كثير الرحلات إلى حيث وجودها، كثير تدريس العلوم العقلية في الأزهر، حاثـًا تلاميذه على ضرورة الأخذ بالعلوم العقلية، كثير التقرب من الفرنسيين إبان وجودهم في مصر والدخول إلى معاملهم، والتعرف على علومهم الحديثة، كما زار المجمع العلمي الفرنسي