جزاك الله خيراً أخي الحبيب "صاعقة الإسلام" على ردك على هذه الشبهة الواهية
وهذه إضافة إن شاء الله تعالى من كتاب "أسني المطالب في أحاديث مختلقة المراتب" - الإمام محمد بن درويش الحوت:

وهي طيور الماء ذكروا أنه لما قرأ سورة النجم وبلغ قوله -تعالى- أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان على لسانه وحماه الله من ذلك تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى وأنه لما بلغ آخر السورة سجد وسجد معه المؤمنون والكافرون ثم أخبره جبريل بما ألقاه الشيطان على لسانه من ذلك فحزن فنزل تسلية له قوله -تعالى- وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته الآيات من سورة الحج فهذه القصة كذب مفترى كما ذكر هذا غير واحد ولا عبرة بمن قواها وأولها إذ لا حاجة لذلك وصح من هذه القصة في الصحيح قراءة سورة النجم وسجوده وسجود المسلمين والكافرين وليس فيه ذكر قصة الغرانيق أصلا وما هو مذكور في السورة المذكورة من ذم آلهتهم في قوله -تعالى- إن هي إلا الأسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان الآية يكذب هذه المقالة المضللة إذا لو وقعت منه لردوا عليه قوله حيث اجتمع فيه الذم والمدح ولا يدل سجود المشركين على صحتها لأنهم ربما سجدوا لآلهتهم تعظيما لها كما سجد رسول الله تعظيما لسيده وخالقه -سبحانه وتعالى- وأما نزول قوله -تعالى- وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى الآية فلم يعلم هل نزلت قبل هذا أو بعده أو في حينه وقول ابن عباس -رضي الله عنه- في تفسيره إن تمنى معناه تلا وقرأ كما يشهد له قول القائل

تمنى كتاب الله أول

تمني داود كتاب على رشد

لا يدل على ما زعموه من أن معنى الآية وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى أي قرأ ألقى الشيطان في أمنيته أي قراءته ما يرضي المرسل إليه كما ألقى الشيطان في قراءة المصطفى الكلمات المذكورة وهي تلك الغرانيق العلى لأنه لو فسر تمنى بمعنى قرأ وتلا على قول ابن عباس كان معناه أنه إذا قرأ النبي أو الرسول ما يوحى إليه من ربه ألقى الشيطان في قراءته لقلوب المشركين والكافرين أوهاما حتى لا يؤمنوا به ثم إذا أراد الله هداية أحد منهم نسخ من قلبه هذا الوهم وأحكم في قلبه الحق وهذا هو الواقع في شأن الكفار عند سماع الحق ويزول عند الإسلام بقدرة الله -تعالى- فلا إشكال في تفسير ابن عباس وقيل

أسنى المطالب ج:1 ص:193


معناه إذا تمنى هداية قومه واشتهى ذلك ألقى الشيطان في قلوبهم خلاف ما اشتهاه حتى يفتح الله باب قلب ذلك العبد ولا يغتر بما انتصر له ابن حجر في شرح الهمزية من تصحيح هذه القصة وأول تلك الألفاظ بتآويل بعيدة فهو من التعسف والله أعلم

وهذا رد اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والأفتاء:


فتوى رقم 1546
س: جاء في مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم هذا النص:
(الجزء رقم : 48، الصفحة رقم: 101)
(ومما وقع أيضا قصته صلى الله عليه وسلم معهم لما قرأ سورة النجم بحضرتهم فلما وصل إلى قوله تعالى: سورة النجم الآية 19 أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى سورة النجم الآية 20 وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ألقى الشيطان في تلاوته:
تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ، وظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله ، ففرحوا بذلك فرحا شديدا) ، فهل هذه الرواية صحيحة ، وعلى فرض صحتها هل للشيطان سلطة أن يلقي في تلاوته تلك الكلمات التي مر ذكرها ، أرجو إفادتي مع جزيل الشكر؟
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ، وبعد:
ج: قصة الغرانيق ذكرها كثير من علماء التفسير عند تفسيرهم قوله تعالى: سورة الحج الآية 52 وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ الآيات من سورة الحج ، وعند تفسيرهم قوله تعالى: سورة النجم الآية 19 أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى سورة النجم الآية 20 وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى الآيات من سورة النجم ، ورووها من طرق عدة بألفاظ مختلفة ، غير أنها كلها رويت من طرق مرسلة ولم ترد مسندة من طرق صحيحة، كما قال ذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره ، فإنه لما ساق هذه القصة بطرقها قال بعدها: (وكلها مرسلات ومنقطعات) تفسير ابن كثير 5 \ 440 (ط. الشعب). ا هـ .
(الجزء رقم : 48، الصفحة رقم: 102)
وقال ابن خزيمة : (إن هذه القصة من وضع الزنادقة) ا هـ ، واستنكرها أيضا أبو بكر ابن العربي والقاضي عياض وآخرون سندا ومتنا ، أما السند فبما تقدم ، وأما المتن فبما ذكره ابن العربي من أن الله تعالى إذا أرسل الملك إلى رسوله خلق فيه العلم بأن من يوحى إليه هو الملك فلا يمكن أن يلقي الشيطان على لسانه شيئا يلتبس عليه فيتلوه على أنه قرآن أحكام القرآن، 3 \ 1300. ، وللإجماع على عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم من الشرك فيمتنع أن يتكلم بكلمة: (تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى) سهوا أو ظنا منه أنها قرآن ، ولأنه يستحيل أن يؤثر الرسول صلى الله عليه وسلم صلة قومه ورضاهم على صلة ربه ورضاه ، فيتمنى ألا ينزل الله عليه ما يغضب قومه حرصا منه على رضاهم ، ثم ما استدل به على ثبوت القصة من قوله تعالى: سورة الإسراء الآية 73 وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ لا يدل على صحتها بل يدل على براءة النبي صلى الله عليه وسلم مما نسب إليه من تلاوة هذه الكلمة الشركية؛ لأنها تفيد النفي لا الإثبات ، ولأنها تفيد أن الشيطان ألقى في أمنيته أي تلاوته ، وليس فيها أن الشيطان ألقى على لسانه تلك الكلمات الشركية ، أو ألقاها في نفسه فتلاها أو قرأها أو تكلم بها سهوا أو غلطة أو قصدا حتى جاء جبريل وأنكر عليه وأصلح له ما أخطأ فيه ، وأسف صلى الله عليه وسلم أسفا شديدا على ما فرط منه ، ولم يثبت أن الآية نزلت تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم فيما أصيب به مما ذكر في هذه القصة حتى يكون مساعدا على تأويلها بما
(الجزء رقم : 48، الصفحة رقم: 103)
جاء فيها من المنكرات .
وقد وافق جمهور أهل السنة ابن العربي فيما ذكره ، وذكروا أن معنى الآية: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تلا ما أنزلنا عليه من الوحي أو تكلم به ألقى شيطان الإنس أو الجن أثناء تلاوته ، أو خلال حديثه وكلامه قولا يتكلم به الشيطان ويسمعه الحاضرون ، أو يوسوس الشيطان وساوس يلقيها في نفوس الكفار ومرضى القلوب من المنافقين فيحسبها أولئك من الوحي وليست منه ، فيبطل الله ما ألقى الشيطان من القول أو الشبه والوسوسة ويزيله ، ويحق الحق بكلماته لكمال علمه ، وبالغ حكمته وهذه سنة الله مع رسله وأنبيائه وأعدائه وأعدائهم ليتم معنى الابتلاء والامتحان ويميز الخبيث من الطيب ليهلك من هلك بما ألقى الشيطان من الكفار ومرضى القلوب ويحيى من حيي عن بينة من أهل العلم واليقين الذين اطمأنت قلوبهم بالإيمان وهدوا إلى صراط مستقيم .
ومما تقدم يتبين أن روايات قصة الغرانيق ليست صحيحة وأنه ليس للشيطان سلطان أن يلقي على لسان النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من الباطل فيتلوه أو يتكلم به ، وربما ألقى الشيطان قولا أثناء تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم به الشيطان ويسمعه الحاضرون ، أو يوسوس الشيطان وساوس يلقيها في نفوس الكفار ومرضى القلوب من المنافقين فيحسبها أولئك من الوحي وليست منه فيبطل الله ذلك القول الشيطاني ويزيل الشبه ويحكم آياته ، ويتبين أيضا أن ما قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هو قول جمهور العلماء
(الجزء رقم : 48، الصفحة رقم: 104)
من أن الشيطان ألقى قولا أو وسوسة أثناء التلاوة ، لكنها ليست على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ولا في نفسه ولا في نفس من صدق في إيمانه به ، إنما ذلك إلقاء من الشيطان أثناء التلاوة في أسماع الكفار أو حديث نفس وقع في أسماعهم وقلوبهم فحسبوه قرآنا متلوا ، وتأبى حكمة الله إلا أن يزيل الباطل ويحكم آياته إحقاقا للحق ورحمة بالعباد ، والله عليم حكيم ، وقد أجمع علماء الإسلام كلهم على عصمة الرسل جميعا في كل ما يبلغونه عن الله عز وجل .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز

http://tinyurl.com/yflmtgw

جزاك الله خيراً أخي الحبيب صاعقة الإسلام وبارك فيك. :p015: