12* قول المصلوب على الصليب

يذكر لنا إنجيلي متى ومرقص عبارة قالها المصلوب قبل أن يموت

(Mt-27-46)(ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لما شبقتني اي الهي الهي لماذا تركتني.)

(Mk-15-34)(وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ألوي ألوي لما شبقتني.الذي تفسيره الهي الهي لماذا تركتني.)

إلهي .. إلهي .. لماذا تركتني ؟!!!!

ما هذا ؟
أهذا من باب الدعاء أم من باب اللوم والعتاب ؟
دعونا نوضح الأمر

نرجع للخلف قليلاً لنتذكرموقف صلاة المسيح لله أن ينجيه

(انجيل متى)(Mt-21-22)(وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه)

وهناك دليل إستجابة واضح لدعاء المسيح وهو ما ذكره لوقا

(Lk-22-43)(وظهر له ملاك من السماء يقويه.)

وهذا ما أكده بولس في رسالته إلى العبرانيين

(العبرانيين)(Heb-5-7)(الذي في ايام جسده اذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر ان يخلصه من الموت وسمع له من اجل تقواه)



(انجيل متى)(Mt-26-42)(فمضى ايضا ثانية وصلّى قائلا يا ابتاه ان لم يمكن ان تعبر عني هذه الكاس الا ان اشربها فلتكن مشيئتك.)

نلاحظ أن المسيح راضٍ تماماً عما سيحدث فدعا الله أن ينجيه وقال إنها مشيئة الله فإن كان قد نجا فقد نجاه الله وإن لم ينجوا فهي مشيئة الله .. رضاء تام

وكان المسيح يعلم تماماً أن الله يسمعه وهذا ما أكده في موضوع آخر
(انجيل يوحنا)(Jn-11-42)(وانا علمت انك في كل حين تسمع لي.ولكن لاجل هذا الجمع الواقف قلت.ليؤمنوا انك ارسلتني.)

بل ويغلم يقيناً أن الله لن يتركه
(انجيل يوحنا)(Jn-8-29)(والذي ارسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي لاني في كل حين افعل ما يرضيه)

في كل حين يفعل ما يرضيه

كلام غاية في الاهمية يوضح لنا صورة المسيح الحقيقية ورضاه بمشيئة الله وثقته في ان الله معه وسوف ينجيه ولن يتركه فتعالوا نرى هل يتماشى هذا مع العبارة التي نطقها المصلوب على الصليب !!

إلهي إلهي لماذا تركتني ؟

عدم رضا من المصلوب على ترك الله له .
معاتبة ولوم لله على تركه إياه على الصليب .

هناك أمر يهدم بنيان هذه العقيدة الفاسدة يا اخوة فتابعوا رجاءً

1 * إذا سألت أحد النصارى لماذا تجسد الله - سبحانه وتعالى عما يصفون- سيقول ليصلب ويحمل خطايا البشر
إذن فالأمر معد مسبقاً المسيح يجب أن يصلب ليغفر خطايا البشر وقد اعد العدة لذلك
فلماذا يسخط على صلبه ويلوب ربه فيقول له معاتباص .. لماذا تركتني ؟
ألم يكن الأمر معد سابقاً ؟!!!
المفترض أن يُلب دون أدنى اعتراض .. فنحن امام أمرين لا ثالث لهما

إما ان مسألة الموت على الصليب لغفران خطايا البشر لم تكن معد لها مسبقاً وان المسيح ليس له علم بهذا الموضوع أن الرب قد خدعه وهذا ينفاي كونه اقنوم من أقانيم الله الثلاثة وانه كلي العلم فيسقط الثالوث

وإما أنه ليس المسيح .وهذا أمر أشد وقعاً من الاول

نعم يا اخوة
إنه ليس المسيح فلو كان المسيح ما اعترض على صلبه وعاتب ولام ربه .

2* لماذا صُلب المسيح
سيجيب النصراني ليرفع عنا خطايانا
ممتاز جداً .. فهل يمكن أن تجيبنا ما هي التهمة التي صُلب عليها المسيح

إنها التجديف يا اخوة

المصلوب صُلب من أجل التجديف وليس من أجل غفران خطايا البشر وكان الأوجب أن يكون الامر علنياً

لقد فسرتم ان المسيح كان خائفاً من اليهود أن يقتلوه ولهذا لم يقل أن الله فاعبدوني

ولكن هذه لحظة موتك يا يسوع فلماذا لم تصرح للجميع بما جئت لأجله ؟ الحيرة تملئ القلوب

الخلاصة :

إن الذي قال على الصليب " إلهي إلهي لماذا تركتني " لم يكن المسيح لعدم رضاه عما يحدث له ولمعاتبته ربه على تركه وما كان للمسيح أن يلوم ربه على ذلك .

يتبع ..