2 * مكان يأجوج ومأجوج
اجتهد الكثيرون ليحددوا مكان هاتين الأمتين فمنهم من قال شمالاً في سيبريا ومنهم من قال شرقاً ومنهم من قال في تركيا ومنغوليا وخلافه رجماً بالغيب ولكن أين مكان هؤلاء القوم ؟
مخبراً بقصة ذي القرنين " حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ "
وبعد الغرب اتجه شرقاً ف " حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا "
كانتا هاتين هما وجهتي ذو القرنين الأولى والثانية ولنرى وجهته الثالثة في قول الله تعالى " حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا "
لم يحدد الله تعالى مكان السدين ، ولم تحدد السنة الصحيحة هذا المكان فكان مكانهما في علم الله وحده سابقاً وبقي كذلك حتى يومنا هذا وسيبقى إلى أن يشاء الله .
ومن ادعى غير ذلك فعليهأن يقيم الحجة بأن يأتينا بآية قرآنية أو حديث صحيح يدعم رأيه .
3* معنى اسم يأجوج ومأجوج
هذا أحلناه إلى أهل اللغة فأجابنا لسان العرب لبن منظور: " هما اسمان أَعجميان، واشتقاقُ مثلهما من كلام العرب يخرج من أَجَّتِ النارُ، ومن الماء الأُجاج، وهو الشديد الملوحة، المُحْرِقُ من ملوحته؛ قال: ويكون التقدير في يأْجُوجَ يَفْعول، وفي مأْجوج مفعول، كأَنه من أَجِيج النار.؛ قال: ويجوز أَن يكون يأْجوج فاعولاً، وكذلك مأْجوج؛ قال: وهذا لو كان الاسمان عربيين، لكان هذا اشتقاقَهما، فأَمَّا الأَعْجَمِيَّةُ فلا تُشْتَقُّ من العربية؛ ومن لم يهمز، وجعل الأَلفين زائدتين يقول: ياجوج من يَجَجْتُ، وماجوج من مَجَجْتُ، وهما غير مصروفين؛ "
4* أوصاف يأجوج ومأجوج
ليس لدينا وصف لأشكال يأجوج ويأجوج وكل ما يُساق حول أشكالهم ليس له أساس من الصحة
س : هل هذه الأوصاف المذكروة في الحديث التالي صحيحة ؟
" إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما ينتعلون نعال الشعر ، وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما عراض الوجوه ، كأن وجوههم المجان المطرقة " أخرجه البخاري في الجامع الصحيح
ج : ليس في هذا الحديث تصريح أن هؤلاء القوم هم يأجوج ومأجوج ، وما لدينا من أحاديث صحيحة يؤكد انه لن يكون هناك قتال بين المؤمنين وقوم يأجوج ومأجوج وغنما سينتصر المسلمون بدعاء عيسى عليه السلام كما سيأتي لاحقاً .. هذا من جهة . ومن جهة اخرى لقد قاتل المسلمون التتار وكانت تلك أوصافهم فقد تكون معارك المسلمين من التتار هي ما أشار إليها الحديث وقد تكون المعركة لم تأني بعد والله أعلم .
5* موعد خروج يأجوج ومأجوج
إن خروج يأجوج ومأجوج من علامات الساعة الكبرى لما جاء في الحديث الصحيح
"اطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرفة ونحن نتذاكر الساعة فقال لا تقوم الساعة حتى تكون عشر آيات طلوع الشمس من مغربها والدجال والدخان والدابة ويأجوج ومأجوج وخروج عيسى ابن مريم عليه السلام وثلاث خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تبيت معهم إذا باتوا وتقيل معهم إذا قالوا " أخرجه الألباني في صحيح بن ماجة .
وهذا يهدم أي قول بأن سد يأجوج ومأجوج قد دُك وأنهم قد خرجوا فيقولون أنهم اهل منغوليا أو أهل الصين أو خلافه لأن هذا يخالف الدليل الصحيح بأن دك الصور وخروج يأجوج ومأجوج من علامات الساعة ويأتي في آخر الزمان ومن المؤكد أن سيدنا عيسى عليه السلام سيكون قائد المسلمين في ذلك الزمن وهو زمن خروج يأجوج ومأجوج ولن يهلكهم إلا دعاءه فتابعوا معي هذا الحديث
أخرج مسلم في مقدمة الصحيح حديث صحيح عن النواس بن سمعان الكلابي
" ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة . فخفض فيه ورفع . حتى ظنناه في طائفة النخل . فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا . فقال " ما شأنكم ؟ " قلنا : يا رسول الله ! ذكرت الدجال غداة . فخفضت فيه ورفعت . حتى ظنناه في طائفة النخل . فقال " غير الدجال أخوفني عليكم . إن يخرج ، وأنا فيكم ، فأنا حجيجه دونكم . وإن يخرج ، ولست فيكم ، فامرؤ حجيج نفسه . والله خليفتي على كل مسلم . إنه شاب قطط . عينه طافئة . كأني أشبهه بعبدالعزى بن قطن . فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف . إنه خارج خلة بين الشام والعراق . فعاث يمينا وعاث شمالا . يا عباد الله ! فاثبتوا " قلنا : يا رسول الله ! وما لبثه في الأرض ؟ قال " أربعون يوما . يوم كسنة . ويوم كشهر . ويوم كجمعة . وسائر أيامه كأيامكم " قلنا : يا رسول الله ! فذلك اليوم الذي كسنة ، أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال " لا . اقدروا له قدره " قلنا : يا رسول الله ! وما إسراعه في الأرض ؟ قال " كالغيث استدبرته الريح . فيأتي على القوم فيدعوهم ، فيؤمنون به ويستجيبون له . فيأمر السماء فتمطر . والأرض فتنبت . فتروح عليهم سارحتهم ، أطول ما كانت ذرا ، وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر . ثم يأتي القوم . فيدعوهم فيردون عليه قوله . فينصرف عنهم . فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم . ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك . فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل . ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا . فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه . يضحك . فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم . فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق . بين مهرودتين . واضعا كفيه على أجنحة ملكين . إذا طأطأ رأسه قطر . وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ . فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات . ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه . فيطلبه حتى يدركه بباب لد . فيقتله . ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه . فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة . فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى : إني قد أخرجت عبادا لي ، لا يدان لأحد بقتالهم . فحرز عبادي إلى الطور . ويبعث الله يأجوج ومأجوج . وهم من كل حدب ينسلون . فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية . فيشربون ما فيها . ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه ، مرة ، ماء . ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه . حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم . فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه . فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم . فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة . ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض . فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم . فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله . فيرسل الله طيرا كأعناق البخت . فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله . ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر . فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة . ثم يقال للأرض : أنبتي ثمرك ، وردي بركتك . فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة . ويستظلون بقحفها . ويبارك في الرسل . حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس . واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس . واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس . فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة . فتأخذهم تحت آباطهم . فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم . ويبقى شرار الناس ، يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة " . وفي رواية : وزاد بعد قوله " - لقد كان بهذه ، مرة ، ماء - ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر . وهو جبل بيت المقدس . فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض . هلم فلنقتل من في السماء . فيرمون بنشابهم إلى السماء . فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما " . وفي رواية ابن حجر " فإني قد أنزلت عبادا لي ، لا يدي لأحد بقتالهم " .
إن المتأمل في الحديث سيجد موعد خروج يأجوج ومأجوج بالتحديد نتابع بدقة هذا الجزء من الحديث
ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه .
أي أن عيسى عليه السلام سيأتي بعد كل الأحداث التي سبقت
فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة . فبينما هو كذلك
أي في ذلك الوقت الذي يقوم فيه عيسى عليه السلام بدرجاتهم في الجنة
إذ أوحى الله إلى عيسى : إني قد أخرجت عبادا لي ، لا يدان لأحد بقتالهم . فحرز عبادي إلى الطور . ويبعث الله يأجوج ومأجوج . وهم من كل حدب ينسلون .
فأي قارئ للحديث يمكن أن يجزم بأن موعد خروج يأجوج ومأجوج بعد نزول عيسى عليه السلام
يتبع ..
المفضلات