خواطر بالتوكيه


خواطر بالتوكيه



خواطر بالتوكيه








بقلم: ميران داود









عالم الانترنت أصبح واسعًا جداً، حتى أصبح يتخيل الشخصُ في بعض الوقت أن هذا العالم حقيقي , وليس خيالي من كثرة تعلق الناس بالانترنت بشكل عام , وأصبح كل أمر بالحياة يحتاج للاتصال بالإنترنت .










يحتوي هذا العالم على كثير من البرامج والمنتديات , ومن هذه البرامج برنامج البالتوك , بدأت حياتي في البالتوك منذ العام 2006, وكان في البداية مجرد فضول كنت أدخل إلى المنتديات التي تحاور النصارى وكان أكثر أهتمامي في منتدى جميل جداً يسمى ابن مريم أو أسود الإسلام وأتباع المرسلين , كنت أتابع حواراتهم ونقاشاتهم مع النصارى دائماً من غير التسجيل فيه , مجرد قراءة مداخلة لأحد الأخوة هناك تشعر بفطنة المحاور والخلفية التي لديه , وهذا ما كنت أحتاج له بالفعل في ذلك الوقت , وخصوصاً بعد دخولي لمنتديات النصارى , ولا أنكر إني شككت لبعض الوقت بالإسلام مع إني كنت ملتزمة بالصلاة والحجاب ولا اسمع الاغاني أيضاً فللأسف اكتشفت بعد ذلك أن إلتزامي كان عادة وليس عبادة , والحمدالله من خلال هذا الصرح تعلمت الكثير , وتعرفت على منتديات البشارة أيضاً والفرقان وحراس العقيدة من خلال هذا الصرح , ولم أكن استطيع التسجيل معهم في ذلك الوقت فأنا فتاة لا تملك من العلم الا القليل القليل , ولكن أكرمني الله بالتسجيل فيها في عام 2009 وليس السبب إني أصبحت أملك العلم مثلهم بالعكس ما زالت أحتاج ( لفت خبز ) كما نقول بالعامية , ولكن اشارك ولو بدعم منتدى إسلامي ليستمر , وربما معلومة صغيرة مني تكون سبب هداية شاب أو شابة مسلمة , وربما تكون همسة في أذن نصراني أو نصرانية يبحثون عن الحقيقة .










ومن خلال منتديات ابن مريم تعرفت على البالتوك كانوا كثيراً ما يتحدثون عنه , وعن الأستاذ وسام كنت دائماً أقول ما هذا البرنامج ؟؟؟ومن هذا وسام ؟؟؟فكانت في البداية اسئلة تدور في نفسي ليست للمعرفة إنما فضول كوني فضولي قاتلني .










وفي يوم من الإيام وجدت موضوع في الانترنت يشرح كيفية تحميل البالتوك وكيف أدخل الغرف الإسلامية ومن ضمنها غرفة الشيخ وسام , فقلت يا فتاة ماذا تنتظري ؟؟؟وفعلاً قمت بتحميل البرنامج ودخول غرفة الأستاذ وسام على أمل أن أسمع له , وبالمناسبة من أربع سنوات حتى الأن لم أسمع أي شئ للأستاذ وسام سوى تسجيل لا غير .






دخلت الغرف وتنقلت وتنقلت , ولكن لكل غرفة طابع , ولكل غرفة شكل وكنت أشعر بالملل كثيراً بجميع الغرف الإسلامية , فأنا لا أعرف أحد فيها ولا أعلم هل الكلام مسموح للجميع أما فقط لبعض الأشخاص فتركت البالتوك لفترة , حتى قمت بالتسجيل بأحد المنتديات التابعة لغرفة إسلامية , ومن بعدها قمت بالتسجيل مرة جديدة في البالتوك , لأن الذاكرة قوية جداً لدي نسيت الاسم الذي سجلت به والباسورد , وأصبحت أدخل غرفتهم لا أنكر إني لم أكن أشعر بالارتياح ولا أدري ما السبب , ولكن الفرق بين هذه المرة والمرة الماضية إني دخلت بهدف التعلم , وتكوين صداقات أخوية بالله وللأسف كانت صداقات شريرة جداً تعتمد كثيراً على الشك من غير دليل والغيرة والحسد , ولكن لم أتاثر كثيراً لأنه أمشي (صح بتحير عدوك فيك ).










تعلمت الكثير خلال فترة تواجدي بالغرفة التي لا أفضل ذكر اسمها , وأيضاً في غرفة وسام عندما كنت اتواجد فيها , وكان سبب تواجدي فيها دائماً الأخت أمنيات جزاها الله خيرًا ورفع قدرها بالدارين , تعلمت الكثير عن رد الشبهات , وأيضاً بعض الأمور الدينية التي كانت تواجهني , وأيضاً تعلمت أن ليس كل مسلم مسلم حقيقي, فالمسلم بالقول والعمل ,والعمل والقول , ولا يمكن أن تكون مسلم وأنت غير مخلص النية لكل فعل ولكل عمل , وتعلمت إنه ليس من الضروري أن تكون في غرفة لأشخاص تعرفهم من الأسماء يكفي أن تتواجد في غرفة تسمع فيها للكلام الطيب والحسن , كما هو حال غرفتي الحبيبة المسلم يجيب النصراني عن الإسلام العظيم , وعلمت أن القيل والقال ليست فقط بين أمي والجارات هي أيضاً موجودة بين الذين يسمون أنفسهم بالمسلمين , ويتناقلون الأخبار فيما بينهم بلا دليل أو برهان, وللأسف منهم أخوة تحسبهم على دين وعلم .






الأمور التي خطرت بخاطري ليست جواهرية مثل هذا الأمر الذي تعلمته , حيث إني علمت جيداً أن وجودي في البالتوك ليس فقط لمجرد الوجود إنما هو أيضاً أوقات أحاسب عليها أمام الله تعالى , ففي آخر فترة قبل معرفتي بالشيخ الراجي رضا الله وصلت لهذا الأمر الذي كان سببه رئيسي اساءة المسلمين للإسلام وأخوانهم المسلمين من غير ادراكهم ذلك , فأصبحت أستغل الوقت قدر الإمكان للتعلم والابتعاد عن كل ما يفسد الجو الدعوي , وتعلمت عدم السكوت عن الحق وحتى لو كان رئيس الغرفة هو الظالم , وأصبحت اسعى قدر الإمكان لأكون الفتاة المسلمة التي تكون المنارة لكل مسلم ومسلمة بالأخلاق والعلم , وأعرف تماماً إني ما زالت أحتاج لسنوات لأكون هذه الفتاة , ولكن الله مع الصابرين والمخلصين له بالقول والعمل وأعمالهم ولا تخالف أقوالهم والعكس أيضاً صحيح.










أصبحت أسامح المخطئ بحقي طالما لم يخطأ بديني , وتعلمت مع أخواتي في غرفة المسلم يجيب النصراني عن الإسلام الصداقة الأخوية بالله , التي تعتمد على حب الخير دائماً والتنافس فيما بيننا لتتميز غرفتنا عن باقي الغرف في أخلاقها وعلمها بطريقة أخوية بعيدة عن الغيرة والحسد وحب السلطة , وكيف أكون صادقة مع الله في الأفعال والاقوال حتى ينتقل هذا الصدق إلى صدقي مع الأشخاص الذين اتعامل معهم في البالتوك , وكيف أصد الشيطان عندما يغويني بالمحرمات حتى لو كانت صغيرة, ليفسد علي طاعتي لله .






لم أكتب هذا الموضوع لمجرد الكتابة إنما قمت بكتابة خواطري بطريقة مختصرة وما تعلمت من هذا البرنامج, لعل هناك من يحتاج لهذه التوجيهات , وربما هناك من لا يعلم حتى الأن لما هو في البالتوك أو حتى ماذا يفعل فيه , ويظن نفسه من المحسنين الصادقين كما كنت أظن نفسي بالبداية والحمدالله أسأل الله أن يكون ما أمر به الأن هو إحساس الهداية الحقيقي , وأن أكون على الطريق الصحيح .









فبالله عليكم لا تستهينوا بالساعات التي تقضونها في البالتوك , ولا تجعلوا غايتكم المدح والثناء هو سبب بقاءكم ,إنما لتكن أوقات في طلب العلم والدعوة , لوجه الله تعالى لا غير , ولا تظن إن كل أدمن في غرفة إسلامية مسلم حقيقي فالناس أشكال الوان واسأل مجرب ولا تسأل حكيم.









وأتقي الله تعالى بكل قول فعل وتصرف وجملة وحرف , ففي يوم من الأيام سوف تشهد عليك يداك بما كتبت , ولسانك بما نطقت فكن مخلص للواحد الأحد الصمد , وليكن قدوتك حبيبك المصطفى عليه الصلاة والسلام , وكن صادق في التعامل مع أخواتك وأياك والاساءة لهم أو اتهامهم لمجرد سبب وغاية في نفسك .








أختكم بالله :ميران داود


خواطر بالتوكيه

o,h'v fhgj,;di